Who are the Patient Ones? من هم الصابرون
Who are the Patient Ones? من هم الصابرون
June 6, 2025 at 10:04 AM
التَّارِيخُ: 06.06.2025 عِيدُ الأَضْحَى: إِحْسَانُ اللَّهِ وَإِكْرَامُهُ لِعِبَادِهِ أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ الْكِرَامُ! اليَوْمُ هُوَ اليَوْمُ العَاشِرُ مِنْ شَهْرِ ذِي الحِجَّةِ، وَهُوَ يَوْمُ عِيدِ الأَضْحَى المُبَارَكِ. نَحْمَدُ اللَّهَ تَعَالَى وَنَشْكُرُهُ عَلَى أَنْ بَلَّغَنَا هَذِهِ الأَيَّامَ المُبَارَكَةَ مَرَّةً أُخْرَى. وَنُصَلِّي وَنُسَلِّمُ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ المُصْطَفَى ﷺ الَّذِي عَلَّمَنَا حِكْمَةَ العِيدِ وَأَهَمِّيَّتَهُ، وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَأَهْلِ بَيْتِهِ أَجْمَعِينَ. عِيدُ أَضْحًى مُبَارَكٌ عَلَيْنَا وَعَلَيْكُمْ جَمِيعًا. أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ الْأَعِزَّاءُ! فِي مِثْلِ هَذَا الصَّبَاحِ مِنْ أَيَّامِ عِيدِ الأَضْحَى، خَاطَبَ نَبِيُّنَا المُصْطَفَى ﷺ أَصْحَابَهُ قَائِلًا:" أوَّلُ مَا نَبْدَأُ بِهِ فِي يَوْمِنَا هَذَا أَنْ نُصَلِّيَ العِيدَ، ثُمَّ نَرْجِعَ فَنَنْحَرَ، فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَقَدْ أَصَابَ سُنَّتَنَا". وَنَحْنُ اليَوْمَ، بِاتِّبَاعِنَا سُنَّةَ رَسُولِ اللهِ ﷺ اجْتَمَعْنَا صَفًّا وَاحِدًا، وَوَقَفْنَا جَنْبًا إِلَى جَنْبٍ. تَوَحَّدَتْ قُلُوبُنَا وَأَرْوَاحُنَا، وَتَوَجَّهْنَا إِلَى اللهِ بِإِخْلَاصٍ وَصِدْقٍ. وَقَدْ أَدَّيْنَا صَلَاةَ العِيدِ جَمِيعًا بِخُشُوعٍ، فَالْحَمْدُ للهِ عَلَى ذَلِكَ. وَبَعْدَ قَلِيلٍ، سَنَقُومُ بِأَدَاءِ شَعِيرَةِ الأُضْحِيَةِ بِإِذْنِ اللهِ، بِالتَّكْبِيرَاتِ، وَالبَسْمَلَاتِ، وَالدَّعَاوَاتِ. أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ الْأَفَاضِلُ! إِنَّ الأَضَاحِيَ نِعْمَةٌ وَأَمَانَةٌ مِنَ اللهِ تَعَالَى أُوْدِعَتْ فِي أَعْنَاقِنَا، فَلْنُحْسِنِ التَّعَامُلَ مَعَهَا فِي كُلِّ مَرْحَلَةٍ مِنْ مَرَاحِلِ هَذِهِ العِبَادَةِ العَظِيمَةِ. وَلْنَكُنْ رُحَمَاءَ بِهَا فِي كُلِّ خُطْوَةٍ نُقدِمُ عَلَيْهَا. فَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:"إِنَّ اللهَ كَتَبَ الْإِحْسَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ" فَلْنَقُمْ بِذَبْحِ أُضْحِيَاتِنَا فِي الأَمَاكِنِ المُخَصَّصَةِ، وَعَلَى يَدِ مَنْ يُحْسِنُ الذَّبْحَ وَيَعْرِفُ أَحْكَامَهُ، وَبِكُلِّ رِفْقٍ وَإِتْقَانٍ. وَلْنَحْرِصْ عَلَى النَّظَافَةِ وَعَدَمِ تَلْوِيثِ البِيئَةِ أَوْ إِذَاءِ النَّاسِ بِالْمَظَاهِرِ المُنَفِّرَةِ . الأُضْحِيَةُ؛ هِيَ مُشَارَكَةٌ وَتَعَاوُنٌ. هِيَ أَنْ تُشَارِكَ فَقِيرًا فِي مَائِدَتِهِ، وَتَتَقَاسَمَ دُعَاءَ يَتِيمٍ. يَقُولُ رَبُّنَا العَظِيمُ:"لَنْ يَنَالَ اللهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَىٰ مِنْكُمْ..." إِذًا، فَلْنُشَارِكْ لُحُومَ الأَضَاحِي مَعَ أَقَارِبِنَا، وَجِيرَانِنَا، وَالمُحْتَاجِينَ، مُتَّبِعِينَ أَدَبَ التَّعَاوُنِ الَّذِي يَأْمُرُ بِهِ الإِسْلَامُ. وَلْنَحْمِلْ إِلَى البُيُوتِ الطُّمَأْنِينَةَ وَالسَّعَادَةَ، وَإِلَى القُلُوبِ المَحَبَّةَ وَالمَوَدَّةَ. أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ الْأَفَاضِلُ! إِنَّ الأَعْيَادَ نِعْمَةٌ وَعَطَاءٌ مِنَ اللَّهِ لِعِبَادِهِ. وَمَا يَلِيقُ بِالأَعْيَادِ هُوَ الفَرَحُ وَالِابْتِهَاجُ. وَأَمَّا مَا يَجِبُ عَلَيْنَا، فَهُوَ أَنْ نَسْعَى جَاهِدِينَ لِنَنْقُلَ هَذَا الفَرَحَ وَالسُّرُورَ مِنْ بُيُوتِنَا إِلَى شَوَارِعِنَا، وَمُدُنِنَا، بَلْ إِلَى العَالَمِ كُلِّهِ. وَأَنْ نُدْخِلَ السُّرُورَ عَلَى قُلُوبِ أَطْفَالِنَا، وَنَقْضِيَ أَوْقَاتًا طَيِّبَةً وَنَافِعَةً مَعَ شَبَابِنَا. وَنَسْعَى لِتَرْكِ ذِكْرَيَاتٍ جَمِيلَةٍ وَدَائِمَةٍ عَنِ الأَعْيَادِ فِي حَيَاتِهِمْ. وَمَا يَلِيقُ بِالأَعْيَادِ أَيْضًا هُوَ صِلَةُ الرَّحِمِ. وَمَا يَجِبُ عَلَيْنَا، هُوَ زِيَارَةُ آبَائِنَا وَأُمَّهَاتِنَا وَأَقَارِبِنَا، وَنَيْلُ دَعَوَاتِهِمُ الطَّيِّبَةِ. وَأَنْ نُشْرِكَ إِخْوَانَنَا وَأَخَوَاتِنَا الَّذِينَ فِي المُسْتَشْفَيَاتِ وَدُورِ الرِّعَايَةِ وَالمُسِنِّينَ فِي فَرْحَةِ العِيدِ. وَأَنْ نَزُورَ قُبُورَ مَنْ فَارَقُونَا إِلَى الآخِرَةِ، وَفِي مُقَدِّمَتِهِمْ شُهَدَاؤُنَا الأَعِزَّاءُ، وَنَدْعُوَ لَهُمْ بِالمَغْفِرَةِ وَالرَّحْمَةِ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى. وَمَا يَلِيقُ بِالأَعْيَادِ هُوَ أَنْ نَفْرَحَ بِإِسْعَادِ الآخَرِينَ. وَمَا يَجِبُ عَلَيْنَا، هُوَ أَنْ نُدْخِلَ الطُّمَأْنِينَةَ عَلَى قُلُوبِ اليَتَامَى وَالمَحْرُومِينَ، وَنُوَاسِيَهُمْ فِي آلَامِهِمْ. وَمَا يَلِيقُ بِالأَعْيَادِ كَذَلِكَ هُوَ الصَّفْحُ وَالمَغْفِرَةُ. وَمَا يَجِبُ عَلَيْنَا، هُوَ أَنْ نُنْهِيَ الخُصُومَاتِ وَالعَدَاوَاتِ، وَأَنْ نُعَزِّزَ وِحْدَتَنَا وَأُخُوَّتَنَا وَتَضَامُنَنَا. أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ الْأَعِزَّاءُ! فِي هَذِهِ الأَيَّامِ المُبَارَكَةِ الَّتِي نَعِيشُ فِيهَا فَرْحَةَ العِيدِ، لِلْأَسَفِ الشَّدِيدِ، اسْتَيْقَظَتْ أَرْوَاحٌ بَرِيئَةٌ فِي غَزَّةَ وَفِي مَنَاطِقَ مُخْتَلِفَةٍ مِنَ العَالَمِ عَلَى صَبَاحِ عِيدٍ آخَرَ فِي ظِلِّ القَنَابِلِ وَالجُوعِ وَاليَأْسِ. فَلْنَتَذَكَّرْ فِي هَذَا الصَّبَاحِ مِنْ أَيَّامِ العِيدِ مَا يَلِي:لَا يَنْبَغِي لِلْمُسْلِمِ أَنْ يَتْرُكَ إِخْوَانَهُ أَبَدًا تَحْتَ رَحْمَةِ الظَّالِمِينَ. وَلَا يَنْبَغِي أَنْ يَتْرُكَهُمْ بِلَا عَوْنٍ وَلَا نُصْرَةٍ. فَيَجِبُ عَلَيْهِ، اقْتِدَاءً بِحَدِيثِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ "المُسْلِمُ أَخُو المُسْلِمِ، لَا يَظْلِمُهُ، وَلَا يُسْلِمُهُ "...أَنْ لَا يَبْخَلَ عَلَيْهِمْ بِالدَّعْمِ المَادِّيِّ وَالمَعْنَوِيِّ. أَسْأَلُ اللَّهَ العَلِيَّ القَدِيرَ أَنْ يَكُونَ عِيدُ الأَضْحَى المُبَارَكُ خَيْرًا لِأُمَّتِنَا العَزِيزَةِ، وَلِلْأُمَّةِ الإِسْلَامِيَّةِ، وَلِلْإِنْسَانِيَّةِ جَمِيعًا، وَأَنْ يَكُونَ سَبَبًا فِي خَلَاصِ المَظْلُومِينَ جَمِيعًا، وَفِي مُقَدِّمَتِهِمْ إِخْوَتُنَا فِي فِلَسْطِين. وَلَا نَنْسَ التَّكْبِيرَاتِ الَّتِي نُعَبِّرُ بِهَا عَنْ فَرَحَتِنَا، وَالَّتِي نَبْدَؤُهَا مِنْ صَلَاةِ الصُّبْحِ يَوْمَ عَرَفَةَ، وَتَسْتَمِرُّ حَتَّى صَلَاةِ العَصْرِ مِنَ اليَوْمِ الرَّابِعِ لِلْعِيدِ: اَللّٰهُ أَكْبَرُ، اَللّٰهُ أَكْبَرُ، لَا إِلٰهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللّٰهُ أَكْبَرُ، اَللّٰهُ أَكْبَرُ، وَلِلّٰهِ الحَمْدُ. أَخْتِمُ خُطْبَتِي بِقَوْلِهِ تَعَالَى فِي سُورَةِ الأَنْعَامِ، الآيَةِ مِئَةٌ وَاثْنَانِ وَسِتُّونَ:"قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّٰهِ رَبِّ العَالَمِينَ".

Comments