https://www.facebook.com/share/1BkrMgq8Fn/?mibextid=wwXIfr يتنافس المتحاربان لا على حماية الوطن والمواطن، بل على التماهي مع أقصى درجات الوحشية. أحدهم يذبح باسم الكرامة، والآخر يدهس الأحياء باسم الديمقراطية، لكن لا كرامة عصمت الشعب من بطشهم، ولا ديمقراطية حصنته من انتهاكاتهم وجبروتهم. ما شاهدته من مقطع دهس متعمد لإنسان حي على يد قوات الدعم السريع، ليس مجرد انتهاك، بل تجسيد مرعب ومخيف لانهيار كامل في القيم، فعل مشوّه ومجرد من أي ذرة إنسانية، يُمارس بتلذذ، وكأن التلذذ بتعذيب الاخر اصبح وسيلة لإثبات النصر، لا أداة لفرض السيطرة فحسب. و الأكثر إيلاما وحسرة هو صمت أو تواطؤ بعض المدنيين الذين ما زالوا يبررون أو يصفقون أو يبحثون عن توازن زائف في توزيع اللوم. نعم، الأطراف المتحاربة مجرمة، لكن من يصفق لها، من يكتب ويبرر ويهلل، يتحمل جزءا من الكارثة. فالكلمة قد تشرعن، وقد تقتل، وقد تُغذي آلة الحرب كما يفعل السلاح تمامًا! نحن أمام كارثة أخلاقية، قبل أن تكون سياسية أو عسكرية. وطن يُسحق، وقيم تنهار، وجيل ينشأ على العنف كقاعدة لا استثناء. كل يوم إضافي لهذه الحرب، ليس سوى حلقة جديدة في مأساة بلا نهاية. لا منتصر هنا، فقط شعب منهك، وخراب يتسع، وأمل يُدفن تحت ركام الكراهية. *#لاللحرب* *أ/ مي فيصل _ نائبه الأمين السياسي لحزب المؤتمر السوداني* *1 يونيو 2025*