💡 *لن تنال ما تريد حتى تترك ما تشتهي* ما أكثر ما تُلقى النصائح، وما أقل ما تُؤخذ غالبا! لكن حين تصدر من قلبٍ ذاق طريق الهداية، وجرّب مشقة المجاهدة، فإنها تكون أشبه بمصباحٍ في ليلٍ دامس، يدلّك على السبيل وأنت في غمرة التعب والتيه. 📝 كتب سلمان الفارسي إلى أبي الدرداء: *أما بعد، فإنك ‌لا ‌تنال ‌ما ‌تريد إلا بترك ما تشتهي، ولن تبلغ ما تأمل، إلا بالصبر على ما تكره، فليكن قولك ذكرًا، وصمتك فكرًا، ونظرك عبرة، واعلم أن أعجز الناس من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله، وأن أكيسهم من أتعب نفسه في طاعة الله وعمل لما بعد الموت*.اهـ ⚡️ هذه رسالة كتبها سلمان الفارسي إلى أبي الدرداء، لكنها تخاطب كل مؤمن يريد الوصول، وتختصر له الطريق بكلمات قليلة لكن معناها عميق لمن نظر فيها: “*لن تنال ما تريد إلا بترك ما تشتهي*”، فكم من شهوة حرمتنا من درجات، وكم من راحة أضاعت علينا فرص الارتقاء؟ “*ولن تبلغ ما تأمل إلا بالصبر على ما تكره*”، طريق الجنة محفوف بالمكاره، لكنه الطريق الذي سلكه الأنبياء والصالحون. ✨ ثم يرسم سلمان منهج العاقل: *اجعل قولك ذكرًا*، لا تضيّع كلماتك في اللغو، بل ليكن لسانك رطبًا بذكر الله، *وصمتك فكرًا*، تأمل في خلق الله وفي نفسك، فإن التفكر بهذا عبادة، *ونظرك عبرة*، لا تنظر عبثًا، بل خذ من كل مشهد موعظة. 💡 ثم ينبهك إلى حقيقة مهمة: *أعجز الناس من ترك نفسه لهواها*، يعيش بلا هدف للآخرة، ويتمنى الجنة بلا عمل، *وأعقلهم من عرف أن هذه الدار ممر*، فأتعب نفسه في طاعة الله، واستعد لما بعد الموت، حيث لا عمل هناك، بل حساب وجزاء. كلمات هي زادٌ للطريق، لمن صدق في سعيه، وعرف أن الجنة لا تُنال براحة الجسد في الدنيا، وإنما بتعب القلب في طاعة الله وثبات النية. #موعظة #الشيخ_وليد_السمامعة