
ANIME TOON
June 6, 2025 at 10:24 PM
السلام ورحمة الله وبركاته،
تحية طيبة، ومباركة مضاعفة في هذا اليوم المبارك: عيد الجمعة وعيد الأضحى، جعلهما الله عليكم أيام يمن وبركة وعافية.
أما بعد،
فحديثنا في هذا اليوم الأغرّ عن المرأة، وما أدراك ما المرأة؟ تلك التي عظّمها الشرع، ورفع شأنها الإسلام، غير أن من الناس من يسيء فهم كلام النبي ﷺ، فيجعل من حديثه سيفًا مصلتًا على المرأة، وهو في جوهره رحمةٌ ورفقٌ بها، لا تنقيص فيها ولا توهين.
ومن أشهر ما يُساء تأويله: قول النبي ﷺ:
"ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للبّ الرجل الحازم من إحداكن"
(رواه مسلم)
فيتلقفه البعض وهم في غفلة عن سياق الحديث ومعناه، فيظنونه ذمًّا مطلقًا، وما هو كذلك.
أولًا: في فهم السياق
قال ﷺ ذلك في يوم عيد، موعظةً للنساء، يحثهن على الصدقة، وقد أخبر أن أكثر أهل النار من النساء، لا تشفيًا، بل تحذيرًا وتنبيهًا. فسألنه عن السبب، فقال:
تُكْثِرنَ اللعن: أي يكثرن من الدعاء على الناس.
ويكفرن العشير: أي ينكرن فضل الزوج.
ثم بيّن أن المرأة ناقصة عقل ودين، لا بمعنى النقص الذاتي أو القدح، بل من وجهٍ مخصوص فسره ﷺ بنفسه:
"أليس شهادة المرأة مثل نصف شهادة الرجل؟"
"أليس إذا حاضت لم تصلِّ ولم تصم؟"
فجعل نقصان العقل: من جهة التوثيق في الشهادة، لا من جهة الفهم أو الذكاء.
وجعل نقصان الدين: من جهة ترك بعض العبادات في وقت مخصوص، لا من جهة الإيمان أو القيمة عند الله.
فما أجمل كلامه، وما أصدق بيانه!
ومع ذلك، قال:
"أغلب لذِي لُبٍّ منكنّ"
أي أنكن ـ مع هذا النقص في بعض الجوانب ـ تغلبن الرجال وتملكن قلوبهم، وهذا مدح لا ذم.
ثانيًا: في رد الشبهات
من قال إن هذا الحديث ينقص من قدر المرأة، فقد جهل فقه البيان، وغفل عن الحكمة الربانية.
وهل قال ﷺ إلا حقًّا؟ أما ترى المرأة كيف تمتاز بالعاطفة والرقة، وهي خصال شريفة مناسبة لوظيفتها الفطرية؟
ألم يقل:
"رفقًا بالقوارير"
"خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي"
فأي رحمةٍ أعظم من هذه؟
ثالثًا: حديث "خُلِقت المرأة من ضلع"
قال رسول الله ﷺ:
"استوصوا بالنساء خيرًا، فإن المرأة خُلقت من ضلع، وإن أعوج ما في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء."
(رواه البخاري ومسلم)
وهذا من أبدع ما قاله ﷺ، تشبيه بليغ، لا ذم فيه ولا عيب.
فالضلع الأعوج لا يُذم لاعوجاجه، بل به يستقيم شكل الصدر ويُحمى القلب.
وكذلك المرأة: خُلقت بميل فطري نحو الرحمة، والعاطفة، والحنان، فلو حاول الرجل أن يُقوِّمها على طبعه هو، كسرها، أي أفسد العلاقة، وربما هدم البيت.
فالحديث دعوة إلى:
الصبر على اختلاف الطباع
الرفق في المعاشرة
القبول بالفطرة التي جُبلت عليها المرأة
وقد قال ابن حجر: "العوج ليس نقصًا، بل طبيعة تناسب وظيفتها".
وقال النووي: "الحديث ليس ذمًّا، بل تنبيه على حسن المعاملة."
وفي الختام، فليُعلم أن ما ورد في السنة من وصف المرأة بنقصان عقل أو خَلْقها من ضلع أعوج، ليس ذمًّا ولا انتقاصًا، بل بيان لطبيعتها وفطرتها، دعوةً للرفق بها والتفهُّم لأحوالها.
فاستوصوا بالنساء خيرًا، كما أوصى نبيكم ﷺ، تفوزوا برضا الله وتدوم بينكم المودة والرحمة.

❤️
👍
😂
24