"فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ"
"فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ"
May 18, 2025 at 09:30 AM
🌴هذا الحبيب الحلقة« 52 » من السيرة النبوية العطرة (إيذاء أبي لهب للنبي صلى الله عليه وسلم) لما جهر صلى الله عليه وسلم بالدعوة إلى الله قرر أبو لهب ألا يتركه ، فقد كان يمشي وراء النبي صلى الله عليه وسلم وكلما أراد النبي أن يمشي ويدعو الناس إلى دين الله ، يقول أبو لهب : يا معشر الناس تعلمون أنني عمه وأنه ابن أخي وأنا أعلم الناس به ،إنّ به مس من الجن ، إنّ به جنون ،إنه كذا وكذا لا تصدقوه فتكون ردة فعل الناس ؛ إذاكان عمه أبو لهب وهوأقرب الناس إليه يقول عنه ذلك ، فينفر الناس من النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا يسمعون لكلامه . ومازال أبو لهب يزيد في طغيانه ، وقد قال كثير من الصحابة بعد ما أسلموا : كنا نرى في بدايةالدعوة رجلاًحسن الوجه جميل الشكل ،له ظفيرتان ، يمشي وراء النبي صلى الله عليه وسلم في الأسواق،وكلما دعا الرسول رجلاً إلى الله قام هذا الرجل(أبو لهب )وراءه يكذبه فقلنا من هذا ؟ فيرد عليهم القريشيون : هذا عمه أبو لهب قد ناصبه العداوة . أصر أبو لهب على كفره إلى أن مات أبشع ميتة بعد معركة بدر ، فقد وصله خبر أن قريش قد انهزمت ، وقد اخرج هذا الخبر بالتفصيل الطبراني والحاكم وغيرهما عن أبي رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (كنت غلاما للعباس بن عبد المطلب، وكنت قد أسلمت، وأسلمت أم الفضل، وأسلم العباس، وكان يكتم إسلامه مخافة قومه، وكان أبو لهب تخلف عن بدر، وبعث مكانه العاص بن هشام، فلما جاء الخبر، وكبت الله أبا لهب، وكنت رجلا ضعيفا أنحت هذه الأقداح في حجرة زمزم، فوالله إني لجالس أنحت أقداحي في الحجرة، وعندي أم الفضل، إذ الفاسق أبو لهب يجر رجليه، : حتى جلس عند طنب الحجرة، فكان ظهره إلى ظهري، فقال الناس: هذا أبو سفيان بن الحارث، فقال أبو لهب: هلم إلي يا ابن أخي، فجاء أبو سفيان حتى جلس عنده، فجاء الناس فقاموا عليهما، فقال: يا ابن أخي، كيف كان أمر الناس؟ قال: لا شيء، والله ما هو إلا أن لقيناهم، فمنحناهم أكتافنا يقتلوننا كيف شاؤوا، ويأسروننا كيف شاؤوا، وايم الله ما لمت الناس، قال: ولم؟ فقال: رأيت رجالا بيضا على خيل بلق، لا والله ما تليق (تمسك) شيئا، ولا يقوم لها شيء، قال: فرفعت طنب الحجرة، فقلت: تلك والله الملائكة، فرفع أبو لهب يده فلطم وجهي، وثاورته، فاحتملني فضرب بي الأرض حتى نزل علي، وقامت أم الفضل، فاحتجزت، وأخذت عمودا من عمد الحجرة، فضربته به، ففلقت في رأسه شجة منكرة، وقالت: أي عدو الله، استضعفته أن رأيت سيده (العباس) غائبا عنه! فقام ذليلا، فوالله ما عاش إلا سبع ليال حتى ضربه (أصابه) الله بالعدسة (بثرة تخرج في البدن كالطاعون، وقلما ينجو صاحبها) فقتلته، فتركه ابناه يومين أو ثلاثة ما يدفنانه، حتى أنتن، فقال رجل من قريش لابنيه: ألا تستحييان أن أباكما قد أنتن في بيته؟! فقالا: إنا نخشى هذه القرحة، وكانت قريش تتقي العدسة كما تتقي الطاعون، فقال رجل: انطلقا فأنا معكما، قال: فوالله ما غسلاه إلا قذفا بالماء من بعيد، ثم احتملوه، فقذفوه في أعلى مكة إلى جدار، وقذفوا عليه الحجارة). وقال الطبري في تاريخه: "أن العدسة قرحة كانت العرب تتشاءم بها، ويرون أنها تعدي أشد العدوى، فلما أصابت أبا لهب تباعد عنه بنوه، وبقي بعد موته ثلاثا لا تقرب جنازته، ولا يحاول دفنه، فلما خافوا السبة في تركه حفروا له ثم دفعوه بعود في حفرته، وقذفوه بالحجارة من بعيد حتى واروه". وبالمقابل كان هناك أبوطالب، شريف مكة ، وكبير بني هاشم وقد شد على يد النبي صلى الله عليه وسلم ودافع عنه . فلما عرفت قريش أن أبا طالب وهو شريف مكة وكبير بني هاشم قد وقف مع محمد ، أصبحوا يراجعون حساباتهم أكثر من مرة ، فاكتفوا بالاستهزاء بالنبي صلى الله عليه وسلم . يتبع استهزاء قريش وما عاناه نبيكم صلى الله عليه وسلم من أذاها . ______ _ وإلى اللقاء بإذن الله تعالى في حلقة جديدة …. صلوا على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وأصحابه وسلم .صلى الله عليه وسلم 🌴🌴🌴🌴🌴*🌴🌴🌴🌴🌴

Comments