
"فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ"
May 20, 2025 at 03:15 PM
هذ الحبيب الحلقة « 53 » من والسيرة النبوية العطرة (( الاستهزاء بدعوة النبي صلى الله عليه وسلم ))
🌴 :
نحن الآن في العام الرابع من أعوام البعثة فقد مضت ثلاثة أعوام كانت الدعوة فيها سرية .
وهذا العام الرابع كان مليئاً بالأحداث ففيه تعرّض الحبيب صلى الله عليه وسلم للاستهزاء ، وتعرض فيه ضعفاء المسلمين للتعذيب حتى قُتل بعضهم من شدة التعذيب
ومن أمثلة الاستهزاء بالنبي صلى الله عليه وسلم أن رجلاً اسمه [[ أُبيّ بن خلف ]] حمل بيده عظماً رميماً
متفتتاً ، وقال :يا محمد أترى ربك كيف يحيي هذه العظام بعدما رمّت وبلت؟! فأنزل الله على نبيه ورسوله صلى الله عليه وسلم :
{{ أَوَلَمْ يَرَ الْإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ * وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ ۖ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ * قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ ۖ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ }}.
ثم قالوا : كيف يكون محمد نبياً ومستجاب الدعوة وهو فقير ، ويأكل الطعام مثلنا ، لو أرسل الله نبياً من السماء لكان ملكاً وليس بشراً ، فكيف يمشي محمد مثلنا بالأسواق وهو يريد أن يكون ملكًا علينا، والملوك لا تمشي في الأسواق فيقول الله تعالى
{وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الأَسْوَاقِ لَوْلا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيرًا أَوْ يُلْقَى إِلَيْهِ كَنزٌ أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ يَأْكُلُ مِنْهَا وَقَالَ الظَّالِمُونَ إن تَتَّبِعُونَ إِلاَّ رَجُلا مَّسْحُورًا انظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الأَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلا}
وقالوا ايضا : إن محمداً فقير ويريد أن يكون ملكًا علينا، والملوك لا تمشي في الأسواق ، فيرد الله تعالى عليهم بقوله{{ تَبَارَكَ الَّذِي إِن شَاء جَعَلَ لَكَ خَيْرًا مِّن ذَلِكَ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ وَيَجْعَل لَّكَ قُصُورًا }} .وقالوا ايضا : يا محمد والله لا نؤمن لك حتى تأتينا بكتاب من عند الله ومعه أربعة من الملائكة يشهدون أنه من عند الله وأنك رسوله ، فيرد عليهم الله تعالى بقوله {{ وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَابًا فِي قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ }} ومعنى قرطاس [[ ورقة محسوسةيمسكونها بأيديهم ]] فالله سبحانه وتعالى يقول إنه حتى لو حقق لهم هذا المطلب ، لقالوا إن الرسول قد سحر أعينهم ، كما حدث في مواقف أخرى كثيرة .
وهكذا كان حال نبينا صلى الله عليه وسلم مع قريش
وقالوا ايضا : هذا ابن أبي كبشة يكلَّم من السماء [[ أبو كبشة هو زوج حليمة السعدية مرضعة الرسول]] وهو استهزاء بالنبي فبدل أن يقولوا محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب وهم أشراف قريش وخيرها نسبا" .. [ينسبونه إلى قومه الذين أرضعوه]
... هذا ابن أبي كبشة يكلَّم من السماء !!! هذا راعي الغنم في قريش يكلَّم من السماء [[ لأنه عمل في رعاية الأغنام صلى الله عليه وسلم ]]
والرسول صلى الله عليه وسلم حزينا من أفعال قومه يسمع كلامهم ويسكت ، ويرجع إلى بيته مهموما حزينا بعد نهار متعب في الدعوة إلى الله ..
يأتي إلى بيته فيجد خديجة رضي الله عنها فتصبره وتتكلم معه ولا تتركه حتى ترى الابتسامة على وجهه رضي الله عنها وأرضاها.
اشتد الوحي وبدأت الآيات تنزل على رسول الله وتأمر النبي أن يدعو قومه
فأنزل الله قوله {{إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ }} يعني هذه الأصنام التي تعبدونها ستكون في جهنم، فتحمى بها نارها ، ويعذب بها أهل النار]] .
فغضبت لذلك قريش وقالوا: أيشتم محمد آلهتنا وآباءنا ؟ فجعل كبير شعراء قريش واسمه [[عبد الله بن الزبعري]] يقول الشعر ويهجو فيه النبي ، ولما أسلم عبد الله قال كثيراً من الشعر يعتذر فيها للنبي صلى الله عليه وسلم عمّا قاله .
جاء عبد الله بن الزبعري ومعه قريش مجتمعنا ووقفوا وقالوا :يا محمد هذا الشيء الذي تقوله {{إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ }} ألآلهتنا خاصة أم لكل من عُبِدَ من دون الله ؟ فقال له النبي : بل لكل من عُبِدَ من دون الله .
فقال له:ألست تزعم أن الملائكة عباد صالحون، وأن عيسى عبد صالح، وأن عزيراً عبد صالح ؟
فقال: بلى قال له :كل هؤلاء قد عبدوا من غير الله ، هل هم حصب جهنم ؟؟ فصاح أهل مكة فرحاً وسروراً ، ومنهم من صار يصفق والآخر يرقص والآخر يصفر قالوا :أجب يا محمد فينزل الله جبريل على رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله تعالى {{إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ}}
[[إِن الذين سبقت لهم منا الحسنى ، يعني الملائكة وعيسى وعزير ، أولئك عنها مبعدون ]] .
وأنزل الله آيات متفرقة قال تعالى {{ وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا أولو كان آباؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون}} .
وفي آية أخرى {{وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول قالوا حسبنا ما وجدنا عليه آباءنا أولو كان آباؤهم لا يعلمون شيئاً ولا يهتدون }} ،
لما سمع أهل قريش أن القرآن ينال منهم ومن أصنامهم ومن آبائهم أخذتهم حمية الجاهلية ،فكيف يسفّه هذا النبي أحلامهم وأحلام آبائهم وينسب إليهم قلة العلم والعقل .. فاشتد غضبهم وجمعوا شيوخ قريش وذهبوا إلى أبي طالب
______ _
وإلى اللقاء في حلقة جديدة بإذن الله تعالى ….
صلوا على سيدنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم .🌼🌸🌼