
"فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ"
June 3, 2025 at 12:44 PM
🌴هذا الحبيب الحلقة « 57 » من 🌴السيرة النبوية العطرة (( تعذيب الصحابي خباب بن الأرت رضي الله عنه)) :
خباب بن الأرت رضي الله عنه من السابقين إلى الإسلام ، وكان من المستضعفين الذين عُذّبوا ليتركوا الإسلام .
سبُي صغيراً من قبيلته تميم ، وبيع في مكة فاشترته أم أنمار الخزاعية ، فكان خادماً ورقيقاً عند هذه [[ الشقية الظالمة ]] وقد أسلم خباب وهو تحت يدها ،فكانت تعذبه عذاباً لم يخطر على بال بشر ، كانت تأمر غلمانها العبيد أن يشعلوا لها الجمر ثم تأمرهم أن يحملوا خباباً ويجردوه من ثيابه ثم تقول : ضعوا ظهره على الجمر ، ثم تجلس هذه الشقية بجانبه وتقول : واللات والعزى لا أتركك حتى أسمع طشيش الجمر في أذني [[ يعني حتى يذوب شحم لحمك ويطفئ الجمر على جسدك، وأسمع الطشيش ، وقتها أتركك ]] ويغيب رضي الله عنه عن الوعي .. والشقية جالسة إلى جانبه حتى ترى الجمر وهو ينطفئ ثم تقول : ارفعوه وكان خباب صادق الإيمان ، ، ولكن النفس البشرية تضعف مع التعذيب، فلما صحا من الغيبوبة والجمر على ظهره 'بعضه قد سقط وبعضه لايزال ملتصقاً بظهره قال أين رسول الله ؟ ،قالوا هو
عند الكعبة، فذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم وكان جالساً في حِجر الكعبة ، وإلى جانبه أبو بكر الصديق ، يقول خباب :وجدته متغشياً ببردة على رأسه فلما اقتربت منه ،وسلمت عليه رفع البردة عن رأسه [[ أي الغطاء]] وسلم علي فوقفت أمامه وقلت : بأبي أنت وأمي يا رسول الله إلى متى نبقى نعاني من هذا التعذيب ، وأشار بإصبعه إلى ظهره ،ألا تستنصر لنا [[يعني ألا تدعو الله لنا أن يخففعنا عنا العذاب ]] قال : فغضب النبي صلى الله عليه وسلم واحمرت عيناه ثم هب ،وقال :لقد كان فيمن كان قبلكم يؤتى بالرجل فتحفر له الحفرة ثم يوضع المنشار على رأسه حتى يخرج إلى ما بين فخذيه [[يعني يقصونه نصفين ]] ولا يرده ذلك عن دينه ، وكان يؤتى بالرجل فيمشط بأمشاط الحديد لحمه وعصبه دون عظمه وهو حي إلى أن يفارق الحياة ولا يرده ذلك عن سبيل الله، والذي نفسي بيده ليتمنّ الله هذا الأمر [[ دين الإسلام]]حتى تخرج المرأة أو الرجل من حضرموت إلى البيت الحرام لا يخشى إلا الله والذئب على غنمه ولكنكم تستعجلون فانكمش خباب وعلم أنه لم يؤد الواجب المطلوب منه لأن المطلوب منه أن يصبر أكثر من ذلك ، وانصرف خباب والحزن في عينيه .
يقول أبو بكر رضي الله عنه : فلما مضى خباب رفع النبي يديه إلى السماء -وهو في حِجر الكعبة- حتى بان بياض إبطيه والدموع في عينيه حزناً يبكي على خباب وقال :اللهم انصر خباباً ، اللهم انصر خباباً ، اللهم انصرخباباً .
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يربي رجالاً هم من سيحملون هذا الدين وينقلونه إلى المليارات من المسلمين بعده ، ولايوجد دلال في مرحلة العهد المكي ، كما لايوجد فيها قتال ، لأن الله لم يأذن بذلك ، وقد أذن الله بالقتال في المدينة ..
أراد الله أن ينشأ الصحابة على تربية جهاد النفس قبل الجهاد في سبيل الله ، جهاد النفس الذي قال الله تعالى فيه {{ والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وان الله لمع المحسنين }}
مضت ثلاثة أيام أصيبت فيها (أم أنمار سيدة خباب) بمرض الصرع ، فصارت تعوي مثل الكلاب فأحضروا لها الكاهن ، فلما كشف عليها قال : في داخلها جني لا يخرج حتى تُحمّى جفنة من نحاس وتوضع على رأسها فاجتمع أولادها وإخوتها وقرروا تطبيق ما قاله الكاهن فأحضروا زبدية من نحاس ووضعوها على النار فخافوا وترددوا من سيضعها على رأسها ؟؟! فقالوا :للخدم ألا يوجد منكم غلام يفعل ذلك ؟فقال خباب :أنا إن شئتم فقالوا له :أجل يا خباب افعل ،فقال لهم : ولكن لست مسؤولاً عن النتائج قالوا أجل :فأخذ الزبدية بالملقط ووضعها على رأسها فانفجرت دماغها ، وسقطت ميتة .
ما رأيكم إخواني الكرام ؟؟ ياترى هل نصر الله خباب أم لم ينصره ؟
لقد تم وعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وخرج رجال كثيرون ونساءكثيرة من حضرموت إلى مكة لا تخشى إلا الله والذئب على الغنم .
ومما زادني شرفاً وتيهاً ...
وكدت بأخمصي أطأ الثريا
دخولي تحت قولك يا عبادي ..
وأن صيّرت أحمد لي نبيا
أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم . 🌴🌴🌴
-------------------------------
وإلى اللقاء في حلقة جديدة بإذن الله تعالى.
صلوا على سيدنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم.🌼🌸🌼