🌴هذاالحبيب الحلقة « 58 » من 🌴السيرة النبوية العطرة((الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه )) : في قصة الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود عبرة وموعظة وهي رسالة إلى المستضعفين  والمظلومين في الأرض فلا تعتقدوا أن الله غافل عما يعمل الظالمون . عبدالله بن مسعود رضي الله عنه صحابي جليل فلنستمع من حبيب القلوب صلى الله عليه وسلم عما قاله فيه{{ مَن أحب أن يسمع القرآن غضاً طرياً كما أنزل من عند الله فليسمعه من عبد الله بن مسعود}} . كان يقرأ القرآن كما يقرأه جبريل غضاً طرياً كأنه يتنزل من الوحي الآن . هذا الصحابي الجليل كما وصفه الصحابة [[ قصير ، أسمر اللون ، نحيف الجسد ]] و كانت قريش تعامل الناس بالأمور الظاهرة ،وبما أن ابن مسعود بهذه الأوصاف ، فلم تسمح قريش لنفسهابتسميته [راعي غنم ]فأطلقوا عليه اسم رويعي الغنم ،والسبب ؟! لأنه كان لا يرعى إلا في مواسم معينة مثل الصيف ، أما إذا كانت الرياح شديدة فلايخرج لأن الهواء لا يحمل العنزة ، ولكن يحمله هو من شدة نحافته رضي الله عنه وأرضاه . من أجل هذا فهو لا يستطيع أن يسرح بالأغنام خوفاً من أن يطير فسمي [[ رويعي الغنم ]] . ولنأخذ صورة ثانية صادقة عن نحافته وصغر جسمه وكيف كان ملفتاً للنظر في أعين الناس !!! لما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وكان واقفاً في بستان أبي طلحة الأنصاري وقع نظره صلى الله عليه وسلم على قطف من رطب فأدرك أبو طلحة ذلك فقال:بأبي أنت وأمي يارسول الله هل أحضره لك ؟!! فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : نعم لا بأس ، فأسرع ابن مسعود قبل أبي طلحة ليكون هو من يحضر القطف للنبي فصعد النخلة وتسلق عليها، والصحابة ينظرون إليه ، فلما ارتفع ابن مسعود كُشف ثوبه فرأوا ساقيه وكأنهما إصبعان من نحافتهما ،فضحك الصحابة بصوت مسموع ، فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم أتضحكون من دقة ساقي عبد الله ؟ فقالوا : أجل يا رسول الله !!قال : والذي نفس محمد بيده لساق عبدالله بن مسعود أثقل عند الله من جبل أحد .. عبد الله بن مسعود  كان يدخل إلى مجلس النبي من غير أن يستأذن كما جاء في البخاري يقول له النبي {{ إذنك علي يا بن مسعود أن ترفع الحجاب }} . هذا الصحابي المعروف بضعف جسده وقصره ، اجتمع الصحابة وقالوا :لم يجهر بالقرآن أحد في قريش إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم فهل هناك من يقرأ عليهم ،فقال عبدالله بن مسعود : أنا أسمعهم القرآن قالوا : لانريدك أنت ،نريد رجلاً أقوى منك يتحمل إيذاء قريش ويكون له عشيرة تمنعه إن لزم الأمر فقال : أنا بإذن الله سأتحمل ،وذهب إلى الكعبة ، ولما كان في الطريق نادى يا آل فلان يا آل فلان ((ينادي على قبائل  قريش)) فلما سمعوا صوته ، قالوا : هذا ابن أم عبد وكان يعرف بهذا اللقب ،قالوا :هذا ابن أم عبد من أصحاب محمد لعله ارتد عن محمد ، فانطلقوا مسرعين خلفه ، وهم فرحون مسرورون ليسمعوا الخبر ، والجميع يسأل هاتِ ما عندك يا ابن مسعود ؟ ما الأمر ؟؟ فوقف رضي الله عنه على باب الكعبة وصعد أول  الدرج [[ وكان للباب درج ]] وقال :اسمعوا مني ثم قال بسم الله الرحمن الرحيم{{ الرَّحْمَن عَلَّمَ الْقُرْآنَ خَلَقَ الإِنسَان عَلَّمَهُ الْبَيَانَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ وَالسَّمَاء رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ أَلاَّ تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ وَالأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ فِيهَا فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الأَكْمَامِ وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحَانُ فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ }} إلى آخر الآيات قرأها بالترتيل الذي شهد له فيه النبي أنه غض طري كأنهم يسمعونه من جبريل . قالوا  :ما يقول هذا ؟؟ فقال بعضهم :كأنه يقرأ كما يقرأ محمد !! فقام إليه فرعون هذه الأمة أبو جهل لعنه الله فمشى حتى اقترب منه فلما رأى  عبدالله بن مسعود أبا جهل يتقدم نحوه تراجع وصعد على درج الكعبة ليكمل القراءة ولم يتوقف فصعد أبو جهل ووقف أمامه ونظر إليه فأمسك بأذنه ثم رفعه من على الأرض ، يحمله من أذنه وكان أبو جهل ضخم الجثة وقال :يا ابن أم عبد ، يا رويعي الغنم ، لم نسمع هذا من محمد بن عبدالله ابن عبد المطلب حتى نسمعه منك أنت ؟! ثم انتشله فشق أذنه .فجاء  ابن مسعود إلى النبي والدماء تسيل على خده ونظر إلى النبي محزوناً متحيراً فماذا يصنع، وإذا بالنبي صلى الله عليه وسلم يستقبله ضاحكاً وقال له : ألا يرضيك الأذن بالأذن والرأس زيادة ؟ قال : بلى يا رسول الله رضيت [[وهو لا يدري ما معنى ما يقول الرسول له ]] قال :رضيت يا رسول الله قال له :إنك فتى معلم من الله ثم بل إصبعه الشريف بريقه صلى الله عليه وسلم ومشى به على آثار الجرح .. فالتأم الجرح فوراً . ومضت الأيام وعبدالله يفكر {{ الأذن بالأذن والرأس زيادة }} . جاءت معركة بدر، وانتصر المسلمون انتصاراً مؤزراً ، وقد وقع أبو جهل على أرض المعركة ، وكله جراح  . فاقترب منه عبدالله بن مسعود وإذا به أبو جهل ،فوضع عبد الله قدمه على عنقه ، وصعد بساقيه النحيفتين  على صدر أبي جهل فقال له أبو جهل : لقد رقيت مرتقىً صعباً يا رويعي الغنم ثم قال له أبو جهل : لمن الدائرة اليوم فقال ابن مسعود : لله ولرسوله ثم أجهز عليه و قطع رأسه {{ إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته }}. [[ وعدُ الله ورسوله حقٌ يا أمة الحبيب محمد  والفرج قريب إن شاء الله ]] . {{ وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون والعاقبة للمتقين }} . ------------------- وإلى اللقاء في حلقة جديدة بإذن الله تعالى. صلوا على سيدنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم.🌼🌸🌼