🌴هذاالحبيب الحلقة « 59 » من 🌴السيرة النبوية العطرة (( الزبانية وأبو جهل )) : أبو جهل فرعون هذه الأمة كان يرى النبي صلى الله عليه وسلم عزيزاً في قومه ، وكل الضعفاء يُعذَّبون ، ومحمد يغدو ويرجع ولا يتعرض له أحد إلا بالاستهزاء فقال في نفسه [[هذا لا يكفي ]] فجاء إلى النبي يوماً وهو يصلي عند الكعبة ، فلما فرغ من صلاته قال : يا محمد لقد فارقت دين آبائنا ، وسفهت أحلامنا ، وعبت آلهتنا ، فلماذا تصلي عند كعبتنا ؟!! اسمع يا محمد أنا أنهاك أن تصلي هنا ، وإن رأيتك تصلي نالك مني ما لا ترضى ، فنظر النبي صلى الله عليه وسلم في وجه أبي جهل فزجره وتوعده إن أعاد إلى تهديده مرة اخرى سينال منه ،  فغضب أبو جهل وقال : يا ابن أبي كبشة يا يتيم أبي طالب يا راعي الغنم أأنت تهددني وأنا أكثر قريش نادياً  [[ يعني عشيرة ورجالاً ]] . اعتز أبو جهل بقومه وبعددهم وبقوتهم ،وأدار وجهه وانصرف ، وهو يبربر ويهدد ، ويتوعد يتوعد النبي إن جئتَ مرة ثانية لتصلي لأفعلن كذا وكذا . وإذ بجبريل يهبط عليه في الطريق وينزل بإعجاز قرآني ، وكانت أول آيات تنزل على مصطلح العرب فيها زجر وتهديد، قال تعالى : {{ كَلَّا  إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى }}  -وكلا هنا كلمة زجر وتوبيخ- وتتمة الآيات {{ أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى ، إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى عَبْدًا إِذَا صَلَّى ، أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَى الْهُدَى ، أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى ، أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى ، أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى }}- {{ كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ ، نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ }} - السفع عند العرب تستعمل للخيل التي لم تروض ، فإذا وضع لها اللجام هزت رأسها ، يميناً وشمالاً تريد أن تقطع اللجام ، وترفض أن تلبسه ، فيقول المدرب اسفعها على الناصية ، يعني اضربها على جبهتها فيضربها بكف يده على ناصيتهاضربات متتالية فتنخ وتسكت ، ثم يضعون لها اللجام ((استخدم الله هذا التعبير لأبي جهل ولا يستخدم إلا للبهائم )) . تتمة الآيات  {{ فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ ، سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ }}- يا محمد قل لأبي جهل يحضر عشيرته ورجاله ، أليس هو يحتمي بعشيرته وعندها {{ سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ }}إذا أحضر رجاله وعشيرته يا محمد ، فأنا ((الله العلي العظيم )) سأحضر له الزبانية . من هم الزبانية ؟؟ صنف من الملائكة اسمهم {{ الزبانية }} ومعناها عند العرب [[ عندما يفقد الرجل صوابه ، ويغضب غضباً شديداً ، في تلك اللحظة لا يعرف إلا الشر ، ويؤذي من حوله بسبب ومن غير سبب ، يقولون لا تقربوا هذا الرجل فقد {{ زبُن }} يعني صار معجوناً بالشر يؤذي كل من حوله ]]. هؤلاء الزبانية ، أعظم الملائكة خلقاً ، وأشدهم بطشاً ، يعملون بأرجلهم كما يعملون بأيديهم، وهم الموكلون من الله بتعذيب أهل النار في جهنم ، و هم ضخام الجثة ، و غلاظ القلوب ، و شداد التعامل لا يضحكون أبداً . هؤلاء الزبانية فطرهم الله على البطش ،والمسؤول عنهم {{ مالك }} خازن النار ،{{ فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ ، سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ }} تحدٍ مقابل تحدٍ ،تتمة الآيات {{ كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ }} كلا يقولها الله مرة ثالثة ؟!! زجراً لأبي جهل،وتوبيخاً له  -كلا لا تطعه -إياك يا محمد أن تهابه ، واسجد ولا تلتفت إليه . اسجد يا حبيب الله واقترب ما دمت ساجداً يا محمد فأنا الله وأنت قريب مني ، فليتقدم أبو جهل إليك لنرى ماذا سيفعل ؟؟ بعد أن هدد أبو جهل النبيَّ صلى الله عليه وسلم ، ورجع إلى قومه قال لقريش : لقد نهيت محمداً أن يصلي عند الكعبة ، واللات والعزى إن قدم اليوم ليصلي ويتحداني ، لآخذن حجراً أرضخ به رأسه ، وبعدها سلموني أو امنعوني ، ولتفعل بنو هاشم  بي ما تشاء . ويأتي صلى الله عليه وسلم في اليوم التالي ليصلي عند الكعبة وأبو جهل على وعده لقريش فيتقدم  النبي صلى الله عليه وسلم ويستقبل البيت و يصلي ، فنظر القوم إلى أبي جهل ، وقالوا :ها ياأباجهل(بسخرية) أين وعدك ؟ . فثار الشيطان في رأس أبي جهل فقام إلى حجر كبير لا يستطيع رجل أن يحمله فتحامل على نفسه ورفعه وأخذ يمشي به خطوة خطوة -لأن الحجر ثقيل- حتى إذا سجد النبي اقترب أبو جهل منه ، ورفع الحجر ، وأراد أن يلقيه عليه ، وإذا بأبي جهل يرجع القهقرى[[ يمشي إلى الخلف]] يرجع وقد تشنجت يداه على الحجر ولا يستطيع أن يلقيه ، وانتقع وجهه [[ اصفرّ ]] وأخذ يرتعد ويرتجف . وتيبس في مكانه ، فأسرع القوم إليه ،وقالوا مالك يا أبا الحكم ، ما الأمر ؟؟ هات الحجر من يديك ، فأخذوا يُخلِصون الحجر من بين يديه حتى استطاعوا أخذه منه ورميه ثم  أجلسوه وقالوا: ويلك ماذا جرى لك؟؟ فقال لهم وهو يرتجف : بل ويلكم أنتم ألم تروا ما رأيت ؟!!! فقالوا له : لم نر شيئاً !! فقال لهم : ويلكم أنا رأيت ..فقاطعوه : ماذا رأيت ؟!!قال :عندما اقتربت من محمد رأيت عند رأس محمد فحلاً [[ ذكر الجمل]] فحلاً فاتحاً فاه لو اقتربت خطوة واحدة لابتلعني أنا والحجر فقالوا : ويلك أرأيت هذا ؟! قال : واللات والعزى لقد رأيته ، ولو دنوت خطوة واحدة لابتلعني ذلك الفحل ، له أنياب لم أر مثلها قط ، ثم ماإن رجعت إلى الخلف حتى اشتعل واد من لهب بيني وبينه ، فيه فَراش يطير له زنابير  [[قريش ما صدقت أن فَراشاً له زنابير فهم يعرفون أن الفراش ليس له زنابير ]] . ثم قال:ويلكم هذا الذي رأيت فلماذا تلوموني ؟قالوا : قد سحرك محمدثم رجع أبو جهل إلى بيته وهو يرتعد من الخوف . ولما أتم النبي صلى الله عليه وسلم صلاته  [[وكان هناك أناس من ضعاف الصحابة الذين  كتموا إيمانهم وقد سمعوا حديث أبي جهل للقوم ]] فذهبوا إلى النبي وأخبروه بما قال أبو جهل فقال لهم : أجل هذا أخي جبريل قد جاء بصورة فحل والذي نفسي بيده لو تقدم خطوة واحدة بعد الذي رآه لالتقمه جبريل وأخذته الزبانية عياناً ثم تلا عليهم قوله تعالى: {{ كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى ، أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى  ، إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى ، أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى ، عَبْدًا إِذَا صَلَّى ، أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَى الْهُدَى ، أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى ، أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى ، أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى ، كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ  ، نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ  ، فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ ، سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ ،  كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ }} ______ _ وإلى اللقاء في حلقة جديدة بإذن الله تعالى …. صلوا على سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم .🌼🌸🌼