عــــــــطــــــر الكـــــــــلام
عــــــــطــــــر الكـــــــــلام
June 8, 2025 at 07:24 PM
#هذا_الحبيب " 256 " السيرة النبوية العطرة {{ وفد عبد القيس من البحرين واسلامهم }} _________ ما زلنا نتحدث عن الوفود التي وفدت إلى النبي صلى الله عليه وسلم بعد غزوة {{ تبوك }} وقبل {{حجة الوداع }} المسمى بعام الوفود ونحن اليوم مع وفد كريم يشهد له النبي صلى الله عليه وسلم بالخير قبل أن يفدوا إلى المسجد ، وحتى قبل أن يراهم وفد البحرين كان يعرف {{ بعبد القيس }} نسبة لجد لهم اسمه {{ عبد القيس }} فنسبت القبيلة كلها إليه وكانوا يسكنون البحرين لم تصلهم رسل ولم يصلهم تهديد ولا جيوش فهم لم يُكرهوا على الاسلام _______ وبالتحقيق في روايات كتب السير ، وخلاصة صحاح الحديث قيل أن رجلاً منهم واحد جاء الى مكة وسمع بالإسلام فأتى الى المدينة فأسلم ولم يعلم به أحد ثم انطلق وعرض الإسلام على قومه حين رأوا أنها قد تغيرت أحواله وبدأت قصته من حجرة زوجته ، فأول من يفشي سر الرجل زوجته رأته يقوم في الليل يغسل أطرافه [[ اي يتوضأ ]] ثم يتجه الى جهة معينة [[ اي الكعبة القبلة ]] ثم يركع ويسجد ، فذهبت وأخبرت أباها قالت له : إني أنكر حال بعلي منذ أن رجع من أرض الحجاز فإنه يقوم في الليل أو النهار يغسل أطرافه ، ثم يتجه إلى جهة ، ثم يحني ظهره مرتين [[ اي الركوع والسجود ]] ويُلبس جبهته التراب فعندما جاء أبوها وكلمه ، عرف منه الاسلام فقبله ودعى قومه إليه فأسلموا ثم علموا أن الوفود تأتي الى النبي صلى الله عليه وسلم ، فجمعوا منهم وفداً [[ هم مؤمنون ومسلمون ولكن أرادوا أن يروا النبي صلى الله عليه وسلم ويسمعوا منه عن الاسلام ]] فقدموا في عام الوفود [[ إذاً الخلاصة هم مسلمون وقد تقدم اسلامهم ولكنهم جاءوا الى النبي صلى الله عليه وسلم في عام الوفود هذا خلاصة التحقيق من عدة كتب من السيرة وكتب الحديث فكانوا يعرفون بعبد القيس ]] ________ يقول الصحابة :_ بينا نحن [[ اي بينما نحن ]] جلوس حول رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسجده إذ قال لنا [[ يعني فاجئنا بقوله ]] إذ قال لنا : سيطلع عليكم من ها هنا [[ وأشار بيده الى جهة المشرق ]] ركبٌ هم خير أهل المشرق لم يُكرهوا على الإسلام ، قد أمضوا الركائب [[ اي حثوا في السير ]] وأفنوا الزاد يقول الصحابة : فلم يملك نفسه عمر بن الخطاب وقال : بأمي أنت وأمي ائذن لي أن أستقبلهم على أبواب المدينة ؟؟ [[ لأن النبي شهد لهم أنهم خير أهل المشرق ]] وانطلق عمر بن الخطاب رضي الله عنه واستقبلهم على باب المدينة وكان عددهم {{ ٤٠ }} بين رجال ونساء وصبية فقال عمر : من القوم ؟ فقالوا : عبد القيس من البحرين فقال : مرحباً بالقوم غير خزايا ولا ندامى ، لقد شهد لكم رسول الله قبل أن تصلوه ثم سار معهم وهو يرحب بهم حتى إذا كان عند أبواب المسجد قال لهم عمر : ها هنا صاحبكم فترجلوا [[ اي هنا النبي صلى الله عليه وسلم انزلوا من على رواحلكم ]] يقول عمر وهو راوي الحديث كما أخرجه الإمام أحمد في مسنده قال عمر رضي الله عنه : فألقوا بأنفسهم من على رواحلهم [[ اي لم يتمهلوا ان يعقلوها ، وذلك شوقاً للحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم قفزوا قفزاً من شدة اشتياقهم له ]] فألقوا بأنفسهم من على رواحلهم وهرولوا الى المسجد ، وأخذوا يقبلون رأس الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم و يديه إلا رجلاً واحداً ، ويعرف {{ بأشج عبد القيس }} أما اسمه الحقيقي {{ عبدالله بن عوف الأشج }} وكان يلقب {{ بالأشج }} بسبب جرح في وجهه بليغ فنزل عن راحلته بكل هدوء ، وجمع رواحل القوم حتى لا تسرح ها هنا ، وها هنا ، ثم أناخها وعقلها ، ثم أخرج ثوبين أبيضين نظيفين ثم غسل وجهه بالماء فذهب عنه غبار السفر ، ولبس الثياب النظيفة ودخل المسجد بالهدوء والسكينة حتى أقبل على النبي صلى الله عليه وسلم ، وانكب على رأسه يقبله ويقبل يديه وأخذ الناس ينظرون إليه وكان رجلاً ليس حسن الهيئة [[ أي من الناحية الخلقية كان دميم البشرة والجلد ولعل في وجهه آثار الجدري أو أي امراض جلديه ، جلده مطبع فأخذ الناس ينظرون إليه هذا الذي دخل بهدوء و سكينة وليس في نظر الناس تلك الشخصية في لغة الناس اليوم ]] فلما رآهم ينظرون إليه باستغراب قال الأشج للنبي صلى الله عليه وسلم : يارسول الله إنه لا يستسقى بمسوك الرجال [[ المسك معناه الجلد يعني ما بتعملوا من جلد الرجال بريق ماء عشان تشربوا ليش مستغربين ؟؟ جلدي ما بينفر ]] إنه لا يستسقى بمسوك الرجال وإنما المرء بأصغريه قلبه ولسانه [[ يعني قيمة الرجل بقلبه ولسانه ، بمنطقه بكلامه ]] فنظر إليه الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم نظرة سرور وعلاه الرضى وقال له النبي : إن فيك يا أشج لخلتين [[ اي خصلتين ]] يحبهما الله عزوجل ورسوله ، الحلم، والأناة فقال: يا رسول الله تخلقتهما أم جبلني الله عليهما؟ فقال: جبلك الله عليهما فقال الأشج :_ الحمد لله الذي جبلني على خلقين يحبهما الله ورسوله فقال النبي صلى الله عليه وسلم يخاطب الوفد مرحباً بالقوم غير خزايا ولا ندامى فلما كان يحدثهم نظر صلى الله عليه وسلم في رجل منهم وتفرس فيه أنه غير مسلم وكان اسمه {{ الجارود بن بشر }} [[ كان نصراني على دين المسيح عليه السلام ، لم يسلم ولكنه صحب القوم ليرى النبي صلى الله عليه وسلم أولاً ويسمع منه ثانياً ، كي يقارن بما يرى ويسمع بما عنده من علم الكتاب ]] يقول الصحابة : فما راعنا إلا والنبي صلى الله عليه وسلم يرفع رأسه ويقول له : يا جارود إني أدعوك إلى لا اله الا الله محمد رسول الله [[ ناده بلقبه المعروف في قومه والنبي لم يسألهم عن أسمائهم ]] يا جارود إن أدعوك إلى لا اله الا الله محمد رسول الله فتدخل في دين الله فقال الجارود :_يا محمد [[ المكتوب واضح من عنوانه الذي يقول يامحمد ماذا يكون ؟؟ لم يسلم بعد قال يامحمد ... والنصارى كانت تقول له يا محمد ، ولكن اخوة القردة والخنازير لعنهم الله قديماً و حديثاً والى قيام الساعة وصب عليهم جام غضبه ، كانوا لا يسمحون لأنفسهم وذلك بتوجيه وأمر من أحبارهم أن يقولوا له يا محمد حتى لا يثبتوا له صفته الموجودة في كتبهم المقدسة فيقولون له يا أبا القاسم ]] فقال الجارود : يا محمد إني كنت على دين [[ اي انا نصراني ]] وإني تارك ديني لدينك، أفتضمن لي ديني؟ فقال رسول الله : إني أنا ضامن لك أن قد هداك الله إلى ما هو خير منه ، إن الدين عند الله الاسلام فهو دين عيسى وموسى ومحمد والناس أجمعين فقال الجارود : والذي بعثك بالحق [[ هنا دخل الايمان قلبه ]] والذي بعثك بالحق ، لقد وجدت صفتك التي أرى الآن ونطقك الذي أسمع الآن ، في الانجيل كما بشر به ابن البتول عليه السلام [[ من ابن البتول ؟ هو المسيح عيسى عليه السلام ]] وأنا اشهد ان لا اله الا الله ، وانك محمد خاتم النبيين ________ وكان {{ الجارود }} سيد قومه في البحرين فلما عاد أسلم قومه كلهم لم يناقشوه ابداً وكان له أثر طيبٌ بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم إذ تسللت الردة إلى بعض الأقوام فلما شم {{ الجارود رضي الله عنه }} رائحة الردة قد تقع في البحرين وقف وجمع قومه وجدد الشهادة وقال :_ إني أشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمد رسول الله وإن مات فإن الموت حق ، الله الحي الذي لا يموت أما والله من بعث محمداً بالحق ، ما أرتد احد منكم عن دينه إلا ضربت عنقه [[ فمنع الردة في البحرين ]] هل رأيتم الذي يصدق الله ؟؟ _______ قال الوفد :_ يا رسول الله إنا حي من ربيعة، وإنا نأتيك شقة بعيدة [[ يعني نحن مش قراب نجي لعندك كل وقت ]] وإنه يحول بيننا وبينك هذا الحي من كفار مضر وإنا لا نصل إليك إلا في شهر الحرام [[ اي في الحج ]] فمرنا بأمر فصل ندعوا إليه من وراءنا وندخل به الجنة [[ يعني أوجز لنا شيء نفعله ونقوم به يدخلنا الجنة ]] فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم : آمركم بأربع، وأنهاكم عن أربع آمركم بالإيمان بالله وحده، أتدرون ما الإيمان بالله، شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وأن تعطوا من المغانم الخمس [[ ولم يذكر لهم الحج لأن الحج لمن استطاع إليه سبيلا ]] وأنهاكم عن أربع: عن الدباء، والحنتم، والنقير، والمزفت فقال رجل منهم : بأبي أنت وأمي يا رسول الله وما علمك بالنقير وانت ابن الحجاز ؟؟ [[ لأن النقير كان لا يعرف إلا في منطقة البحرين ]] فقال صلى الله عليه وسلم : بلى [[ اي بعرفه ]] إنكم حين جلستم بين يدي رفع الله لي بلدكم فنظرت فيها فعلمت كل شيء {{ صلوا على الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم }} ماهو الدباء ، والحنتم ، والنقير ، والمزفت _____ {{ الدباء }} فكان كل أهل الحجاز لا يعرفونه الدباء : هو القرع اليابس الاصفر يشبه البطيخ يفرغ من داخله مثل ما بنحفر الكوسا للحشي ، يخرجون اللب الداخلي ويضعون فيه الماء ثم ينبذون [[ اي يلقون ]] فيه شيء من الزبيب[[ اي عنب مجفف ]] أو التمر أو القطين [[اي تين مجفف ]] وما كان عندهم ثلاجات وفلاتر ماء ، فتعلموا هذه الطريقة يلقون هذه الاشياء داخل القرع المفرغ ويضعون عليه الماء لأن ماء البحرين مالحاً فيحلى الماء ، فيشربون منه ماء حلو وبارد ولكن بعضهم يضع هذا الماء فترة طويلة فيصبح مسكراً ____ {{الحنتم }} آنية كبيرة مثل الفخار يصنعونها من تراب معين يعجنونه وتبقى طينته طرية ثم يضعون عليه شيء من الدهان كي لا يرشح منها الماء و كانت تحمل فيها الخمر إلى المدينة _____ {{ النقير }} جذع النخل ينقرونه ويفرغونه من الداخل ثم يضعون فيه الخمر
❤️ 👍 2

Comments