🌤️💫 تصرفات الإنسان يحكمها أفكار ، فمثلًا الأم أو الأب الذي يستخدم الضرب للتربية لديه فكرة تقول (بعض الأطفال ما يمشون إلا بالضرب) أو (انضربنا ولا صار فينا شي) كذلك الأب الذي يدلل أطفاله دون تربية ولا حدود يحمل فكرة تقول (ما ابيه يحس بالحرمان) وهكذا... كل خطأ في التربية يكون وراءه فكرة خاطئة أو فهم خاطئ ... . . من أغرب الأفكار التي مرت علي وللأسف سمعتها من أكثر من أب وأم فكرة تقول (أنا لازم أشد على الطفل وأتكلم عليه وأهينه وأكون عنيف معه عشان إذا طلع للمجتمع وتعرض للعنف ما يتأثر وما يصير حساس) !! لا تستغربوا فقد دار حوار بيني وبين أحد الآباء وكنت أظنه طرح هذه الفكرة من أجل الجدال ولكن بالكلام معه تبين لي فعلًا أنه يحمل هذه الفكرة وأنه في كامل قواه العقلية... . . يقولون (تبدو الأفكار البسيطة والتي تدور على ألسنة الجهلة أكثر إقناعًا من الأفكار التي تُبنى على علم وفكر وإدراك للواقع) ، وهذا شيء ملموس نراه في مواقع التواصل الإجتماعي عندما يتحدث شخص (متعلم وفاهم) ومتخصص عن فكرة ربما تبدو لنا معقدة ومثالية ولكن عندما يرد عليه شخص جاهل باستهزاء أو بفكرة سطحية تنال استحسان الكثيرين وموافقتهم ويرونها واقعية... راقب وستجد الكثير من الأمثلة . . ولنرد على فكرة هذا الأب سنحتاج إلى الإجابة عن هذه الأسئلة : ❓من هو المجتمع أليس أنا وأنت وابني وابنك؟ ❓لماذا نربي أطفالنا ونهتم ببناء شخصياتهم إذا كان المجتمع مثالي ؟ ❓هل الإنسان الذي يتقبل العنف والإهانة ولا يتأثر بها إنسان سوي وطبيعي ؟ ❓هل التغافل والتجاهل والحلم والترفع عن السفهاء يعني التقبل وعدم التأثر ؟ ❓هل يؤجر الإنسان على التعامل بقسوة مع أطفاله ؟ ❓ألسنا قدوة لأبنائنا ؟ في ماذا نريدهم أن يقتدوا بنا ؟ ❓كيف سنتصرف إذا كنا نعيش في مجتمع (غير مجتمعنا) ؟؟ . . اعتقد أن هناك الكثير من الآباء والأمهات يحملون فكرة هذا الأب وقناعته ولو بشكل جزئي ، ولديهم تساؤل (كيف أحمي ابني من قسوة المجتمع؟) ، والحل بكل بساطة أن نهتم بتربية أطفالنا وتعليمهم على أخلاق الإسلام وفضائله وسنجدهم يتصرفون بثقة ويؤثرون في مجتمعاتهم، مسؤوليتنا في التربية فردية وإذا حرص كلٌ منا عليها سنغير مجتمعاتنا للأفضل ، إذا لم نعِ هذا هذا الدور الفردي سنجد أنفسنا نغرق في محاولات إرضاء الآخرين على حساب قيمنا وقناعاتنا.