الشيخ أحمد السيد وملف المرأة من أكثر أطروحات الشيخ أحمد السيد تميّزاً واتّزاناً طرحه في باب المرأة، فقد أجاد الشيخ فيه وأعاد المرأة إلى ما خطابها به الوحي، فجعل حياتها متمحورة حول العبودية والتكليف الشرعي، وحمّلها مسؤولية نجاتها في الآخرة، وزرع فيها همّ النصرة والدعوة، ورتّب لها الأولويات بناءً على ما كان عليه النموذج النسائي في العهد النبوي ثم عهد الصحابة والتابعيات، فأيقظ بهذا الطرح المتزن (غير الاستحقاقي ولا التهميشي) ألوفاً بل وعشرات الألوف من الأخوات، وتشكّلت حالة يقظة ووعي وترفّع عن السفاسف والماديات ومساهمة حقيقية من نساء الأمة في الدعوة والعمل لدين الله، ولا زالت تعبيرات الآباء والأزواج والأبناء عن الأثر المبارك لبرامج الشيخ على بناتهم وأمهاتهم وأخواتهم وزوجاتهم في ازدياد وانتشار، وكذلك منشورات الأخوات بالتعبير عن هذه الاستفادة على مستوى علاقتهن بالله ثم بأبنائهن وأزواجهن وجميع من حولهن. ومن يُدرك أبعاد هذا الطرح حقًا: يعلم أن الشيخ لم يُحسن فحسب، بل جدّد في هذا الباب تجديدًا لم يسبقه إليه أحد، وقد شهد بذلك عدد من المشايخ وأهل الفضل والفكر. ولكن في الوقت نفسه كان هناك كثير من الذكوريين منزعجين من هذه اليقظة والإحياء في عالم النساء -الذي يكرهونه ويحقّرونه-، فأخذوا يشنّعون على الشيخ ما يُعدّ حسنةً من أهم حسناته، فلمزوه بكلّ قبيح، وعيّروه بكثرة عدد طالباته -وهي معايرة بلهاء مقلوبة لا تصدر إلا من سفيه- واتّهموه بتمييع الباب إرضاءً لطالباته، وما أبعد الشيخ عن مثل هذا -فهو لم يهادن يوماً في الحق ولم يتنازل أمام من يهابهم الناس، فكيف يدلّس لاستجلاب رضا من لا ينفعه ولا يضره من النساء؟!- فكذب الذكوريون والخليفيون (وهم أدعياء العلم الشرعي من الذكوريين) وأسرفوا في الكذب والبهتان والظلم، وتسافهوا طويلاً وروّجوا لسرديتهم حتى صار بعض الناس يردد كلامهم ويصدقه دون وعي ولا تحقق، قائلين: (نحن نحب الشيخ أحمد لكنه أخطأ في باب المرأة)! والواقع أن الشيخ أحمد السيد لم يخطئ، بل انتشل نفوساً من القاع ورفعها ليخلّصها من كل عبودية دون عبوديتها لله عزّ وجل، واستدلّ في كامل طرحه بنصوص الوحيين وعمل خير القرون، هذا هو لبّ ما فعله، ودروسه في هذا الباب منشورة مبثوثة تنتظر من يتلقّاها بوعي من الرجال قبل النساء، بما فيها من الخير والهداية الربانية لهذا الشيخ المبارك، والحمد لله رب العالمين.💛 _نُقل