لا عنوان لهذه المقالة ، لأننا ربما نختلف ولن تعجبك من عنوانها .. سأتسلل بالحديث إلى عقلك تسللاً .. أنا جئت لأقول لك إني أخاف أن يمسك عذاب من الرحمٰن ، جئت أقول لك أخاف أن يقسو قلبك عن ذكر اللّٰه ، أن تعتاد الذنوب فلا تحدثك نفسك اللوامة بالرجوع .. أن تُختم حياتك بالشقاء ، أن تغرك الحياة الدنيا ولهوها .. أعلم أن قلبك لا يزال علىٰ قيد الإيمان ، أنت فقط تحتاج بأن يأتي أحدهم يحكم قبضة يده بيدك ويقول لك كفاك تأجيل وتسويف ، حان الوقت لكي تعلن الرجوع إلى اللّٰه وأن تتذوق طعم السعادة الحقيقية التي فُطرت لأجلها .. أنا الآن أحدثك وأسوق لك بدايات لكي أستطيع وضع سؤال مباشر .. هل أنت مُستعد لتترك شيء تُحبه ولا يحبه المولىٰ جل جلاله .. هل ستترك شيئا تعلقت به نفسك لوجه اللّٰه ؟ أتريد شيء تبتغي به مرضاة اللّٰه .. إذا كانت الإجابة بنعم فأكمل قراءة المنشور ، واذا كانت بلا فلا داعي لقراءتك .. دعنا نفترض أنك أجبت نعم تريد ذلك ، وأنا علىٰ ثقة بأنك ستفعل الكثير لأجل اللّٰه مثلما تفعل الكثير لأجل من تُحب من البشر .. إترك الأغاني ، بكل وضوح أقولها لك ، هذا الشيء الذي أضاع شباب وفتيات المسلمين اليوم ، إترك لهو الحديث وارجع إلىٰ نور الوحي وحديث المولىٰ جل جلاله ، إترك متابعة من فتنوك في دينك ، أعد توجيه بوصلة قلبك نحو الصواب .. أنت بسماعك للأغاني علىٰ خطر عظيم يا رفيق ، أنت تتعب نفسك ولا تُسلِها ، أنت تُخاطر بها ، أنا أريد لك السعادة في الدارين ، أريد أن تتذوق معنىٰ أن تترك شيئا تحبه لأجل اللّٰه فتأتي وتقول له سبحانه .. " أنا يارب كنت أحب هذا الشيء ولكني أحبك أكثر ، أنا أتعلق به لكن أريد أن تعلقني بك وحدك " .. أريد أن تعرف بنفسك قيمة من ترك شيء للّٰه ، كيف سيكون العوض .. والآن بعد ما عرفت ، بقيت مشكلة مع طائفة من الناس تُحلل الأغاني .. اللّٰه سبحانه وتعالى يقول { ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله } .. قال ابن مسعود وهو يُسأل عن هذه الآية قال والله الذي لا إله إلا هو لهو الغناء يُرددها ثلاث مرات . لو قلت لي ومن هو ابن مسعود ؟ ابن مسعود رضي الله كان من كبار الصحابة وأعلمهم بالقرآن وكان ملازما للمصطفى صلى الله عليه وسلم .. وقال عنه الرسول ﷺ: لو كنت مؤمرا أحدا من غير مشورة لأمرت عليهم أبي عبد الرحمن . وكان يُكنى بذلك . وروى الترمذي عن أبي أمامة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لا تبيعوا القينات ولا تشتروهن ولا تعلموهن ، ولا خير في تجارة فيهن ، وثمنهن حرام وفي مثل هذا أنزلت هذه الآية : ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله إلى آخر الآية . وأما مذهب الشافعي فقال : الغناء مكروه يشبه الباطل ، ومن استكثر منه فهو سفيه ترد شهادته . وهل أنت تعرف ما معنىٰ ليصُد عن سبيل اللّٰه : اي أنه يفعل ذلك ليلهي عن سماع القرآن فإن القرآن سبيل موصل إلى الله تعالى ، أي إلى الدين الذي أراده ، فلم يكن قصده مجرد اللهو بل تجاوزه إلى الصد عن سبيل الله ، وهذا زيادة في تفظيع العمل الذي جاء به ليلهي عن القرآن . أبقي في قلبك شيء!! أضيف لك شيء من الأدلة تقنعك .. جاء في حديث أبي موسى الأشعري أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من استمع إلى صوت غناء لم يؤذن له أن يسمع الروحانيين . فقيل : ومن الروحانيون يا رسول الله ؟ قال : قراء أهل الجنة . هل تؤثر هذا علىٰ سماع قراء أهل الجنة ؟ و عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من جلس إلى قينة يسمع منها صب في أذنه الآنك يوم القيامة .  وروى أسد بن موسى عن عبد العزيز بن أبي سلمة عن محمد بن المنكدر قال : بلغنا أن الله تعالى يقول يوم القيامة : " أين عبادي الذين كانوا ينزهون أنفسهم وأسماعهم عن اللهو ومزامير الشيطان أحلوهم رياض المسك وأخبروهم أني قد أحللت عليهم رضواني " . أحللت عليهم رضواني !! قف فتأمل من الذي أحل رضاه ولأي شيء!! أنت الآن مخير يارفيق ، والله عز وجل يقول { وهديناه النجدين } بمعني وضحنا له طريق الخير والشر ، وأنت تُحدد لنفسك أي طريق تسلك .. رزقني اللّٰه وإياك قلبا نقياً من اللهو والسفه ، خالصا لله في كل شيء . - أميمه الشامي .