•• لو كان الألمُ لكَ وحدك، لهان، لكنّه وجعُ أمةٍ بأكملِها يا صاح! أمةٌ أثخنتها الجراح، وضاقت بها السُبل، وما عادت تحتمل مزيدَ انكفاءٍ أو غياب. فلا تكتفِ بالحزنِ وحدَك، ولا تجعل من وجعِك سورًا يحجبكَ عن همِّ الجماعة. قُم، انهض، وانظُر أبعدَ من ذاتك. هناك من ينتظرُ، علمك ➪ جهدك ➪ صوتك ➪ وفعلك، هناك من يحتاجُ منكَ أن تُقاوم السكون، أن تُقاتل الجهل، وأن تُؤمن أن التغيير يبدأ من الفرد، لكن لا ينتهي عنده. لا تكن حبيسَ مرآتك، ترى فيها همّك وتنسى أن هناك أمةً تتألم. قدّمها على نفسك، على رغباتك، على خوفك وترددك... وستُبصر كيف يُعيدُ الله لك ما وهبتَه مضاعفًا، في قلبك سكينة، وفي طريقك توفيق، وفي آخرتك فلاح. وإن سألتَ: كيف الطريق؟ فالطريق هو العلمُ والإيمانُ والعمل. هو أن تكون حيثُ يجب أن تكون، لا حيثُ يسهُل أن تكون. فالخيرُ قادم، نعم... لكنّه لا ينتظرُ المُتكاسلين. كُن فيه فاعلًا، لا متفرجًا... كُن من صُنّاعه، لا من سارقي لحظاته الأخيرة! - ثَغْرٌ مّن ثُغُورِ الأُمَّةِ || آ. ح •|