*#ملكة_اللغة* هذا الكتابُ زادٌ ثمينٌ، ودليلٌ مُتكاملٌ لطالبِ العربيَّة، يُرشده إلى ما يُنمِّي به مَلَكَتَه، ويَصقُل ذوقَه، ويُهذِّب لسانَهُ، حتَّى يُفرِّقَ بين جيِّدِ الكلامِ ورَدِيئِه، ويُعبِّرَ عمَّا في نفسِه بعباراتٍ سليمةٍ فصيحةٍ، لا اعوجاجَ فيها ولا كَدَر. وقد أحسنَ مؤلِّفُه الشيخُ المراكشيُّ *-جزاهُ اللهُ عنِ العربيَّةِ وأهلِها خيرَ الجزاءِ-* إذْ قدَّمَ لنا في هذه الصفحاتِ عُصارةَ تجربتِه الطويلةِ في تعليمِ اللغةِ، صاغَها بأسلوبِ العالِمِ المُتمَرِّس، وحدَّدَ للطالبِ معالِمَ الطريقِ، وبيَّنَ له ما يَلزَمُه من متونٍ وكُتُبٍ يتدرَّجُ فيها في رحلتِه نحوَ التمكُّنِ والتمَيُّز، فأجادَ وأفاد، وسدَّ بذلك خَلَّةً طالما شكا منها المُبتدِئون. وهو، في ذلك، قد أَوْلَى عنايةً خاصَّةً بالعلومِ النظريَّةِ من نحوٍ وصرفٍ وبلاغةٍ وغيرِها، ورأى أن لا سبيلَ اليومَ إلى بُلوغِ الفصاحةِ والتمكُّنِ من البيانِ إلَّا بإتقانِ هذه الأبوابِ واستيعابِها. وقد شدَّدَ في هذا الأمرِ تشديدًا يُشبِهُ صرامةَ أهلِ المغربِ الذين عُرِفوا بالجِدِّ والانكِبابِ على المتونِ، والحرصِ على ضَبطِها وفَهمِها، غَيْرَةً منهم على العِلمِ، وحِراسةً له من أن يتطفَّلَ عليه مَن ليس من أهلِه. غيرَ أنِّي، وإن كُنتُ أُجِلُّ مَسلَكَـهُ، وأُثَمِّنُ حِرصَـهُ، فإنِّي أرى أنَّ الأمرَ أيسرُ ممَّا تصوَّرَهُ، وأَلْيَنُ من هذا المأخَذ. فإنَّ مَلَكَةَ البيانِ وحُسنَ التَّذوُّقِ اللغويِّ قد تُنالُ بكثرةِ المُطالعةِ في كُتبِ الأوَّلين، ومُداوَمةِ النَّظرِ في أساليبِهم، حتَّى يُصبِحَ لسانُ المرءِ على سَجيَّتِهم، وذوقُه على مثالِهم. أمَّا عُلومُ اللغةِ، فهي *-وإن كانت عَوْنًا ورافدًا لا يُستغنى عنه في بعضِ المواضعِ-* فلا أراها شرطًا أساسًا في تحصيلِ الفصاحةِ، بل كثيرٌ من الأئمَّةِ والبُلغاءِ قد أَشَارُوا إلى مثلِ هذا، واللهُ أعلم. *• #أبـو_ربيـع_الغينـي||* https://t.me/mahini1446h