فـ♡ـاطِـم'🤎)).
فـ♡ـاطِـم'🤎)).
June 8, 2025 at 08:32 PM
اسكريبت: عيد مميز. قررتُ أن يكون هذا العيد مميزًا. وذلك عندما خطرت لِي فكرة ليلته. حينها ذهبتُ إلى أخي بسعادة وتشبثتُ بذراعه قائلة: — أمجد! عايزين نروح لجدو. رمقني بنظرة مُتعجبة وأردف: ـ ليه يا رقية؟ المسافة بعيدة شوية، وإحنا كده كده بنرن عليه كل عيد. — أيوة يا أمجد بس أكيد مكالمة التليفون مش هتكون زي لقانا بيه... إحنا مروحناش له من وقت وفاة بابا... يلا بالله عليك. تنهد أمجد، وأردف بعدما وجد نبرتي المتوسلة بنهاية حديثي: ـ طب هيفرق في إيه برضو يا ست رقية؟ — الونس يا أمجد، تخيل نفسك كبير في السن وقاعد لوحدك، وأحفادك الوحيدين كل عيد بيقضوا واجبهم بالتليفون بس. ـ ما عمتو هناك معاه يا بنتي، مش لوحده هو. — يوه يا أمجد! بقولك أحفاده أحفاده! هو له أحفاد غيرنا؟ لأ، يلا يعم حط نية صلة الرحم وتعظيم شعائر ربنا وخلينا نتوكل على الله متبقاش قِفل! يعني يرضيك تروح لأهل ماما كل عيد بيوتهم وأهل بابا لأ؟ ـ لإن أهل ماما في نفس محافظتنا يا أم لسانين. ضحكتُ على ذلك اللقب المُصاحب لي منذ صغري، ثم نظرتُ إليه بأعيُن متوسلة. تنهد ثم استقام قائلًا: ـ هفكر هفكر. اتسعت ابتسامتي وتركته حينها يذهب بسلام، بينما نمتُ أنا كي أستطيع الاستيقاظ لصلاة العيد. ************************* — جهزي نفسك بعد الصلاة هنروح. التفتُ إليه بينما كنتُ أتجهز لصلاة العيد وقُلت بنبرة حماسيَّة: ـ هنروح؟؟ هنروح فين؟ — لجدو يا أم لسانين. قفزتُ من مكاني فرحًا وذهبتُ إليه وعانقته بكل قوتي حتى كاد أن يختنق بين ذراعيَّ، وما إن سمحت له الفُرصة بالابتعاد عن حضني ابتعد فورًا ودون تردد. ذهبنا معًا لصلاة العيد. انبعثت أصوات التكبيرات، وانتشرت روائح العيد في الهواء. كان المنظر جميلًا مع وجوه البشر السعيدة بتلك الأجواء. يا لعزة الإسلام! بعدما انتهينا ركبنا سيارته لنذهب لجدي، جدي الذي لم أره مُنذ... أربع سنواتٍ رُبما؟ بتُ أشغل التكبيرات تارة، وأغاني العيد بدون موسيقى تارةً أخرى. حتى رفع أمجد حاجبه قائلًا: ـ إيه يا بنتي إنتِ فاتحة دي چي؟ — الله يا أمجد! ده عيد عيد افرح كده وعظم شعائر ربنا. ابتسم أمجد وقال بهدوء: ـ مبسوط يا رقية، بس فيه شوية توتر بسبب المقابلة دي، إحنا مروحناش من سنين. — ولا توتر ولا حاجة، أول حاجة اعملها خش في حضن جدك علطول هتلاقيه عيط وبس اتحلت مشكلة توترك. ضَحِك أمجد ثم أردف: ـ آه منك إنتِ. مرت ساعتيّن وها نحن الآن نستقر بالسيارة أمام منزل جدي. دلفنا للمنزل وطرقنا الباب، عمتي هي التي فتحت لنا الباب، وعندما وقع نظرها علينا شَهقت قائلة: _ إللي عنيا شايفاه ده بجد ولا حقيقي؟؟ ضحكتُ وردت عليها نابسة: ـ بجد يا عمتو بجد، أنا رقية وهو أمجد بشحمنا ولحمنا. حينها وجدتُها قوست شفتيها دليلًا على تأثرها بوجودنا فأخذتنا نحن الاثنين في أحضانها. وعندما وصلنا لجدي، لم يصدق أننا أمامه فعلًا، ركضت لاحتضانه وحينها سمعت نبرته الباكية وهو يقول: _ ياه أخيرًا أخيرًا.. ابتعدتُ وجاء أمجد ليحتضنه، ظلَّ جدي يربتُ على ظهره قائلًا بين دموعه: ـ أنا دعيت ربنا كتير... كتير أوي عشان اللحظة دي، وحشتوني يا ولاد أوي. لاحظتُ الدموع تنهمر من جميع الحاضرين. بما فيهم أنا، وعرفتُ حينها كم كنا جافين وقاسيي القلب مع جدي. وبعدما انتهت لحظات اللقاء الأولى، رأينا جدي يستقيم من مكانه قائلًا بسعادة: ـ قومي قومي يا ريهام، قومي جيبي الترمس والكحك والبسكوت، وأنا هروح أجيب شوكولاتة ليكم وجاي. ثم نظر إلينا وفي يده المفاتيح وقال: ـ مش بجيب شوكولاتة عشان أنا وسحر عندنا السكر ربنا يعافيكم. — شوكولاتة ليه يا جدو؟ مش عايزين شوكولاتة صدقني إحنا كده تمام أوي. كان جدي عنيدًا وكاد فعلًا أن يذهب، لكننا حاولنا منعه بأقصى جهدنا، وبالفعل نجحنا. جلسنا نضحكُ، ونذكر الماضي وكيف أننا الآن كبِرنا. كان جدي سعيدًا، وجهه مشرق وابتسامة لم تختفِ من ثغره طوال الوقت. أتمنى أن يبقى هكذا دائمًا. كنا سنذهب، لكنهم أصروا على أن نبيت لديهم الليلة، وبالفعل بِتنا، ارتديت من ملابس عمتي، وأخي ارتدى من ملابس جدي، كانت واسعة جدًا فبدا مظهره مُضحكًا بها، لكن الأمر مر. وأنا على السرير بجانب عمتي أدركت أن الله ألهمني هذا الفعل لأجل دعاء جدي؛ لأنه أراد لقاءنا بشدة. أدركتُ كم كنا مخطئين عندما قُلنا أن مكالمة ستكون كافية للمعايدة، ونسينا أن لقاء الأحِبة، لا يُعادل ألف مكالمة هاتفية، وأن النظر في وجه من تحب لا يُعادله شيء في هذه الدنيا. لِذا؛ قررنا أننا من هذه اللحظة، سنكرر الزيارة كلما سمحت لنا الفرصة، في كل مناسبة، في كل عيد، ولربما في كل شهر. سنحاول قدر الإمكان أن نصل الرحم، ونزور جميع من نُحب، خصوصًا في الأعياد. *تأليف وكتابة/ شادية ماهر -غسق-* *لا أحلل أخذ شيء دون ذكر الاسم*
❤️ 👍 🥹 💗 🥰 🫆 23

Comments