
Peace Trip 💫
May 15, 2025 at 10:43 PM
هو في يوم من الأيام الميّة ممكن تبقى نار؟!
تخيل كده إنك قاعد في يوم حر، وبتشرب كباية ميّة ساقعة، وفجأة ييجي في بالك سؤال:
"يا ترى الميّة دي ممكن تولّع؟!"
هتضحك على نفسك في الأول، وتقول: "ما هي بتطفي النار يا عم!"
بس لو فكرت فيها شوية… هتكتشف إن السؤال مش غريب، بالعكس، ده فيه وراه علم رهيب !
---
الميّة شكلها هادي… بس جواها نار؟
المية اللي بنشوفها ونستخدمها كل يوم مكونة من حاجتين:
الهيدروجين: أخف غاز في الكون، قابل للاشتعال جدًا. لدرجة إن مجرد شرارة صغيرة ممكن تخليه يولّع بانفجار!
الأكسجين: الغاز اللي ما يشتعلش لوحده، بس من غيره مفيش حاجة في الدنيا تعرف تولع. النار بتحبه، وبتتغذى عليه!
فالحاجتين دول مع بعض يعتبروا وصفة مثالية لانفجار ضخم… بس الغريب إنهم لما يتفاعلوا سوا، بيكوّنوا الميّة، اللي هي أكتر حاجة بنستخدمها علشان نطفي نار!
---
إزاي نار + نار = ميّة؟
هنا الكيمياء بتلعب دور البطولة.
لما الهيدروجين يتحد مع الأكسجين، بيحصل بينهم تفاعل عنيف جدًا.
التفاعل ده بيولّد طاقة حرارية ضخمة، وغالبًا بيحصل بانفجار، خصوصًا لو بكميات كبيرة.
لكن بعد ما الغازات دي تتحد، بتكون مادة جديدة مستقرة: الميّة.
والأغرب؟ التفاعل ده بيستخدموه فعلًا في محركات الصواريخ، لأنه بيدي قوة دفع كبيرة جدًا.
يعني الصاروخ اللي بيطلع الفضاء، ممكن يكون شغّال على هيدروجين وأكسجين… وبالنار اللي بتتكون، بيتولّد ميّة في الآخر!
---
طب نقدر نرجّع الميّة تبقى نار؟
آه، نقدر نعمل كده عن طريق حاجة اسمها التحليل الكهربائي للماء.
العملية دي بنمرّر فيها كهربا خلال ميّة فيها شوية أملاح أو حمض، علشان الكهرباء تعرف تتحرك.
الكهربا بتكسر جزئ الميّة، وبتفصله لهيدروجين في ناحية، وأكسجين في ناحية تانية.
الموضوع ده مش بس نظري، ده بيتعمل فعليًا، وفي تجارب بسيطة في المدارس والمعامل.
ولما تجمع الهيدروجين والأكسجين تاني، وتولّع فيهم، هيحصل نفس التفاعل اللي اتكلمنا عنه:
انفجار + طاقة + ميّة من جديد!
يعني إحنا نقدر نحول الميّة لهيدروجين وأكسجين… وبعدين نولّعهم، يرجعوا ميّة تاني.
---
طب إيه علاقة ده بحياتنا؟
الموضوع ده مش مجرد فضول علمي، ده بيفتح أبواب في مجالات كتير:
الطاقة النظيفة: الهيدروجين دلوقتي بيتشاف كبديل نظيف للوقود، لأنه بيدي طاقة كبيرة، وناتجه ميّة بس… يعني مفيش تلوث.
الفضاء: زي ما قلنا، الصواريخ بتستخدم الهيدروجين والأكسجين علشان تطير.
التكنولوجيا: في خلايا الوقود، بنستخدم نفس الفكرة لتحويل الهيدروجين لطاقة كهربا.
يعني الموضوع مش خيال علمي، ده واقع بيستخدموه في مجالات ضخمة حوالينا.
---
الخلاصة:
الميّة اللي شكلها بسيط وهادي… أصلها نار!
اتكوّنت من تفاعل عنيف بين عنصرين في منتهى الخطورة.
بس لما اتحدوا، بقوا مادة هادية، بتطفي النار اللي غيرهم بيولّعها.
والموضوع فيه رسالة حلوة:
مش كل حاجة شكلها هادي تبقى ضعيفة، ومش كل حاجة قوية تبقى دايمًا خطر… أوقات القوة بتتجمّع في الهدوء.
الميّة علم، حياة، وطاقة… وجواها حكاية نار!
رحلة سلام 💫
❤️
👍
22