
اجر لي ولك »»»»💗
May 22, 2025 at 12:31 AM
من موجبات التوبة الصحيحة: كسرة خاصة لا يشبهها شيء..
لا تُنال بجوع، ولا بقيام ليل، ولا برياضة نفس..
بل لا يُعطيها الله إلا لمن صدق في التوبة، وذاق ألم الذنب، فانكسر قلبه بين يدي ربه، كسرة مذنب يعلم أنه لا ملجأ له إلا الله.
كعبدٍ هرب من سيده، فأُحضر بين يديه..
لا مفر، لا عذر، لا مُعين..
يعلم أن حياته وسعادته في رضا مولاه.
هذه الكسرة..
لا يعلم قدرها إلا من ذاقها!
قال ابن القيم رحمه الله: "ومن موجبات التوبة الصحيحة أيضا: كسرة خاصة تحصل للقلب لا يشبهها شيء، ولا تكون لغير المذنب، لا تحصل بجوع، ولا رياضة، ولا حب مجرد، وإنما هي أمر وراء هذا كله، تكسر القلب بين يدي الرب كسرة تامة، قد أحاطت به من جميع جهاته، وألقته بين يدي ربه طريحًا ذليلًا خاشعًا، كحال عبد جان آبق من سيده، فأُخذ فأُحضر بين يديه، ولم يجد من ينجيه من سطوته، ولم يجد منه بدًّا ولا عنه غناءً، ولا منه مهربًا، وعلم أن حياته وسعادته وفلاحه ونجاحه في رضاه عنه، وقد علم إحاطة سيده بتفاصيل جناياته، هذا مع حبه لسيده، وشدة حاجته إليه، وعلمه بضعفه وعجزه وقوة سيده، وذله وعز سيده. فيجتمع من هذه الأحوال كسرة وذلة وخضوع، ما أنفعها للعبد وما أجدى عائدتها عليه! وما أعظم جبره بها، وما أقربه بها من سيده! فليس شيء أحب إلى سيده من هذه الكسرة، والخضوع والتذلل، والإخبات، والانطراح بين يديه، والاستسلام له..."
فاللهم لا تجعل قلوبنا قاسية بعد الذنب، وارزقنا ذل التائبين، وانطراح المحبين، وبكاء الخائفين، حتى نلقاك وأنت راضٍ عنَّا.
t.me/moh_elghaleez