كل واحد واقف يقول: أين المسلمون مما يحصل في غزة؟! أحقًا هان جُرح الإسلام؟ أين أمة الإسلام؟ أليس في أُمتي رجل رشيد؟! كُلُّ من يقول ذلك وهو لا يُغير من حياته وأمره شيئًا، وإذا عوتب في تغيير معاييره وتصوراته وحكمه على الأشياء بما يُخالف معيار الدين وتصوره، قال: هذا حُكم الواقع، أيش نعمل؟ هذه معايير العالم الحديث اليوم، إذا بدنا نعيش ونأمن مستقبلنا لابد ننظر بها، ما باليد حيلة! من كان كذلك فليعلم أنه أول المُقصرين، وأول المتخاذلين، وأول المُستسلمين.. فإن كنت أنت في موقعك اليوم لا تُريد أن تفرط شبرًا مما أنت فيه، وتخشى على مُستقبلك الدنيوي وتعمل له أكثر من خشيتك على مُستقبلك الأخروي، وتبذل جُل وقتك ومعظمه لتحصيل الدنيا، وتجعل لدينك وتعلمه والعمل له هامش وقتك وجهدك.. إن كنت كذلك، فحسرتك حسرة الكاذبين، وتألمك تألم البطّالين.. ووالله لتُسألن يوم القيامة عن عُمرك وشبابك ووقتك ومالك فيما أفنيته، فجهز لنفسك حُجة تُقدمها بين يدي الله تعالى حينها..! نفثة مصدور، وعتاب مُشفق، فاحتملوها لنا..