مرة من المرات اتحبس معايا شاب من طاجكستان أو أوزبكستان كنا في رمضان تزاملنا في الحبس ٣ أيام أقسم بالله أنه لم يرفع عينه عن المصحف إلا لنوم أو طعام أو صلاة أو قضاء الحاجة تلاوة خاشعة مطمئنة بصوت كأنه من مزامير داوود ومن العجيب أنه كان يقرأ باطمئنان ومع ذلك ينتهي من السور بسرعة عجيبة كأن الله يطوي له القرآن طيا كأني به يختم أكثر من ختمة في اليوم أنظر إلى ملامحه : رضا عجيب وسكينة وانشغال عن الزمان والمكان والخلق حين بدأ في : إذ تصعدون من آل عمران = طار فؤادي. . . . في مرة أخرى جاورني على طائرة الصين رجل لا أنساه . فتح المصحف بمجرد جلوسه في الطائرة وبدأ في التلاوة دون انقطاع . تلاوة متواصلة لأكثر من ١٠ ساعات لم يقطعها إلا لطعام أو قضاء حاجة . . . يقول ابن تيمية بعد حياة حافلة بالجهاد والمعارك ومقارعة أهل الزيغ والبدع : لو استقبلت من أمري ما استدبرت = ما انشغلت إلا بالقرآن . . . اللهم اجعلنا من أهل القرآن الذين هم أهلك وخاصتك اللهم اجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا . اللهم واجعل قرة عيني في القرآن خالد الشافعي