`عرفة مضمار سباق` يومُ عرفة تاجُ الأيامِ، وسِرُّ المقاماتِ العِظام، تُباهي فيه السماءُ بأهل الأرض، ويُعانقُ فيه الدعاءُ أبوابَ القَبول، وتُسطّرُ فيه صفحاتٌ من النقاء، لا تمحوها الليالي، ولا تُدركها الفَناء. فهنيئًا لمن عمّر ساعاتِه بذكرِ الرحمن، وزكّى أنفاسَه بشكرِ المنّان، وجعل من عرفاتِه معبرًا إلى الغفران، ومطلبًا لفيضِ الفضلِ والإحسان. في هذا اليومِ المبارك، تُرفعُ الأكفُّ بثقةِ الموقنين، وتُسكبُ العبراتُ بخشوعِ المخبتين، وتُخطُّ في الصحفِ سطورُ الفائزين الصالحين. فاجعل لنفسك فيه زادًا من الدعاء، وسهمًا نافذًا في ميدانِ الرجاء، فإنها ساعةٌ لا تُعوّض، ونفحةٌ لا تُرَد، وفرصةٌ من فيضِ الجودِ لا تُحصى ولا تُعد. فيا لسَعدِ من ناجى، ويا لِفوزِ من دعا ولبّى، ويا لِعلوّ من صفا قلبُه وارتقى! ولا تنسَ – أيّها المحب – من نثرَ هذه الحروف، وبثّها من قلبٍ طامحٍ إلى المعروف، رجا بها نفحةً من نسيمِ هذا اليومِ الموصوف، فاجعل له في دعائك وُدًّا، وفي ذكرِك نصيبًا وصَفّا وعُرفا، فلعلّ دعوةً تُرفع، فتُكتب بها له البشرى، ويُرجى له بها الفتحُ إذا أُغلِقَت الأبوابُ وانصرفا. ✍