بَوح الــرُّوح🤍🕊️✨•".                  ☜تلاوات قرآن، اقتباسات، خواطر، مقاطع بودكاست، شعر ونثر، أناشيد
بَوح الــرُّوح🤍🕊️✨•". ☜تلاوات قرآن، اقتباسات، خواطر، مقاطع بودكاست، شعر ونثر، أناشيد
June 11, 2025 at 07:33 AM
فصل منزلة الذكر ومن منازل إياك نعبد وإياك نستعين منزلة الذكر وهي منزلة القوم الكبرى التي منها يتزودون وفيها يتجرون ، وإليها دائما يترددون . والذكر منشور الولاية الذي من أعطيه اتصل ومن منعه عزل ، وهو قوت قلوب القوم الذي متى فارقها صارت الأجساد لها قبورا ، وعمارة ديارهم التي إذا تعطلت عنه صارت بورا ، وهو سلاحهم الذي يقاتلون به قطاع الطريق ، وماؤهم الذي يطفئون به التهاب الطريق ودواء أسقامهم الذي متى فارقهم انتكست منهم القلوب ، والسبب الواصل والعلاقة التي كانت بينهم وبين علام الغيوب . إذا مرضنا تداوينا بذكركم فنترك الذكر أحيانا فننتكس [ ص: 396 ] به يستدفعون الآفات ويستكشفون الكربات وتهون عليهم به المصيبات ، إذا أظلهم البلاء فإليه ملجؤهم ، وإذا نزلت بهم النوازل فإليه مفزعهم . فهو رياض جنتهم التي فيها يتقلبون ورءوس أموال سعادتهم التي بها يتجرون . يدع القلب الحزين ضاحكا مسرورا ، ويوصل الذاكر إلى المذكور ، بل يدع الذاكر مذكورا . وفي كل جارحة من الجوارح عبودية مؤقتة ، والذكر عبودية القلب واللسان وهي غير مؤقتة ، بل هم مأمورون بذكر معبودهم ومحبوبهم في كل حال : قياما وقعودا وعلى جنوبهم . فكما أن الجنة قيعان وهو غراسها ، فكذلك القلوب بور وخراب وهو عمارتها وأساسها . وهو جلاء القلوب وصقالها ودواؤها إذا غشيها اعتلالها ، وكلما ازداد الذاكر في ذكره استغراقا : ازداد المذكور محبة إلى لقائه واشتياقا ، وإذا واطأ في ذكره قلبه للسانه : نسي في جنب ذكره كل شيء وحفظ الله عليه كل شيء وكان له عوضا من كل شيء . به يزول الوقر عن الأسماع والبكم عن الألسن وتنقشع الظلمة عن الأبصار . زين الله به ألسنة الذاكرين كما زين بالنور أبصار الناظرين ، فاللسان الغافل : كالعين العمياء والأذن الصماء واليد الشلاء . وهو باب الله الأعظم المفتوح بينه وبين عبده ما لم يغلقه العبد بغفلته . قال الحسن البصري رحمه الله : تفقدوا الحلاوة في ثلاثة أشياء : في الصلاة وفي الذكر وقراءة القرآن ، فإن وجدتم وإلا فاعلموا أن الباب مغلق . وبالذكر : يصرع العبد الشيطان كما يصرع الشيطان أهل الغفلة والنسيان . قال بعض السلف : إذا تمكن الذكر من القلب فإن دنا منه الشيطان صرعه كما يصرع الإنسان إذا دنا منه الشيطان ، فيجتمع عليه الشياطين فيقولون : ما لهذا ؟ فيقال : قد مسه الإنسي . وهو روح الأعمال الصالحة ، فإذا خلا العمل عن الذكر كان كالجسد الذي لا روح فيه . والله أعلم . > مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين _ ابن القيم - أبو عبد الله محمد بن أبي بكر ابن قيم الجوزية.
❤️ 🇾🇪 👍 🤍 4

Comments