حزب التحرير ولاية لبنان
حزب التحرير ولاية لبنان
May 31, 2025 at 05:21 PM
بسم الله الرحمن الرحيم *تصريحات رئيس الحكومة نواف سلام حول رغبته بالتطبيع المستعجل مع يهود...* *لا تمثل المسلمين في شيء، بل تمثِّله وتمثِّل من جاء به إلى الحكم. وهي تصريحات خيانية لله ولرسوله وللمؤمنين!* في أجواء ما تشيعه أمريكا في المنطقة على لسان رئيسها ترامب من السلام مع يهود، ووفق اتفاقات أبراهام، التي جاءت خلال زيارته المشؤومة للمنطقة، وانصياع حكام العرب والمسلمين للسير في هذا الركاب، حتى تكون أمثل تصريحات أحدهم أننا سنكون آخر المطبِّعين مع يهود! في هذه الأجواء وفي هذا السير تأتي تصريحات رئيس الحكومة اللبنانية نوَّاف سلام خلال لقائه مع (شبكة سي إن إن) الأمريكية المنشور في 30/5/2025م، بأن "التطبيع جزء لا يتجزأ من السلام الذي نرغب في رؤيته غدًا وليس بعده"!، وفي رده على موضوع المسارات وارتباطها، كان تعليقه أنه لا يحب فكرة المسارات. إنّ هذا ليدل على أنه يريد قطع أشواط سريعة في الاستسلام ليهود، حتى دون الارتباط بمسار الحل في فلسطين! ولكن هذه التصريحات أثارت رفضًا وجدلًا واسعين ما اضطر مكتبه الإعلامي إلى إصدار بيان دعا فيه إلى ضرورة مشاهدة المقابلة بشكل كامل وعدم الاجتزاء منها ووضعها في سياقات خاطئة، ذاكرًا أن مواقف الرئيس سلام واضحة ولا تحتمل التأويل أو التحوير" وهي أن لبنان يلتزم بالثوابت العربية وأن أي تطبيع مع إسرائيل لا يمكن أن يأتي إلا بعد قيام الدولة الفلسطينية وليس مجرد الاتفاق على مسار" وأن "السلام المقبول مع إسرائيل هو السلام العادل والشامل المستند إلى مبادرة السلام العربية التي أقرت في بيروت"!... وسواء أكان موقفه هو الاستعجال وعدم ربط مسارات الاستسلام أم الالتزام بالثوابت العربية من الاستسلام، فكلها مواقف هراء، ولا تساوي عند المسلمين شروى نقير. إنّ التذرع بمبادرة السلام العربية أو بقيام دولة فلسطينية، أي التذرع بالخيانة الجماعية أو باستسلام من يسمونهم أصحاب القضية ممن يزعمون تمثيل أهل فلسطين، لا يبرر هذه التصريحات وهذا التهافت، لأن قضية فلسطين ليست قضية العرب بصفة قوميتهم، ولا قضية الفلسطينيين بصفة وطنيتهم، بل هي قضية الإسلام وأهله، قضية من سقوا هذه البلاد والأراضي بدمائهم الزكية لتكون ديار عز للإسلام وأهله، ومستمرون بتقديم نفوسهم رخيصةً لله عز وجل من أجل إخراج يهود الغاصبين المحتلين من بلاد المسلمين؛ لذلك فإن مثل هذه التصريحات تمثل صاحبها ولا تمثل المسلمين، بل هي في الحقيقة تمثل من جاؤوا به إلى سدة الحكم، أما موقف المسلمين في لبنان فهو موقف أمة وليس موقف دولة هنا ودولة هناك... والغريب في مثل هذه التصريحاتٌ أنها تأتي وأعداء الله والمسلمين من يهود ما زالوا يسفكون دماء أهلنا في فلسطين عمومًا وفي غزة خصوصًا، ويمارسون عليهم أشد أنواع الحصار والتهديم والتجويع والتقتيل والعمل على فرض التهجير على مرأى ومسمع من العالم أجمعين! بل وطائرات يهود ومسيِّراته ما زالت لما يزيد عن السنة تجوب أجواء البلد الذي هو رئيس حكومة فيه! تمارس القتل والتدمير دون أدنى اعتبار لما يسمونه سيادةً ولا استقلالًا، ولا تأبه لا باتفاق وقف إطلاق نار ولا بإدانات دولية ولا بضمانات أمريكية! أمريكا هذه التي ترى أن بقاءكم تحت قصف يهود واعتداءاتهم المتكررة هو أنسب بيئة لكم للخنوع والإذعان لمشروعها في المنطقة. ثم إن نواف سلام هو قاضي محكمة العدل الدولية قبل أن يكون رئيس الحكومة، والمفترض في مثله في مثل هذه المحكمة أن تحاسب المجرمين من يهود على جرائمهم ضد الإنسانية، لا أن تسالمهم؟!. *يا رئيس الحكومة*، ما هذا التعجل الذي تبديه في رؤية السلام والتطبيع مع يهود الذي ترغب أن يكون غدًا وليس بعد غد؟! إنّ هذا ليدل أنكم قطعتم أشواطًا في الاستسلام ليهود حتى ما عاد الأمر من تحت الطاولة حياءً من الله ورسوله والمؤمنين، بل فوق الطاولة بتصريحات لا لبس فيها ولا غموض، تُلقُونها في وجه المسلمين في لبنان ليقبلوها ويتجهزوا لرؤية يهود الغاصبين المحتلين يجوبون البلد، وهذه المرة سياحةً لا احتلالًا!. وإنّ كل هذا يفضح هذا العهد الجديد بأنه عهد التطبيع مع يهود، وفتح البلاد لهم بدعاوى التفرغ للسير في إصلاح لبنان والنهوض به! *يا رئيس الحكومة، كلمةٌ أخيرةٌ لك ولمن سار أو سيسير في هذا الركاب:* إنّ لبنان كما فلسطين جزءٌ من أرض الإسلام لا تقبل القسمة على أي رقم، بل ستبقى بإذن الله واحدةً في وجه هذه المشاريع الخيانية، مهما ظننتم أو بدا لكم أنكم تنجحون في مساعيكم هذه لطمس قضايا المسلمين، وسيبقى صوتنا صادحًا في إِسماعكم ما لا تحبون أنتم ومن وراءكم حتى يقضي الله أمرًا كان مفعولًا بنهوض المسلمين من كبوتهم وقيام دولتهم، الخلافة الثانية على منهاج النبوة التي لا تسالم يهود ولا تهادنهم، بل تمزق كل ما وقَّعتم أو ستوقِّعون، ثم تقاتلهم إحقاقًا لوعد ربنا عز وجل: *﴿فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا﴾*، ولبشرى نبينا محمد ﷺ: *«تقاتِلُكمْ يهودُ فتُسلَّطونَ عليهِم حتى يقولَ الحجرُ: يا مسلمُ هذا يهوديٌّ ورائي فاقتُلْه»*، هذا إيمان المسلمين الذي يعيش بينهم قرآنًا وسنةً، وهذا ما يتربى عليه أبناء المسلمين من العداء ليهود بوصفهم قتلة الأنبياء والرسل، وبوصفهم المحتل الغاصب، وبوصفهم قتلة إخوانهم وأبناء أمتهم من مسلمي فلسطين، لا يغيره ما افتريتم من تصريحات أو توقعون من اتفاقيات تحت أي مسمًّى من المسميات. *أما أنتم أيها المسلمون في لبنان،* فيجب أن تكون مواقفكم اليوم معلنةً واضحةً على منابركم وفي كل مواقفكم وتصريحاتكم، وفي كل ساحاتكم وتجمعاتكم حتى لا تدخلوا في أثم هذه التصريحات إن أنتم ترددتم أو مرَّرتم شيئًا من هذه الخطيئة، قال رسول الله ﷺ فيما رواه أبو داود: *«إذا عُمِلتِ الخطيئةُ في الأرضِ من شَهِدَها فَكرِهَها كانَ كمن غابَ عنها ومن غابَ عنها فرضِيَها كانَ كمن شَهِدَها»*، وقال ﷺ فيما رواه مسلم: *«إنَّه يُسْتَعْمَلُ علَيْكُم أُمَراءُ، فَتَعْرِفُونَ وتُنْكِرُونَ، فمَن كَرِهَ فقَدْ بَرِئَ، ومَن أنْكَرَ فقَدْ سَلِمَ، ولَكِنْ مَن رَضِيَ وتابَعَ»*، أي من رضي وتابع فلم يكره ولم ينكر هو المؤاخذ المعاقب؛ ولا يهولنَّكم أو يجعلكم تترددون في المواقف كثرة الخبيث، يقول الله عز وجل: *﴿قُل لَّا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ ۚ فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾*، أي لا يعتدل العاصي والمطيع لله عند الله، ولو كثر أهل المعاصى فعجبت من كثرتهم، لأن أهل طاعة الله هم المفلحون الفائزون بثواب الله يوم القيامة وإن قَلُّوا، دون أهل معصيته. وإن أهل معاصيه هم الأخسرون الخائبون وإن كثروا. فأروا الله عز وجل منكم ما يحب ويرضى من اتخاذ المواقف الواضحة الصريحة الجريئة *﴿فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَن يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ﴾*. *حزب التحرير* *ولاية لبنان* الرابع من ذي الحجة 1446هـ 31/5/2025م
👍 ❤️ 20

Comments