لتكن صيحتك في أيام العشر : *"والله لا يسبقني إلى الله حاجٌّ ولا معتمر!"* ثم شدّ المئزر ، وادخل ميدان السباق ، فإنها أيامٌ لا تُشبهها أيام ، ومواسمُ لا تُعادلها مواسم . أيُّ قلبٍ لا تهزّه الغيرة إذا رأى وفد الله يطوفون ويبكون، يسابقون إلى رحمته، *وأنت على الأرض ما زلت!* *أما تغار؟!* *أما تقف مع نفسك وقفة صدق، وتقول: لن أُضيّع لحظة؟!* فإن لم أكن من الحجيج، فقلبي يحجّ، ولساني يطوف، وسجودي عرفات، ودموعي منى، وصدقتي هديٌ يُهدى. نحن في أيامٍ عظيمة، عظّمها الله في كتابه، وأقسم بها فقال : *{وَالْفَجْرِ ۝ وَلَيَالٍ عَشْرٍ}* فلا تكن من الغافلين عنها، بل كن من المشتاقين إليها، المشتعلين شوقًا إلى ربهم، التائقين إلى رضاه. *يا من فاته الحج!* *دونك هذه العشر، فاجعلها حجّك، وعمرتك، وجهادك، واجتهد أن تُكتب عند الله من السابقين .* *ابقَ لسانك رطبًا، ونيّتك مشتعلة، وعملك دؤوبًا، فإن الصحائف لا تمتلئ بالتمنّي، بل بالسعي والذكر والبكاء والعمل .* فطوبى لمن جدّ واجتهد، وذكّر واستغفر، وتصدّق وأحسن، وصام وقام، وناجى ربه في الأسحار، طوبى لمن سكب دمعه في جوف الليل، وقال بقلب منكسر: *"اللهم لا تحرمني ما منحتَهم، ولا تمنعني من الفضل الذي أدركوه."* أفلا تفهم الآن معنى قول الحبيب ﷺ : *" لا يزال لسانك رطبًا من ذكر الله " ..*💁🏻‍♀️💙