ٰ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ الله ﷺ قَالَ: « *إِنَّ الْإِيمَانَ لَيَأْرِزُ إِلَىٰ المَدِينَةِ، كَمَا تَأْرِزُ الْحَيَّةُ إِلَىٰ جُحْرِهَا* ». • *يَأْرِزُ:* أَيْ: يَأْوِي، وَيَنْضَمُّ، وَيَجْتَمِعُ، وَيَنْقَبِضُ وَيَلْتَجِئُ إِلَىٰ شَيْءٍ. 🌸 ذَكَرَ النَّبِيُّ ﷺ أَنَّ أَهْلَ الْإِيمَانِ يَفِرُّونَ بِإِيمَانِهِمْ إِلَىٰ المَدِينَةِ وِقَايَةً بِهَا عَلَيْهِ، أَوْ لِأَنَّهَا وَطَنُهُ الَّذِي ظَهَرَ وَقَوِيَ بِهَا، وَهَذَا إِخْبَارٌ عَنْ آخِرِ الزَّمَانِ حِينَ يَقِلُّ الْإِسْلَامُ، وَقِيلَ: يَشْمَلُ ذَلِكَ جَمِيعَ الْأَزْمِنَةِ؛ لِأَنَّهُ فِي زَمَنِ النَّبِيِّ ﷺ لِلتَّعَلُّمِ مِنْهُ، وَفِي زَمَنِ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ وَتَابِعيِهِمْ؛ لِلاِقْتِدَاءِ بِهَدْيِهِمْ، وَمِنْ بَعْدِ ذَلِكَ؛ لِزِيَارَةِ قَبْرِهِ ﷺ وَالصَّلَاةِ فِي مَسْجِدِهِ وَالتَّبَرُّكِ بِمُشَاهَدَةِ آثَارِهِ وَآثَارِ أَصْحَابِهِ، وَكُلُّ مُؤْمِنٍ لَهُ مِنْ نَفْسِهِ سَائِقٌ إِلَىٰ المَدِينَةِ لِمَحَبَّتِهِ لِلنَّبِيِّ ﷺ، وَشَبَّهَ النَّبِيُّ ﷺ عَوْدَةَ الْإِيمَانِ بِعَوْدَةِ الْحَيَّةِ الْحَتْمِيَّةِ إِلَىٰ جُحْرِهَا. 💠 *قصار الصحيحين* (١٧).