
العروة الوثقى الزيدية
May 28, 2025 at 11:39 PM
يُبيّن الإمام علي عليه السلام أن من صفات الله عز وجل أنه لا مثيل له في خلقه، ولا شبيه له في بريّته، لأن كل ما سواه مخلوق محدث، له بداية ونهاية، وتعتريه صفات النقص والتغير والحاجة، أما الله سبحانه فهو قديم أزلي أبدي، لا بداية لوجوده ولا نهاية له، كما قال تعالى: "ليس كمثله شيء".
فالمخلوقات، ذواتها وصفاتها محدثة ومتغيرة، وذواتها أجسام مقدَّرة مكيَّفة، أما صفاتها فهي أعراض ومعانٍ تحل فيها، فتوصف بها حال وجودها، وتزول بزوالها، كالحياة والعلم والقدرة والسمع والبصر، ...الخ الخ فهذه الصفات تعرض للأجسام ثم تفارقها، وإذا فارقتها حلّت محلّها صفات ضدها أو نقيضها.
أما الله جل جلاله، فصفاته هي ذاته، وليست شيئًا آخر غير الذات ؛ لأن الله منزَّه عن التركيب والانقسام والحد والتقدير، ولو كانت صفاته زائدة على ذاته لكان مركبًا، والمركب محدث، والله منزَّه عن الحدوث والتقدير.
ومن لوازم المخلوق المحدَث أن يكون محدودًا، مكيَّفًا، مركَّبًا، قابلًا للانقسام والاجتماع والافتراق، ...إلخ وهذه كلها صفات محدثة يتعالى الله تعالى عنها . لذا، فإن الله سبحانه منزَّه عن مشابهة خلقه ولايتصف بأي صفة من صفاتهم المحدثة ؛ لأنه هو الذي أوجدهم، وبرأهم، وقدّر لهم حدودهم وصفاتهم، فلو أشبههم في شيء، لكان مخلوقًا مثلهم، محدثا وتعالى الله عن ذلك علوًا كبيرًا.
قال تعالى:
- "ليس كمثله شيء"،
- "ولم يكن له كفوا أحد"
➖➖➖➖➖➖➖
#وحدة_عقيدة_أهل_البيت عليهم السلام في العقيدة والأصول
#أقوال_أئمة_أهل_البيت (ع)
#قول_الإمام_علي_ع
#أصول_الدين
#مسألة_أن_صفات_الله_ذاته
#العروة_الوثقى_الزيدية
https://whatsapp.com/channel/0029Va93xv11NCrcLbXtSz2K/1652

👍
❤️
❤
59