الزيدية يرون أن الخلافة حق لأهل البيت عليهم السلام وأنهم الفرقة الناجية وأن الحق معهم لأدلة على ذلك كثيرة من الكتاب والسنة منها : أن الله سبحانه وتعالى قد اصطفى آل إبراهيم وآل عمران وآل يعقوب - الذي هو إسرائيل - على العالمين، فبناءً على هذه السنة الإلهية التي أجراها في أنبيائه السابقين يجب أن يكون آل نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم هم صفوة الله، ومحل اختياره من هذه الأمة، وذلك طرداً لسنة الله تعالى في الذين خلوا من قبل: {وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً}[الأحزاب: ٦٢] {وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلاً}[فاطر: ٤٣]. وقد عزز الله تعالى هذه السنة، ورفع قدرها، بما أوجب على الأمة من الصلاة عليهم في كل صلاة مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فلا تتم صلاة أحد إلا بأن يقول في صلاته: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ... إلخ. وبما أوجب على كل مؤمن من المودة لهم بنص الكتاب الكريم في قوله تعالى: {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى}[الشورى: ٢٣] وقد بين النبي صلى الله عليه وآله وسلم المراد بالقربى في هذه الآية فقال: «هم علي وفاطمة وابناهما»، روى ذلك أهل الصحاح بما فيهم البخاري. وقال سبحانه وتعالى في تأكيد ذلك: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ٣٣}[الأحزاب]، روى مسلم في صحيحه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه لف على علي وفاطمة والحسن والحسين كساءً فقال: اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً، فنزلت الآية: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عنكم .... }. ولم يكتف النبي صلى الله عليه وآله وسلم بهذه الدلالات، بل نص نصاً لا تحوم حوله الشكوك على خلافة أهل بيته من بعده، فقال صلى الله عليه وآله وسلم في حديث الثقلين المشهور المتواتر الذي روته طوائف المسلمين بما فيهم أهل الصحاح: وهو قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «إني تارك فيكم ما إن تمسكم به لن تضلوا من بعدي أبداً، كتابَ اللهِ وعترتي أهل بيتي، إن اللَّطيفَ الخبيرَ نبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض». فميز النبي صلى الله عليه وآله وسلم للأمة أهل بيته، وعينهم لهم بالقول والفعل في حديث الكساء؛ لئلا يكون لأحد بعد ذلك حجة أو معذرة. ثم أخبر صلى الله عليه وآله وسلم أمته أنه قد ترك فيهم وخلف فيه شيئين اثنين بعد موته، ترجع إليهما الأمة، يسدان مسده، ويقومان مقامه، ويسدان الفراغ بعد فقده، وهما: كتاب الله تعالى وعترته أهل بيته، وأخبر أنهم إذا تمسكوا بهما اهتدوا وأمنوا من الضلال. وما زال النبي صلى الله عليه وآله وسلم يؤكد ذلك، وينوه به مدة حياته صلى الله عليه وآله وسلم في أحاديث فائتة للحصر، رواها أهل الصحاح وغيرهم. وفي كل ذلك دليل على ما نقول من إمامة الأئمة من أهل البيت عليهم السلام، وأنها محصورة فيهم لا تتعداهم إلى غيرهم. قال في الغدير: أخرج الترمذي وأحمد والحاكم والنسائي وابن أبي شيبة والطبري وكثيرون آخرون من الحفاظ بطرق صحيحة قوله صلى الله عليه وآله وسلم: إن علياً مني وأنا منه وهو ولي كل مؤمن بعدي. وأخرج أبو نعيم في الحلية وآخرون بإسناد صحيح: «من سره أن يحيا حياتي، ويموت مماتي، ويسكن جنة عدن، غرسها ربي، فليوالِ علياً من بعدي، وليقتد بالأئمة من بعدي، فإنهم عترتي، خلقوا من طينتي ... إلخ». وروى البخاري في الصحيح: «علي مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي». وروى مسلم في الصحيح: «حب علي إيمان وبغضه نفاق». وفي كتب الحديث: «الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، وأبوهما خير منهما». ولا تتسع صفحتنا هذه لإيراد ما في الصحيحين فضلاً عما في غيرهما مما جاء عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في أهل بيته، والقليل يكفي، والغرض الإشارة، أما المتعنت الذي لا يهمه الحق فلا يتوقع منه إلا الجحود والمعاندة، ولو جاءته كل آية. ➖➖➖➖➖➖ #مؤيدات_تدل_على_أن_الزيدية_طائفة_الحق #العروة_الوثقى_الزيدية #العقيدة_الصحيحة https://whatsapp.com/channel/0029Va93xv11NCrcLbXtSz2K/1686