
وظائف عامه السعوديه يوميا
June 12, 2025 at 10:31 AM
حب النفس والثقة بالنفس والغرور، والعجب والنرجسية مصطلحات يتداخل معناها في أذهان كثير من الناس، فتعالوا نوضح جانبا منها للأهمية:
■ حب النفس: فطرة وجزء من حبك لربك وامتنانٌ لخالقك على نعمه شرط أن تشعر بأن كل نعمة من الله، وأنت إن لم تحب نفسك لن تتعب على تطويرها وعلى الارتقاء بها وبهذا تتضح مشروعية حب النفس وأنها أساس في كل تقدم، وحب النفس يبدأ بعد الصلح مع الله ويزيد في كل مرة توفي بعهدك أو تنجز هدفا وتحقق حلما، ويتضاعف عندما يشعرك الله بحبه لك في الرسائل المختلفة، نحو: الرؤى وسائر النعم والظاهرة والباطنة.
■ الثقة بالنفس: شعور إيجابي بالتأكد واليقين بأنك مؤيَّد وتستطيع بقوة الله، وتصاحب هذا الشعور سكينة وطمأنينة حاضنة للمعجزات، الثقة بالنفس ضرورية جدا لبناء كل مؤمن قوي وكل شخصية شجاعة متزنة هانئة، هذه الثقة كأن صوتها داخلك يقول: أعرف جيدا قيمة كل نعم الله العظيمة التي وهبها لي وقيمة وجودي ورسالتي، وأعلم بحب ربي لي وأشعر بتأييده وأثق في حفظه لي ونصرته، وإذا فقدتها لأي سبب تستطيع الحصول عليها من جديد في سجدة بعهد جديد ويقين أكيد.
■ الفرق بين حب النفس الصحي وحب النفس الذي يدل على النرجسية ويغذيها هو باختصار وجود التراحم والعطف، فإن اجتمع لك تقدير النعم وحب النفس مع التراحم والعطف فأنت سالمٌ آمن وفي الطريق الصحيح؛ لأن فقد التعاطف هو دليل النرجسية وهو العلامة الفارقة بين الشعور الإيجابي الصحي وبين السلبي السام.
■ أما الفرق بين الثقة الصحية بالنفس وبين الغرور والعجب مع اختلاف التعريف هو أن المغرور والمعجب لا يرجع الفضل إلى الله لكن الواثق من نفسه على النحو الذي يرضي ربه تجد أن ثقته فرع من أصل ثقته بالله ونتيجة لحسن ظنه بربه وصدق توكله عليه، وآيةٌ على شكره الحقيقي للنعم التي يستشعرها ولا ينكرها كالذي يشكك فيها أو يجحدها عياذا بالله.
ومِن ثَم تعلَّم أن تحب نفسك جيدا بعد حبك لربك وتثق في مواهبه لك وتتقوى بمؤازرته لك من دون وسوسة أو تضخيم لشبح الغرور والعجب والنرجسية، وعِش شامخا مطمئن النفس واثقا إن أنت أحسنت الخضوع بين يدي الله وأرجعت كل فضل ونعمة له سبحانه، ورحمت الناس؛ لينعكس ذلك على أثرك وتأثيرك وشخصيتك أيها المؤمن القوي.
نورا حلمي