خارجية فرنسا : تتابع فرنسا باهتمام خاص وضع الأكراد في سوريا، وهم حلفاؤنا التاريخيون في محاربة الإرهاب. إن القمع الدموي الذي نظمه بشار الأسد ضد شعبه منذ عام 2011 أدى بشكل مباشر إلى تصاعد التهديد الإرهابي لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، الذي حاربناه بلا كلل إلى جانب قوات سوريا الديمقراطية، في إطار التحالف الدولي ضد داعش. منذ 8 ديسمبر 2024 وسقوط دكتاتورية بشار الأسد، بدأ أمل جديد يظهر في سوريا. في هذا السياق الجديد، يجب على الأكراد في سوريا أن يشاركوا بالكامل في إعادة بناء أمتهم، وأن ينالوا المواطنة الكاملة، وأن تُعترف حقوقهم، خصوصاً الثقافية منها. فرنسا ملتزمة بعملية انتقال سياسي سلمي وشامل، كما أكد رئيس الجمهورية خلال لقائه برئيس الحكومة الانتقالية السورية، أحمد الشرع، في باريس في 7 مايو الماضي. ويجب أن تجمع هذه العملية السياسية كل مكونات النسيج الاجتماعي السوري. إن اتفاق المبادئ بين السلطات السورية الجديدة وقوات سوريا الديمقراطية، الموقع في 10 مارس الماضي، هو خطوة أولى إيجابية نحو إعادة توحيد سوريا ودمج الأكراد. لقد ساهمنا، من خلال جهود الوساطة والحوار المستمر، حتى تؤدي المفاوضات الجارية إلى تطبيق فعلي لهذا الاتفاق. وفي هذا الإطار، التقيت بالجنرال مظلوم عبدي، قائد قوات سوريا الديمقراطية، في 24 أبريل الماضي، لمناقشة سبل ضمان أمن السكان الأكراد في شمال شرق سوريا. من جهة أخرى، نعمل على ضمان دمج الأكراد السوريين في بيئتهم الوطنية. وقد قمنا بجهد وساطة بين الأكراد في شمال شرق سوريا وبعض الفاعلين الأتراك، الذين دعوناهم، في اتصالاتنا المتعددة، إلى تهدئة التوترات، وتجنب أي تصعيد عسكري، وإيجاد صيغة تعايش مناسبة لجميع الأطراف. كما أننا ملتزمون بتسهيل النقاشات بين الأكراد السوريين وجيرانهم. كونوا على ثقة بأننا نتابع عن كثب تطورات الوضع في سوريا، وبأننا ملتزمون بالكامل بدعم حلفائنا الأكراد.