قصص  ـــ ومواعظ اسلاميه
قصص ـــ ومواعظ اسلاميه
May 19, 2025 at 08:06 PM
محمود بن سبكتكين.. «محطم الصنم الأكبر وقاهر الهندوس» أخذ السلطان "محمود" على عاتقه نشر الإسلام في بلاد الهند والقضاء على الوثنية فيها ، وكان كلما فتح بلدًا أو هدم صنمًا أو حطم معبدًا قال الهنود : إن هذه الأصنام والبلاد قد سخط عليها الإله "شيفا " ولو أنه راضٍ عنها لأهلك من قصدها بسوء ، ولم يهتم السلطان "محمود" بالأمر حتى زاد الحديث أكثر وأكثر ، فسأل عن "شيفا" هذا ، فقيل له: إنه أعظم أصنام و كبير آلهة الهنود ، ويعني حرفيًا: «الميمون» يُعرف أيضًا باسم ماهاديفا (حرفيًا: «الإله العظيم») ويعتقد الهنود فيه أن الأرواح إذا فارقت الأجساد اجتمعت إليه على عقيدة التناسخ فيعيدها فيمن شاء، وأن المد والجزر الذي عنده إنما هو عبادة البحر له. عندها زحف السلطان محمود بن سبكتكين الغزنوي بقواته إلي مدينة سومنات التي بها صنم الهندوس الاكبر شيفا ، ولهذا الصنم وقف عشرة آلاف قرية، وعنده ألف كاهن لطقوس العبادة، وثلاثمائة رجل يحلقون رءوس ولحى زواره، وثلاثمائة رجل وخمسمائة امرأة يغنون ويرقصون حول الصنم . استعد جيش هندي عظيم للقتال في سبيل صنمهم ، لكن انتهت المعركة بانتصار المسلمين انتصارا ساحقا ، بحيث إن الهنود صعقوا من هول الصدمة القتالية للمسلمين الطالبين للشهادة في سبيل الله ، وقد ظن الهنود أن إلههم الباطل سيمنعهم ويهلك عدوهم، ونصب المسلمون السلالم على أسوار المدينة وصعدوا عليها وأعلنوا كلمة التوحيد والتكبير وانحدروا كالسيل الجارف داخل المدينة، وحينئذ اشتد القتال مره اخرى وتقدم جماعة من الهنود إلى معبودهم شيفا وعفروا وجوههم وسألوه النصر، واعتنقوه وبكوا لينصرهم ، لكنه حجر لا ينفع و لا يضر . ثم خرجوا للقتال فقتلوا جميعًا ، وهكذا فريق تلو الآخر يدخل للصنم ثم يخرج و يقاتل فيقتل ، قاتل الهنود من اجل صنمهم أشد ما يكون القتال ، حتى راح منهم خمسون ألف قتيل، ولما شعروا أنهم سيفنون بالكلية ، رأى بعض عقلاء الهنود مدى إصرار المسلمين على هدم 'شيفا' وشراستهم في القتال حتى ولو قتلوا جميعاً عن بكرة أبيهم، طلبوا الاجتماع مع السلطان 'محمود' ، وعرضوا عليهم أموالاً هائلة، وكنوزاً عظيمة في سبيل ترك صنمهم الاكبر والرحيل عنه، ظناً منهم أن المسلمين ما جاءوا إلا لأجل الغنائم والكنوز . جمع السلطان 'محمود' قادته، واستشارهم في ذلك، فأشاروا عليه بقبول الأموال للمجهود الضخم والأموال الطائلة التي أنفقت على تلك الحملات الجهادية، فبات السلطان 'محمود' طول ليلته يفكر ويستخير الله عز وجل، ولما أصبح قرر هدم الصنم 'شيفا'، وعدم قبول الأموال وقال كلمته الشهيرة: «وإنى فكرت في الأمر الذي ذكر، فرأيت إذا نوديت يوم القيامة أين 'محمود' الذي كسر الصنم ؟ أحب إلى من أن يقال : الذي ترك الصنم لأجل ما يناله من الدنيا ؟!» وهكذا نرى هذا الطراز العظيم من القادة الربانيين الذين لم تشغلهم الدنيا عن الآخرة، ولا أموال الدنيا وكنوزها عن نشر رسالة الإسلام وخدمة الدعوة إليه، والذين ضربوا لنا أروع الأمثلة في بيان نصاعة وصفاء العقيدة الإسلامية، وأظهروا حقيقة الجهاد في سبيل الله وغاياته النبيلة . قام السلطان الغزنوي محمود بن سبكتكين بتحطيم أعظم أصنام الهندوس - شيفا - سنة416هـ وإقتلع رأسه وجعله عتبة لمسجد غزنة الكبير لتدوس عليه اقدام المسلمين المصلين . 📚 المصادر: * ابن كثير، البداية والنهاية. * البيروني، تحقيق ما للهند من مقولة مقبولة في العقل أو مرذولة. * الذهبي، سير أعلام النبلاء. * محمد سهيل طقوش، تاريخ الدولة الغزنوية. * ‌ «قصـص ومواعظ اســــــــلامـيه» https://whatsapp.com/channel/0029VarqF5UHVvTSyo2nxl2e
Image from قصص  ـــ ومواعظ اسلاميه: محمود بن سبكتكين.. «محطم الصنم الأكبر وقاهر الهندوس»  أخذ السلطان "محم...

Comments