هو الذي يجعل العقيم تنجب، ويجعل الذاريات عقيمًا في سورة الذاريات جاءت هذه اللفظة (عقيم) مرتين، هذه السورة التي بدأت بقدرة الله على إيصال الرزق للناس ببيان مراحل الرزق من الذاريات -الرياح- التي تسوق الخير للناس ثم الحاملات -السحاب- التي تحمل الخير الكثير -وقرًا-، ثم يجري الخير بيسر وسهولة، ويقسم بأمر من الملك سبحانه وتعالى. هذه السورة التي جاء فيها قسم من الله سبحانه بأن الرزق مقسوم ومقدر ﴿وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ﴾ [الذاريات: 22] في هذه السورة يخبرنا الله -سبحانه وتعالى- أن المرأة التي كانت عقيمًا وهي في شبابها ثم أصبحت عجوزًا؛ جعلها الله بقدرته العظيمة ورحمته الواسعة تنجب بعد كل هذا ﴿فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ﴾ [الذاريات: 29] وجعل سبحانه وتعالى الريح التي طالما أتت بالخير والرزق عقيمًا، لا تأتي بأي خير بل أصبحت وبالًا وعقابًا ﴿وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ * مَا تَذَرُ مِن شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلَّا جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ﴾ [الذاريات: 41-42] فالله سبحانه وتعالى يملك الأسباب وقادر على تغييرها وتبديلها في لحظة؛ فيجعل العقيم تنجب، ويجعل الذاريات عقيمًا، فلا تتعلق بالأسباب فإنها قد تتغير في لحظة ولكن كما جاء في ختام السورة ﴿فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ (٥٠) وَلا تَجْعَلُوا مَعَ اللَّهِ إِلهاً آخَرَ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ﴾ [الذاريات: 50-51] ثم قال سبحانه تأكيدًا على مسألة الرزق وأنها بيده ولا ينبغي أن تشغلك عن عبوديته ﴿وَما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ (٥٦) مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَما أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ (٥٧) إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ (٥٨)﴾ [الذاريات] د. أحمد عبد المنعم #معهد_المالية_الإسلامية.  #مطعمه_حلال.