المؤشرات الساخنة تتوالى بشأن احتمالية أن يكون الشرق الأوسط على موعد مع حدث كبير يرتبط بدرجة أساسية بهجوم على إيران. ويبدو أن الولايات المتحدة تمارس أقصى درجات الضغط، مستخدمةً إسرائيل واحتمال توجيه ضربة للبرنامج النووي الإيراني كأداة رئيسية ضمن هذه الضغوط. القفزة النوعية في حدة الإشارات والضغوط تشير إلى أن الخيار العسكري بات مطروحًا بجدية، خاصة بعد ما تسرّب من مؤشرات تفيد برفض إيران العرض الأمريكي الأخير بشأن النسخة الجديدة من الاتفاق النووي. ومع ذلك، من المهم التأكيد على أن أي هجوم على إيران لن يكون نزهة، إذ تبقى احتمالات النجاح أو الفشل ضبابية إلى حد كبير. ولا يمكن الاستهانة بقدرات إيران العسكرية، التي تُمكنها من رفع كلفة أي ضربة قد تتعرض لها، سواء على مستوى الرد المباشر أو من خلال حلفائها الإقليميين. الخطر الأكبر يتمثل في احتمال تنفيذ ضربة لا تنجح في تحييد القدرات النووية الإيرانية بشكل فعلي، خاصة في ظل اعتماد طهران على استراتيجية "الإبرة في كومة القش"، عبر تمويه وتحصين وإخفاء المكونات الحاسمة لبرنامجها النووي، وهو ما يبقي الاحتمالات مفتوحة. بطبيعة الحال، لا يمكن التقليل من القدرات العسكرية والأمنية لكل من الولايات المتحدة وإسرائيل، وتجارب الحروب الأخيرة، سواء في الشرق الأوسط أو أوكرانيا، أظهرت أن الضربات الأمنية قد تكون أشد أثرًا من الضربات العسكرية التقليدية. وهنا يكمن التهديد الأخطر على إيران، في ظل بيئة داخلية سبق أن تعرضت لاختراقات وضربات أمنية موجعة، ما يجعلها أكثر عرضة لأي تصعيد غير تقليدي خلال الفترة المقبلة.