
ثَـغـرْ الأَسـلُـمِـيـة.
May 22, 2025 at 01:45 PM
*الأصل الثاني من الأصول الثلاثة :-*
*معرفةُ دِين الإسلام بالأدلة.*
*وهو: الاستسلامُ للّٰـه بالتوحيد،* *والانقيادُ له بالطاعة، والبَراءةُ مِنَ الشركِ وأهلِه.*
*وهو ثلاثُ مراتب: (الإسلام والإيمان والإحسان)، وكلُّ مرتبةٍ لها أركان.*
*المرتبة الأولى :- الإسلام.*
*فـ أركان الإسلام خمسة:- شهادةُ أَنْ لا إلـٰه إلا اللّٰـه وأنَّ محمداً رسولُ اللّٰـه، وإقامُ الصَّلاة، وإيتاءُ الزَّكاة، وصومُ رمضان، وحجُّ بيت اللّٰـه الحرام.*
*فدليلُ الشهادة قولُه تعالى: {شَهِدَ اللّٰـهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}.*
*ومعناها: لا معبودَ بحقٍّ إلَّا اللّٰـه.*
*(لا إِلَـٰهَ) نافياً جميعَ ما يُعبَدُ مِنْ دون اللّٰـه.*
*(إلَّا اللّٰـه) مثبتاً العبادةَ للّٰـه وحدَه لا شريكَ له في عبادته، كما أنَّه لا شريكَ له في ملكه.*
*وتفسيرُها الذي يوضِّحُها قولُه تعالى: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ ❊ إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ ❊ وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}، وقولُه:-* *{قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللّٰـهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللّٰـهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ}.*
*ودليلُ شهادة أنَّ محمداً رسولُ اللّٰـه قولُه تعالى: {لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بَالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ}.*
*ومعنى شهادةِ أنَّ محمداً رسولُ اللّٰـه: طاعتُه فيما أمر، وتصديقُه فيما أخبر، واجتنابُ ما نهى عنه وزجر، وأنَّ لا يَعبُدَ اللّٰـهَ إلَّا بما شَرَّع.*
*ودليلُ الصلاةِ والزكاةِ وتفسير التوحيد، قولُه تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللّٰـهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ}.*
*ودليلُ الصيام قولُه تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}.*
*ودليلُ الحجِّ قولُه تعالى: {وَلِلَّـهِ عَلَى النَّاسِ حَجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللّٰـهَ غَنِيُّ عَنِ الْعَالَمِينَ}.*
*المرتبة الثانية:- الإيمان.*
*وهو بِضْعٌ وسبعونَ شُعْبَة، فأعلاها قولُ (لا إلـٰه إلا اللّٰـه)، وأدناها إماطةُ الأذى عَنِ الطَّريق، والحياءُ شعبةٌ مِنَ الإيمان.*
*وأركانُه ستة:- أنْ تُؤمنَ باللّٰـه، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وتؤمنَ بالقدرِ خيرِه وشرِّه.*
*والدليلُ على هذه الأركان الستة قولُه تعالى: {لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ}.*
*ودليلُ القدر قولُه تعالى: {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بَقَدَرٍ}.*
*المرتبة الثالثة:- الإحسان.*
*ركنٌ واحد، وهو: أَنْ تعبدَ اللّٰـهَ كأنَّك تراه، فإنْ لم تكن تراه فإنَّه يراك.*
*والدليلُ قولُه تعالى: {إِنَّ اللّٰـهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ}،* *وقولُه: {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ ❊ الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ ❊ وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ ❊ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}، وقولُه: {وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِن قُرْآنٍ وَلاَ تَعْلَمُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلاَّ كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُوداً إِذْ تُفِيضُونَ فِيْهِ...} الآية.*
*والدليلُ مِنَ السُّنَّة: حديثُ جبرائيل* *المشهور عن عمرَ رَضِيَٱللَّـهُعَنْهُ قال:*
*بَيْنَما نَحْنُ جُلُوسٌ عِنْدَ رَسُولِ اللّٰـهِ ﷺ ذَاتَ يَومٍ، إذْ طَلَعَ عَلَينا رَجُلٌ شَديدُ بَياضِ الثِّيابِ، شَديدُ سَوَادِ الشَّعْرِ، لا يُرَى عَلَيهِ أثَرُ السَّفَرِ، وَلا يَعْرِفُهُ مِنَّا أحَد.*
*حَتَّى جَلَسَ إِلَى النَّبيِّ ﷺ، فَأَسْنَدَ رُكْبَتَيهِ إِلَى رُكْبَتَيهِ، وَوَضعَ كَفَّيهِ عَلَى فَخِذَيهِ، وَقالَ: يَا مُحَمَّدُ، أخْبرني عَنِ الإسلام؟*
*فَقَالَ رَسُولُ اللّٰـه ﷺ: ((الإسلامُ: أنْ تَشْهدَ أنْ لا إلـٰهَ إلا اللّٰـه وأنَّ مُحمَّداً رسولُ اللّٰـه، وتُقيمَ الصَّلاةَ، وَتُؤتِيَ الزَّكَاةَ، وَتَصومَ رَمَضَانَ، وَتَحُجَّ البَيتَ إن اسْتَطَعْتَ إِلَيْهِ سَبيلاً)).*
*قَالَ: صَدَقْتَ.*
*فَعَجِبْنَا لَهُ يَسْأَلُهُ وَيُصَدِّقهُ!*
*قَالَ: فَأَخْبرنِي عَنِ الإِيمَانِ؟*
*قَالَ: ((أنْ تُؤمِنَ باللّٰـهِ، وَمَلائِكَتِهِ، وَكُتُبهِ، وَرُسُلِهِ، وَاليَوْمِ الآخِر، وتُؤْمِنَ بالقَدَرِ خَيرِهِ وَشَرِّهِ)).*
*قَالَ: صَدقت.*
*قَالَ: فأَخْبرني عَنِ الإحْسَانِ؟*
*قَالَ : ((أنْ تَعْبُدَ اللّٰـهَ كَأنَّكَ تَرَاهُ فإنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فإنَّهُ يَرَاكَ)).*
*قَالَ فَأَخْبِرْنِى عَنِ السَّاعَةِ؟*
*قَالَ: ((مَا الْمَسْئُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ)).*
*قَالَ: فَأَخْبِرْبِى عَنْ أَمَارَتِهَا؟*
*قَالَ: ((أَنْ تَلِدَ الأَمَةُ رَبَّتَهَا وَأَنْ تَرَى الْحُفَاةَ الْعُرَاةَ الْعَالَةَ رِعَاءَ الشَّاءِ يَتَطَاوَلُونَ فِي الْبُنْيَانِ)).*
*قَالَ: ثُمَّ انْطَلَقَ، فَلَبِثْتُ مَلِيًّا ثُمَّ قَالَ لِي: ((يَا عُمَرُ أَتَدْرِى مَنِ السَّائِلُ؟)).*
*قُلْتُ: اللّٰـهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ!*
*قَالَ: ((فَإِنَّهُ جِبْرِيلُ أَتَاكُمْ يُعَلِّمُكُمْ دِينَكُمْ)).*