ثَـغـرْ الأَسـلُـمِـيـة.
May 23, 2025 at 02:13 AM
*الأصل الثالث من الأصول الثلاثة:*
*مَعْرِفَة نَبِيِّكُمْ مُحَمَّد ﷺ وَهُوَ: مُحَمَّد بْنُ عَبْد اللَّه بْن عَبْدِ الْمُطَّلِب بْن هَاشِم وَهَاشِم مِنْ قُرَيْش، وَقُرَيْش مِنَ الْعَرَب، وَالْعَرَب مِنْ ذُرِّيَّةِ إِسْمَاعِيل، ابْن إبْرَاهِيم الْخَلِيل، عَلَيْهِ وَعَلَىٰ نَبِيِّنَا أَفْضَلُ الصَّلَاةِ وَالسَّلَام، وَلَهُ مِنْ الْعُمْرِ: ثَلَاث وَسِتُّونَ سَنَة، مِنْهَا أَرْبَعُونَ قَبْلَ النُّبُوَّة وَثَلَاث وَعِشْرُونَ نَبِيًّا وَرَسُولًا، نبيء بِإقْرَأْ، وأُرْسَل بِالمُدَّثِّر وَبَلَدُهُ مَكَّة وَهَاجَرَ إلَى الْمَدِينَة.*
*بَعَثَهُ اللَّهُ بِالنِّذَارَة عَنْ الشِّرْك، وَيَدْعُو إلَى التَّوْحِيد*
*وَالدَّلِيلُ قَوْلُهُ تَعَالَىٰ:*
*{يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ ❊ قُمْ فَأَنْذِرْ❊وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ ❊*
*وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ❊ وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ❊وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ❊وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ❊}*
*وَمَعْنَى {قُمْ فَأَنْذِر}ْ: ينذر عَنْ الشِّرْك وَيَدْعُو إِلَى التَّوْحِيد.*
*{وَرَبَّكَ فَكَبِّر}ْ أَيْ:َ عَظَّمْهُ بِالتَّوْحِيد.*
*{وَثِيَابَك فَطَهِّر}ْ أَيْ: طَهِّرْ أَعْمَالَك مِنْ الشِّرْك.*
*{وَالرّجْزَ فَاهْجُر}ْ الرّجْزَ: الأَصْنَام وَهَجَرَهَا تَرَكَهَا، وَالبَرَاءَةُ مِنْهَا وَأَهْلهَا.*
*أَخَذَ عَلَىٰ هَذَا عَشْرَ سِنِين يَدْعُو إِلَى التَّوْحِيد وَبَعْدَ العَشْر عُرِجَ بِهِ إِلَى السَّمَاء وَفُرِضَتْ عَلَيْهِ الصَّلَوَاتُ الخَمْس، وَصَلَّىٰ فِي مَكَّةَ ثَلاَثَ سنَين، وَبَعْدَهَا أُمِرَ بِالهِجْرَةِإِلَى المَدِينَة.*
*وَالهِجْرَة: هِيَ الأَنْتِقَال مِنْ بَلَدِ الشِّرْك إِلَى بَلَدِ الإِسْلَام*
*وَالهِجْرَةُ فَرِيضَةٌ عَلَىٰ هَذِهِ الأُمَّة مِنْ بَلَدِ الشِّرْك إِلَى بَلَد الإِسْلَام وَهِيَ بَاقِيَةٌ إِلَى أَنْ تَقُومَ السَّاعَة*
*وَالدَّلِيلُ قَوْلُه تَعَالَىٰ:{إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنتُمْ ۖ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ ۚ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا ۚ فَأُولَٰئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ ۖ وَسَاءَتْ مَصِيرًا ❊ إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلَا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا ❊ فَأُولَٰئِكَ عَسَى اللَّهُ أَن يَعْفُوَ عَنْهُمْ ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَفُوًّا غَفُورًا}(النساء97)*
*وقوله تعالىٰ:{يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ }(العنكبوت56)*
*قَالَ البَغَوِيّ _رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَىٰ: سَبَبُ نُزُولِ هَذِهِ الآيَةِ فِي المُسْلِمِينَ الَّذِينَ بِمَكَّةَ لَمْ يُهَاجَرْوَا؛ْ نَادَاهُمْ اللَّهُ بِأَسْمِ الإِيمَانِ.*
*وَالدَّلِيلُ عَلَىٰ الهِجْرَةِ مِنَ السُّنَّةِ قَوْلُه ﷺ: "لاتَّنْقَطِعُ الهِجْرَةُ حَتَّىٰ تَنْقَطِعَ التَّوْبَة وَلاتنْقطَعُ التَّوْبَة حَتَّىٰ تَطْلُع الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا"*
*فَلَمَّا اسْتَقَرَّ بِالمَدِينَةِ أَمْر بِبَقِيَّة شَرَائِع الإِسْلَام مِثْل الزَّكَاةَ،ِ وَالصَّوْم، وَالجِهَاد وَالآذَان،ِ وَالأَمْر بِالمَعْرُوف وَالنَّهْي عَنِ المُنْكَر وَغَيْر ذَلِكَ مِنْ شَرَائِع الإِسْلَام أَخَذَ عَلَىٰ هَذَا عَشْرَ سِنِين وَبَعْدَهَا تُوُفِّيَ صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَدِينُهُ بَاقِ، وَهَذَا دِينَهْ، لَا خَيْرَ إِلَّا دَلَّ الأُمَّةَ عَلَيْه، وَلَا شَرَّ إِلَّا* *حَذرَهَا منه، وَالخَيْرُ الَّذِي دَلَّ عَلَيْه: التَّوْحِيد؛ وَجَمِيعُ مَايْحَبَه اللَّهُ وَيَرْضَاه،*
*وَالشّرّ الّذِي حَذّرَ مَنْهَ: الشِّرْك وَجَمِيع مَايَكْرِهَهُ اللّهُ وَيَأْبَاه،*
*بَعَثَهُ اللَّهُ إِلَى النَّاسِ كَافَّةَ، وَافْتَرَضَ اللَّهُ طَاعَتَهُ عَلَىٰ جَمِيعِ الثَّقَلَيْن: الجِنّ وَالإِنْس وَالدَّلِيلُ قَوْلُهُ تَعَالَىٰ:{ُقُلْ يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا} (الأَعراف: 15)*
*وَأَكْمَلَ اللَّهُ بِهِ الدَّيْن، وَالدَّلِيلُ قَوْله تَعَالَىٰ:{اليَوْمَ أَكْمَلْت لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لكُمْ الإِسْلَامَ دِينًا} (المَائدة: 5)*
*وَمَنْ كَذَّبَ بِالبَعْث كَفَر، وَالدَّلِيل قَوْله تَعَالَىْٰ:{زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنْبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَىٰ اللَّهِ يَسِير}ُ (التغابن:ْ7)*
*وَأَرْسَلَ اللَّهُ جَمِيعَ الرُّسُل مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَالدَّلِيلُ قَوْله تَعَالَىٰ:{ُرْسَلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَىٰ اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُل}(ِالنِّساء: 165)*
*وَأَوَّلُهُمْ نُوحٌ عَلَيْهِ السَّلَام، وَآخِرُهُمْ مُحَمَّدٌ ﷺ وَالدَّلِيلُ عَلَىٰ أَنَّ أَوَّلَهُمْ نُوحٌ عَلَيْهِ السَّلامُ قَوْلُهُ تَعَالَىٰ:{إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِه}(ِالنساء: 163)*
*وَكُلُّ أُمَّة بَعَثَ اللَّهُ إِلَيْهَا رَسُولًا مِنْ نُوحٍ إِلَى مُحَمَّد؛ يَأْمُرُهُمْ بِعِبَادَةِ اللَّهِ وَحْدَه، وَيَنْهَاهُمْ عَنْ عُبَادَة الطَّاغُوت، *وَالدَّلِيلُ قَوْلُهُ تَعَالَىٰ:{وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوت}(َالنحل:36)*
*وَافْتَرَضَ اللَّهُ عَلَىٰ جَمِيعِ العِبَادِ الكُفْرَ بِالطَّاغُوتِ وَالإِيمَانُ بِاللَّه ِ .*
*قَالَ انبن القَيِّمُ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى_ الطَّاغُوت: مَاتَجَاوِزْ بِهِ العَبْدُ حَدَّهُ مِنْ مَعْبُودٍ أَوْ مِتْبُوعَ،ٍ أَوْ مُطَاعٍ وَالطَّوَاغِيتُ كَثِيرَةٌ وَرُؤُوسُهُمْ* *خَمْسَة︙إِبْلِيس لَعَنَهُ اللَّه وَمنْ عُبْد وَهُوَ رَاضِ؛ وَمَنْ دَعَا النَّاسَ إِلَى عبَادَةَ نَفْسَه، وَمَن ادَّعَىٰ شَيْئًا مِنْ عِلْمِ الغَيْب، وَ حَكَمَ بِغَيْرِ مَاأَنْزَلَ اللَّهُ وَالدَّلِيلُ قَوْلُهُ تَعَالَىٰ:{ُلاَ إِكْرَاهَ فِي الدَّيْنِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنُ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالعُرْوَةِ الوُثْقَى}(البقرة: 256)*
*وَالدَّلِيلُ عَلَىٰ مَوْتِهﷺِ قَوَلَهَ َتَعَالَىٰ:{إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ *ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ عِندَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُون}َ (الزمر: 30_31)*
*وَالنَّاسُ إِذَا مَاتُواْ يُبْعَثُونَ، وَالدَّلِيلُ قَوْلُهُ تَعَالَىٰ:{مَنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى} (طَه: 55)*
*وَقَوْلُهُ تَعَالَىْٰ:{ وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنْ الأَرْضِ نَبَاتًا *ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ إخْرَاجَا}(نُوح:17_18)*
*وَبَعْدَ البَعْثِ مُحَاسَبُونَ وَمَجْزِيُّون بِأَعْمَالِهِمْ، وَالدَّلِيلُ قَوْله تَعَالَىٰ:{لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِي الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالحُسْنَى} (النجم: 31)*