منشورات جميلة تحتوي قصص قبل النوم فيها حكم وعبر وبالإضافة إلى تغريدات صحية للإفادة
June 9, 2025 at 09:08 PM
قصة اليوم احبتي :
ألبيرت شوويتزر.. العبقري الذي سمع أنين القلوب خلف الغابات
في أوائل القرن العشرين، كان اسم "ألبيرت شوويتزر" يُتداول في أروقة الجامعات والمسارح الكبرى في أوروبا بكل فخر. كان يُلقب بـ**"الرجل المعجزة"**: فيلسوف لامع، حاصل على الدكتوراه، أستاذ جامعي في السوربون، وعازف أرغن متميز لا يُضاهى، كتب عن حياة باخ، وأذهل كبار النقاد بفهمه العميق للفن والموسيقى والدين.
كان يعيش حياة أرستقراطية مثالية، يلبس أفضل الثياب، يُحاط بالاحترام، وتُفتح له أبواب القصور والمراكز البحثية... لكن شيئًا ما في قلبه لم يكن مرتاحًا.
وفي أحد الأيام، بينما كان يقرأ مجلة عادية، وقع بصره على إعلان صغير جدًا، ربما لم يكن أحد ليعيره اهتمامًا:
"نحن بحاجة إلى أطباء لخدمة السكان الأفارقة في الغابون. لا أطباء. لا مستشفيات. لا علاج. فقط المعاناة والمو*ت الصامت."
توقّف شوويتزر عند الإعلان طويلًا... وأحس كأن الكلمات تخرج من الورقة وتخترق قلبه.
في تلك اللحظة، اتخذ قرارًا سيغيّر مجرى حياته بالكامل:
"سأترك كل شيء... وسأذهب لأخدم هناك."
وهكذا، في سن الثلاثين، وبينما كان الجميع يحتفل بنجاحه ويدعوه للمؤتمرات والاحتفالات، دخل هو إلى كلية الطب كطالب مستجد. تحمل السخرية، والاستغراب، وكلام الناس:
"هل جننت؟! تترك الشهرة والمكانة لتذهب إلى الأدغال؟!"
لكنه لم يتراجع.
بعد سنوات من الدراسة المضنية، ووسط الحرب العالمية الأولى، سافر شوويتزر وزوجته إلى قلب أفريقيا، إلى منطقة مغمورة تدعى لامباريني، في الغابون.
ما وجده هناك لم يكن مستشفى، بل قطعة أرض موحلة. لا مياه، لا كهرباء، لا معدات. لكنه لم ييأس.
بنفسه، بدأ يجمع الخشب، يصنع الأسرة، يطهر الجروح، يعالج المرضى، يجري العمليات الجراحية على ضوء الشمس أو مصباح زيت.
كان يُعرف بين الأهالي بلقب "الطبيب الأبيض صاحب القلب الكبير".
جاءه الآلاف من أنحاء أفريقيا، حفاة، مر*ضى، جو*عى، وبدأ المستشفى البسيط يكبر ويكبر.
كان يرفض أخذ أي مقابل، ويقول:
"الإنسان لا يجب أن يُسعّر... من يحتاج، نعالجه."
بعد عقود من العطاء، سمع العالم بصنيع هذا الطبيب الغريب. وبدأت الصحف تتحدث عنه:
"عالم موسيقي يتحول إلى طبيب غابة!"
"أوروبا أرسلت فيلسوفها.. فعاد إليها منقذا."
وفي عام 1952، تلقى شوويتزر جائزة نوبل للسلام، لا بسبب كتاب كتبه أو حرب أوقفها، بل لأنه اختار أن يُنقذ آلاف الأرواح في صمت... بعيدًا عن الأضواء.
وفي خطابه المؤثر قال:
"لقد تعلمت في الأدغال أن أضع مبدأًا واحدًا لحياتي: احترام الحياة... كل حياة، حتى أضعف كائن فيها، له الحق أن يُعاش بكرامة."
ظل في أفريقيا حتى آخر يوم في عمره، حيث دُفن بين الناس الذين أحبهم وخدمهم، في أرض لامباريني التي صارت رمزًا للرحمة والتضحية.
🌺 في حفظ الله ورعايته 🌺
❤️
1