قصة اليوم احبتي : في يومٍ غائمٍ لا يوحي بشيء غير اعتيادي، دخل تاجرٌ غريب ملامحه إلى قريةٍ هادئة كانت تعاني من كارثة صغيرة... الفئران! كانت تتجول في الأزقة، تقفز بين البيوت، وتعيش بلا خوفٍ من أحد. لكن هذا الرجل الغريب غيّر كل شيء بكلمةٍ واحدة فقط. وقف وسط السوق، ونادى بأعلى صوته: "أدفع 100 دولار مقابل كل فأر!" عمّ الصمت لثوانٍ، ثم تعالت الهمسات... هل هو مجنون؟ أم أنه يمزح؟ لكن سرعان ما بدأ البعض يجربون حظهم. وبالفعل، كان الرجل يدفع نقدًا لكل فأر يُقدَّم إليه! بدأت القرية تتحول إلى ساحة مطاردة. شيوخ، شباب، أطفال، حتى النساء تركن الأشغال وبدأن يطاردن الفئران! كل زاوية، كل جحر، كل ثقب أصبح هدفًا... الفأر اليوم يساوي ثروة! وبينما لا يزال الغبار يعلو من أثر الصيد المحموم، ظهر التاجر من جديد بإعلانٍ نا*ري: "سأدفع 200 دولار للفأر!" انفجر الحماس، وتحوّلت القرية إلى خلية نحل لا تنام. تسلّق الناس الأسطح، حفروا الأرض، قلبوا البيوت رأسًا على عقب، كل ذلك لأجل الفأر الغالي. وما هي إلا أيام، حتى دوّى إعلان ثالث: "500 دولار للفأر الواحد!" الجنون الحقيقي بدأ. لم يعد أحد ينام. أصوات المطا*ردات لا تتوقف، وتحوّل الليل إلى نهار. الناس صاروا يحلمون بالفئران، وكأنهم يرون فيها مفاتيح القصور! وبالفعل، اختفت الفئران. كل فأر تم اصطياده وبيعه... انتهى الأمر. لكن التاجر لم ينهِ لعبته بعد. خرج عليهم بابتسامةٍ ماكرة، وقال: "سأسافر في مهمة عمل، وأعود بعد أسبوع... سأشتري الفأر بألف دولار!" وترك خلفه مساعده لحراسة ما جمعه من فئران. انقلبت القرية على نفسها! ألف دولار!؟ الفأر أصبح أثمن من الذهب! لكن لم يتبقَ أي منها... وهنا بدأت الخطة الحقيقية تنكشف. بدأ المساعد يهمس هنا وهناك: "أعرف أنكم تريدون الفئران... أستطيع بيع بعضها لكم، سرًا... بـ700 دولار فقط." كالنار في الهشيم، انتشر الخبر. أقبل الناس بجنون، باعوا حليهم، رهنوا بيوتهم، اقترضوا من بعضهم، كل ذلك ليشتروا الفئران طمعًا في الربح القادم. "أريد عشرة!" "أعطني عشرين!" "سأدفع 800 إن لزم الأمر!" وبهدوء، جمع المساعد المال، باع كل ما لديه... ثم رحل. ومع الأيام... انتظر الناس عودة التاجر. يوم... يومان... أسبوع... شهر... لكنه لم يعد أبدًا. ولن يعود. العبرة: ليست كل صفقةٍ مغرية طريقًا إلى الثراء، ففي عالم الطمع، من لا يستخدم عقله… يُباع له الوهم بأغلى ثمن. 🌺 في حفظ الله ورعايته 🌺