
قناة أخبار اليوم اليمنية
June 7, 2025 at 08:06 PM
نداء الصدق والوطن إلى مشايخ مأرب وأبنائها وساكنيها والنازحين إليها
سيف محمد الحاضري
أقولها لكم من القلب، ناصحة لا مترددة،
صادقة لا مجاملة فيها:
إنكم – بقدر الله وإرادته – خُلقتم على قدر هذا الدور،
أن تكونوا السدّ الأخير في وجه الارتداد الإمامي والمشروع الطائفي الإيراني،
أن تكونوا الدرع الأخير للجمهورية، والميدان الذي تُحسم فيه معركة المصير.
هذه ليست معركة مأرب وحدها...
إنها معركة كل اليمنيين، وقد شاء الله أن تكون أرضكم منطلق الصمود ومحراب الكرامة.
فإما أن تتوحدوا على كلمة سواء، فتصنعوا نصرًا لله، وللدين، وللجمهورية اليمنية،
وإما – لا قدر الله – أن تتفرّقوا وتتنازعوا، فيسقط الجميع،
ولا يكون السقوط حينها سقوط مأرب، بل سقوط ما تبقى من الجمهورية، والكرامة، والحرية، والمشروع الوطني برمّته.
اليوم، كلّكم مستهدفون.
وعدوكم، وإن اختلفت أدواته، واحد.
الحوثي ومن خلفه، لا يميّزون بين قبيلة وأخرى، ولا بين مكوّن وآخر، بل يرونكم كتلة واحدة يجب إسقاطها واستئصالها.
صراعات الأمس أدّت إلى تمزيق الجبهة الوطنية،
وأحقاد اليوم توشك أن تجهز على آخر قلاع الجمهورية.
أقولها بوضوح أكبر:
الاستهداف لم يعد سياسيًا فقط، بل وجوديًا.
وسأكون أكثر صراحة:
منذ اليوم الأول لتعيين الشيخ سلطان العرادة محافظًا لمأرب،
بدأت خيوط مؤامرة لإسقاطه،
ولم تتوقف حتى اليوم.
ليس لأنهم يختلفون معه على برنامج أو موقف،
بل لأنهم يدركون أن وجوده في مأرب يعني بقاء مأرب واقفة، وبقاء مشروع التحرير حيًّا.
ولأكون صريحًا أكثر:
من داخل الشرعية، قبل خارجها، هناك من يسعى لتهيئة المسرح لإزاحته،
وما كل اضطراب أمني، أو فوضى، أو اشتباك، إلا إحدى أدوات هذه المؤامرة.
هناك أربعة أعضاء في مجلس القيادة الرئاسي، يعملون – دون كلل – على تفكيك مأرب من الداخل،
ويمنّون النفس بيوم تسقط فيه المدينة والفكرة والرمز.
لكنهم، بإذن الله، لن ينجحوا...
لن ينجحوا ما دام في مأرب رجال كالأرض: ثابتون، وفيهم وعي، وإيمان، واستعداد للذود عن شرفهم ومشروعهم حتى النفس الأخير.
زعزعة مأرب ليست عبثًا محليًا، بل مشروع خارجيّ مدفوع، يهدف إلى إسقاط روح المقاومة في اليمن كله.
وأي فوضى – مهما صغرت – تعني تمهيد الطريق للخراب.
يا أهل مأرب، يا مشايخها، يا نازحيها، يا جرحاها ومرابطيها،
أنتم اليوم حائط الصد الأخير،
فإما أن تتماسَكوا وتستعصوا،
أو تفتحوا للخراب أبوابًا لا تُغلق.
إن الله جمعنا على هذه الرقعة الجغرافية لا عبثًا ولا صدفة،
بل لحكمة، ولقدر، ولرسالة.
مصيرنا واحد... لا نجاة لأحد دون الآخر.
إما أن نعيش أحرارًا، نكمل معركة التحرير حتى نهايتها،
وإما أن نسقط مفرّقين، وتكتبنا الأجيال كشهود عصر فشلوا في حماية آخر معاقل جمهوريتهم.
لا وقت للمعارك الصغيرة، ولا مكان للعبث الأمني أو العبث السياسي.
المرحلة مرحلة اصطفاف وطني شجاع خلف القيادة الميدانية،
وعلى رأسها الشيخ سلطان العرادة، والجيش، والأمن، والقبائل الشريفة.
قفوا صفًا واحدًا...
ولتكن مأرب من جديد، لا مجرد جبهة، بل قلب اليمن وقضيته.
🌹
1