كربلاء المقدسة – السبت 3 ذو الحجة 1446هـ ألقى سماحة السيد مهدي الحسيني الشيرازي محاضرة توجيهية على جمع من الخطيبات في كربلاء المقدسة، وذلك في مقر جمعية المودّة والازدهار، حيث تناول في خطابه مجموعة من القضايا العقائدية والتربوية والتنظيمية، مركّزاً على أهمية الدور النسوي في نشر الوعي الديني والإصلاح المجتمعي. افتتح سماحته كلمته بالتنبيه إلى آثار الغيبة الكبرى، معتبراً أنّ من أبرز مشاكلها الضياع وفقدان البوصلة في معرفة الوظيفة الشرعية والواجبات العملية، مؤكداً على ضرورة الرجوع إلى الروايات الشريفة لفهم العقيدة والأخلاق والأحكام. كما أشار إلى أن لنهضة الإمام الحسين عليه السلام بُعدين: أحدهما عاطفي يمهّد لطاعة الله تعالى، والآخر عملي في اتباع المنهج الإلهي، مشدداً على أن العاطفة يجب أن تكون وسيلة للتكليف لا بديلاً عنه. وفي معرض حديثه عن مسؤوليات الخطيب والخطيبة، أكد السيد أن الالتزام الشخصي في العقيدة والعمل والأخلاق هو الشرط الأساس للقبول عند أهل البيت عليهم الصلاة والسلام، محذراً من الركون إلى الألقاب دون مضمون، وقال: "لا تتصور أنك خطيب وتبقى مقبولاً كذلك إلى النهاية"، ذاكراً قصة مؤثرة عن السيد جعفر الشيرازي (اخ المرجع الميرزا مهدي الشيرازي) في هذا السياق. وفي المحور التربوي، ركّز سماحته على ضرورة تربية البنات على الأخلاقيات الرفيعة، مبيّناً أثر الورع والتقوى في صلاح الأسرة والمجتمع، واستشهد برواية عن فاطمة الزهراء عليها السلام في بيان صفات شيعة أهل البيت عليهم الصلاة والسلام، وكيف أن الحب والولاء لا يكفيان ما لم يُقرَنا بالعمل والامتثال، مع توضيح أن محبيهم ينالون الشفاعة بعد تطهيرهم من الذنوب. وتناول السيد في ختام محاضرته ثلاث نقاط مهمة في الشأن العملي والتنظيمي: 1- ضرورة تأسيس نقابة أو رابطة للخطيبات تتكفّل بمتابعة شؤونهن وحل مشاكل العمل والنشاط المجتمعي. 2- الاهتمام بتخريج خطيبات متمكنات يجمعن بين العمق العلمي والأسلوب المؤثر. 3- الدعوة إلى تسهيل أمور الزواج، ورفض التعقيد الذي يؤدي إلى انتشار الفساد والانحراف في المجتمع. وقد خُصِّص محور ختامي للأسئلة والأجوبة، شهد تفاعلاً كبيراً من الحاضرات، وطرحاً جادّاً لمجموعة من القضايا الاجتماعية والدينية. الفعالية عكست وعياً متزايداً بأهمية تأهيل الخطيبة والمرأة الرسالية لتكون عنصراً فاعلاً في نشر الهداية وخدمة قضايا الأمة. https://t.me/mahdialshirazi/927