وقفات مع حديث الغدير ( غدير خم): ___&___ _كانت هذه الحادثة في حجة الوداع في ال18 من ذي الحجة، أثناء رجوع النبي صلى الله عليه وسلم من الحج قبيل وفاته بثلاثة أشهر تقريبا. _هذه الحادثة أخرجها الإمام مسلم في صحيحه من حديث زيد بن أرقم قال : [ قام رسول الله فينا خطيباً بماء يُدعى خما بين مكة والمدينة فحمد الله وأثنى عليه وأثنى عليه ووعظ وذَكّر ثم قال : ( أما بعد ألا يا أيها الناس إنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب وأنا تارك فيكم ثقلين أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله وأستمسكوا به ) قال : فحث على كتاب الله ورغّب فيه ثم قال : ( وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي ,أذكركم الله في أهل بيتي , أذكركم الله في أهل بيتي ) قال حصين الراوي عن زيد ومن أهل بيته يا زيد أليس نساءه من أهل بيته قال : نعم ولكن أهل بيته من حُرم الصدقة بعده . قال : ومن هم ؟ قال : هم آل علي وآل عقيل وآل جعفر وآل العباس . قال : كل هؤلاء حُرم الصدقة ؟ , قال : نعم . ] أخرجه الإمام مسلم في صحيحه. _جاءت زيادة خارج مسلم كما عند الترمذي وأحمد والنسائي وغيرهم و هي التي فيها زيادة ( من كنت مولاه فعلي مولاه ) وهي زيادة يصححها كثير من اهل العلم ويضعفها ابن حزم وابن تيمية رحمهم الله. _كما جاءت زيادة أخرى خارج صحيح مسلم وهي ( اللهم والي من ولاه وعاد من عاداه) وهذه أيضا إختلف فيها أهل العلم , هناك من أهل العلم من صححها وهناك من ضعفها. _ويروي الشيعة زيادة مكذوبة وهي (وأنصر من نصره وأخذل من خذله وأدر الحق معه حيث دار ) _غدير خم يبعد عن مكة قريباً من 250 كيلو متر , أي ان الموقع الذي حصلت فيه الحادثة هو أقرب للمدينة منه لمكة وهذا رد على من يزعم ان رسول الله خطب يوم الغدير في مجتمع الحجيج. _يستدل الشيعة بهذا الحديث ( من كنت مولاه فعلي مولاه) على استحقاق الخلافة لعلي بن ابي طالب رضي الله عنه بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم مباشرة. وهذا استدلال واهي مرفوض فالمولى تأتي في اللغة بمعاني كثيرة منها الرب والمالك والمنعم والناصر والمحب و الحليف والعبد والمعتق وبن العم والصهر ..الخ. والمقصود بالمولى هنا هو نفس المقصود به في بعض الآيات الأخرى مثل قوله تعالى { إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ } وقوله تعالى( والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض) فهي ولاية محبة ونصرة بدليل زيادة( اللهم والي من والاه وعادي من عاداه) والتي يثبتها الشيعة أنفسهم. والمقصود من كان يحبني فليحب عليا. _لو كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد بذلك الخلافة وتعيينها لعلي رضي الله عنه بعده لكان أتى بكلمة صريحة واضحة، وليست كلمة تحتمل معاني كثيرة. _لو كان نبينا صلى الله عليه وسلم يقصد بذلك الخلافة لعلي لكان صرح بذلك أمام المسلمين في الحج في عرفة ليشهد على ذلك جميع من حضر حتى لا يغدر اهل المدينة(كما يزعم الشيعة) وليس ان يؤخره حتى اثناء رجوعه وقربه للوصول للمدينة في غدير خم. _فالخلاصة: ليس لهذه الحادثة ميزة واتخاذها يوم عيد يحتفلون به بدعة محدثة لم يفعلها خير القرون رضوان الله عنهم، ومن زعم أنها تدل على استحقاق علي بالخلافة بعد رسول الله فقد ضل، فليس في خطبة الغدير ما يثبت ذلك إطلاقا بل ولا حتى فيه اشارة اليه، فقد أجمع الصحابة رضوان الله عنهم بمن فيهم علي رضي الله عنه على اختيار أبي بكر الصديق رضي الله عنه خليفة للمسلمين بعد وفاة رسول الله ولم يخالف منهم أحد، ولم يفهم أحد منهم خطبة الغدير بما فهمه الشيعة من استحقاق علي بالخلافة. بل قد أشار رسول الله صلى الله عليه وسلم في أكثر من حادثة الى أن يكون الصديق خليفة له، فعند مرضه كان يأمر أبابكر أن يصلي بالناس، بل عندما تأخر رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما لم يقدم المسلمون غير أبي بكر رضي الله عنه، وكان صاحبه في الغار واختاره رفيقا له في الهجرة..الخ من المؤشرات على استخلاف أبي بكر بعده. #بدعة_الغدير 🖋️ أبو مالك الحضرمي