
📚 منتدى اقــــــرأ 🌙
June 3, 2025 at 01:59 PM
جاء رجل إلى أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب وقال :
لقد اشتريت داراً" وأرجو أن تكتب لي عقد شرائها بيدك .
فنظر الإمام علي اليه بعين الحكمة، فوجدان الدنيا قد تربعت على عرش قلبه وملكت عليه أقطار نفسه،
( فأراد أن يذكرهُ بالدار الباقية )
فكتب قائلاً بعد ما حمد الله وأثنى عليه :
أما بعد فقد اشترى ميت من ميت دارا "في بلد المذنبين، وسكة ( شارع ) الغافلين لها اربعة حدود :
💠الحد اﻻول ينتهي الى الموت
💠والثاني ينتهي الى القبر
💠والثالث ينتهي الى الحساب
💠والرابع ينتهي إما الى الجنة وإما الى النار .
فبكى الرجل بكاء " مريراً وعلم ان
أمير المؤمنين، اراد ان يكشف الحُجب الكثيفة عن قلبه الغافل فقال :
يا أمير المؤمنين أشهد الله اني قد تصدقت بداري هذه على ابناء السبيل .
فأنشد الإمام علي
هذه القصيدة العصماء ....
النفس تبكي على الدنيا وقد علمت
إن السعادة فيها ترك مافيها
ﻻ دار لمرء بعد الموت يسكنها
إﻻ التي كان قبل الموت بانيها
فإن بناها بخير طاب مسكنه
وإن بناها بشر خاب بانيها ...
أموالنا لذوي الميراث نجمعها
ودورنا لخراب الدهر نبنيها
ﻻ تركنن الى الدنيا وما فيها
فالموت ﻻ شك يفنينا ويفنيها
لكل نفس وإن كانت على وجل
من المنية آمال تقويها
المرء يبسطها والدهر يقبضها
والنفس تنشرها والموت يطويها
والنفس تعلم اني ﻻ اصادقها
ولست ارشد اﻻ حين اعصيها
واعمل لدار رضوان خازنها
والجار أحمد والرحمن ناشيئها
قصورها ذهب والمسك طينتها
والزعفران حشيش نابت فيها
انهارها لبن محض ومن عسل
والخمر يجري رحيقا " في مجاريها
من يشتري الدار في الفردوس يعمرها
بركعة في ظلام الليل يحييها.
*_منقول_*📌