*الإمام محمد بن إدريس الشافعي* يلتقي نسبه مع رسول الله في جده عبد مناف ، ولد بمدينة غزة عام ١٥٠ هـ -في العام الذي توفي فيه أبي حنيفة- وتوفي بمصر سنة ٢٤٠ هـ ، حفظ القرآن كله بمكة وتعلّم اللغة والشعر ، وتعلّم في صغره فنون الأدب و علوم القرآن والفقه والحديث ، وكان مضرب الأمثال في ذكائه وقوة ذاكرته وسرعة فهمه قال الحميدي : سمعت الشافعي يقول : كنت يتيما في حجر أمي ، ولم يكن لها ما تعطيني للمعلم ، وكان المعلم قد رضي مني أن أقوم على الصبيان إذا غاب ، وأخفف عنه . ولما شارف الشافعي على العشرين رحل إلى العراق وأخذ العلم عن أصحاب أبي حنيفة فجمع بين طريقة أهل الحديث وأهل الرأي ، وكان مذهبه خلاصة المذهبين السابقين ومنهجاً وسطاً بينهم . *الإمام أحمد بن حنبل* قال عنه كثير من المؤرخين أنه مجدد قرنه ، وشبهه علماء الأمة بأبي بكر الصديق في حفظه لهذا الدين ، بعد أن وقف كالطود الشامخ أمام فتنة خلق القران التي نشرتها المعتزلة . ولد سنة ١٦٤ هـ ببغداد وتوفي بها سنة ٢٤١ هـ ، تلقى العلم في أول عهده ببغداد ، ثم رحل في طلبه للعلم إلى الشام والحجاز واليمن ، وقد لازم الإمام الشافعي أيام كان ببغداد وأخذ عنه ، وقد أخذ عن الإمام أحمد علماء كثر منهم البخاري ومسلم رحمهما الله ، وصنف كثيراً من الكتب منها المسند الكبير ، ويتميز مذهبه بأنه لا يعدل عن النص سواء كان من القرآن أو السُنة والمذهب الحنبلي انتشر في الجزيرة العربية وعند بعض أهل الشام والعراق ومصر.