
صوتكم
May 14, 2025 at 08:46 AM
✍️ كتبت الناشطة سلام أبو شرار:
قبل لحظات، بين سيل من الصور والفيديوهات القادمة من غزة للناس تحت حمم النار، ظهر أمامي فيديو لفنان سوري صوته يذكرني بطفولتي البعيدة، يبارك فيه للسوريين رفع العقوبات، وفي لحظة منتزعة من وسط جنون هذا العالم، توقفت للتفكير ببطء في ماذا تعني هذه المباركة؟
ليس اعتراضاً عليها طبعاً، إنما تساءلت ما الذي أنتج مثل هكذا لحظة أصلاً ؟
لماذا علينا أن نعيش في زمن يقرر فيه أشخاص ومنظومات عقاب ملايين الناس! على ماذا ؟ ثم يعودون ليقرروا رفع هذه العقوبات بنبرة سعيدة دون ذرة خجل من أنفسهم ومما يمثلونه!
يمكنكم مشاهدة لحظة إعلان رفع العقوبات، تعابير الوجوه والكلمات الرنانة عن مستقبل واعد، تبدو لحظة لامعة من حيث الصورة لكن شأن كل هذا النظام: صورة لامعة وكواليس دامية.
مبروك لعشرات ملايين الناس على قرار اتخذه شخص على رأس منظومة، دفعوا ثمنه سلفاً جبالاً من الجماجم!
ولا أحد يعلم فيما إذا كان هناك ثمن إضافي عليهم دفعه في قابل الأيام، في لعبة السياسة التي تحكم مصائرهم.
بينما في نفس الجغرافيا، ليس بعيداً عن عشرات الملايين أؤلئك ثمة مليوني إنسان يموتون بكل أشكال الموت: جوعاً وحرقاً وقتلاً وتشريداً وقهراً، لأجل ماذا ؟
تتأكد كل يوم أنك تعيش وسط عالم قذر، لا يزال عبداً لفكرة فرنسا عن أن عقول السود -تشريحياً، فضلاً عن معرفياً- متأخرة عن عقول الفرنسيين.
نظام متخلف يؤمن بأحقيتك بالحياة وكرامتك حسب لونك والقدر الذي لم تختره لأي بقعة من الجغرافيا تنتمي. يبدو هذا بديهياً صح؟
ربما!
كل ما يبهر من مظاهر هذا النظام وحضارته هو تجسيد وقح لهذه الحقيقة.
كنت دوماً أتساءل عن مشاهد خلق آدم في السماء، تلك التي وردت في سورة البقرة تحديداً وأسأل نفسي، لماذا كانت الخطيئة الكبرى في هذا الوجود: أنا خيرٌ منه؟
ومنذ حين، تكشف الإجابة عن نفسها، في مراجعة التاريخ وأحداثه وحروبه الكبرى والصغرى، ما يفعله الأفراد وما تفعله الجماعات والمنظومات، تكريساً لذات الخطيئة: أنا خيرٌ منه.
والعالم قسمان: قسم يرى أنه خيرٌ ممن سواه، فيستبيح الأرض وكرامة الناس، وقسم يقول لا، همساً أو جهراً حتى القيامة.
والخلاصة: كفر بهذا العالم، بكذبته الكبرى المسماة حضارة، بنظامه الخاوي من كل ما له ذرة صلة بالأخلاق.
🔺 للانضمام لقناتنا عبر تليجرام 👇
https://t.me/sawtcom
👍
1