الإمام علي بن أبي طالب قال: "لأن أُخطئ في العفو ألف مرة، خير لي من أن أُخطئ في العقوبة مرة واحدة." وعلى منوال هذا القول العظيم، يمكن لشعبنا أن يقول بكل وعيٍ وفخر: أن نُخطئ في طريق المقاومة ألف مرة، خير لنا من أن نخطئ في درب الخيانة مرة واحدة. فلا السابع من أكتوبر، ولا ما قبله أو بعده، يمكن أن يجعلنا نغفل عن الحقيقة الجوهرية، الثابتة كالجبل في الوعي والضمير: الاحتلال هو البداية والنهاية. هو السبب والنتيجة. هو الخطأ والخطيئة، الأولى والأخيرة، الصغيرة والكبيرة. من العار أن تتعالى في كل يوم أصوات من قلب كيان الاحتلال ذاته — أصوات جنرالات وساسة ومفكرين — تدين الحرب وتصفها بالعبثية والوحشية، وتقر بأن القتل والإبادة قد تحوّلا إلى غاية لا وسيلة، إلى هواية لا سياسة. ومع ذلك، لا نزال نحن — أصحاب الأرض والقضية — نجلد ذواتنا، ونتساءل إن كنا قد بالغنا أو أخطأنا، كأننا نحن من حمل هؤلاء الغرباء على السفن، واستقدمناهم من شتات الأرض، وأسكنّاهم فوق ترابنا وعلى أنقاض بيوتنا، وعلى حساب دمائنا وأرواح أبنائنا! كفى جلدًا للذات. كفى ترديدًا لأكاذيب الجلاد. من يقاوم الاحتلال لا يبرر العنف، بل يرفض الخضوع. ومن يخطئ في المقاومة، يمكنه أن يصحح طريقه. أما من يخطئ بالخيانة، فقد باع الطريق كلّه، ومعه الكرامة والتاريخ والمستقبل. هذه معركة وجود، لا معركة روايات. وهذا احتلال، لا وجهة نظر. 👤 الأستاذ أيمن الحافي 🔻 للانضمام لقناتنا عبر واتساب👇 https://whatsapp.com/channel/0029VacqrVNBlHpba2YFnw2Y