
سيرة عمر بن الخطاب رضي الله عنه
June 1, 2025 at 07:43 PM
https://whatsapp.com/channel/0029VaIezKI6GcG8U9yaqJ1h
قناتنا على تلغرام: https://t.me/omarsira
صفحتنا على فيسبوك: https://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=pfbid02xmKPe28ys4nGJx3SWAHRDXL5XiHKR8WbNkaLXq17aWyvwpP3syZ13gDNAMnVMufvl&id=100093426769453&__cft__[0]=AZVC1EBnnPPB1LrZL68m7bE2sudxBgebI6CBY9muDypDx-KIhU8H85zLt3JCzQbzqb2PFyZepzlUEKwzxRAdXDhhEK0eF96c4150-r
نتابع مع *خلافة الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه*
*شكاوى الرعية ضدّ الولاة في عهد الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه*:
كان عمر رضي الله عنه يحقق بنفسه في شكاوى الرعية ضد ولاتهم،
وكان يحرص على استيضاح الأمر والتحقيق الدقيق
واستشارة أصحاب الرأي والشورى الذين كانوا من حوله،
ثم كانت تأتي أوامره في تنفيذ الجزاء والعقوبة على من يستحق،
سواء أكان عاملاً أم من الرعية،
وهذه *بعض الشكاوى ضد الولاة وكيف تعامل عمر معها رضي الله عنه*:
1- *شكوى أهل الكوفة في سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه*:
اجتمع نفر من أهل الكوفة بزعامة *الجراح بن سنان الأسدي*
فشكوا أميرهم سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه إلى أمير المؤمنين عمر،
وذلك في حال اجتماع المجوس في نهاوند لغزو المسلمين،
فلم يشغلهم ما داهم المسلمين في ذلك،
ولقد كان سعد عادلاً رحيماً بالرعية
قوياً حازماً على أهل الباطل والشقاق،
عطوفاً على أهل الحق والطاعة،
ومع ذلك شغب عليه هؤلاء القوم
ممن لا يطيقون حكم الحق
ويريدون أن يحققوا شيئاً من أهوائهم،
وقد وقتوا لشكواهم وقتاً رأوا أنه أدعى لسماع أمير المؤمنين منهم،
حيث كان المسلمون مقبلين على معركة مصيرية
تستدعي اتفاق كلمة المسلمين وتضافر جهودهم في مواجهتها،
وحيث كانوا يعلمون اهتمام عمر الشديد باجتماع كلمة المسلمين دائماً،
وخاصة في مثل تلك الظروف،
فرجوا أن يفوزوا ببغيتهم،
وقد استجاب أمير المؤمنين لطلبهم في التحقيق في أمر شكواهم،
مع علمه بأنهم أهل هوى وشر،
ولم يكتمهم اعتقاده فيهم،
بل صرّح لهم بذلك،
وبين لهم أن اعتقاده بظلمهم لواليهم وتزويدهم الحقائق لا يمنعه من التحقيق في أمرهم،
واستدل على سوء مقصدهم بتوقيتهم السيء حيث قال لهم:
إن الدليل على ما عندكم من الشر
نهوضكم في هذا الأمر وقد استعدّ لكم من استعدوا،،
وأيم الله لا يمنعني ذلك من النظر فيما لديكم،
وإن نزلوا بكم،
فبعث عمر محمد بن مسلمة والناس في الاستعداد للأعاجم والأعاجم في الاجتماع،
وكان محمد بن مسلمة هو صاحب العمال الذي يقتص آثار من شُكي زمان عمر،
فقدم محمد على سعد ليطوف به في أهل الكوفة،
والبعوث تضرب على أهل الأمصار إلى نهاوند،
فطوَّف به على مساجد أهل الكوفة،
لا يتعرض للمسألة عنه في السر،
وليست المسألة في السر من شأنهم إذ ذاك.
وفي هذا بيان لمنهج الصحابة رضي الله عنهم في التحقيق في قضايا الخلاف التي تجري بين المسؤولين ومن تحت ولايتهم،
فالتحقيق يتم في العلن،
وذلك بحضور المسؤول والذين هو مسؤول عنهم،
وكان لا يقف على مسجد فيسألهم عن سعد إلا قالوا:
لا نعلم إلا خيراً ولا نشتهي به بدلاً،
ولا نقول فيه ولا نعين عليه،
إلا من مالأ الجراح بن سنان وأصحابه،
فإنهم كانوا يسكتون لا يقولون سوءاً،
ولا يسوغ لهم،
ويتعمَّدون ترك الثناء،
حتى انتهوا إلى بني عبس.
فقال محمد: أنشد بالله رجلاً يعلم حقاً إلا قال،
قال أسامة بن قتادة:
اللهم إن نشدتنا فإنه لا يقسم بالسوية،
ولا يعدل في الرعية،
ولا يغزو في السرية،
فقال سعد:
اللهم إن كان قالها كذباً ورئاء وسمعة فأعم بصره،
وأكثر عياله،
وعرِّضه لمضلات الفتن،
فعمي واجتمع عنده عشر بنات،
وكان يسمع بخبر المرأة فيأتيها حتى يحبسها،
فإذا عثر عليه، قال: دعوة سعد الرجل المبارك.
قال: ثم أقبل – يعني سعد – على الدعاء على النفر،
فقال: اللهم إن كانوا خرجوا أشراً وبطراً وكذباً فاجهد بلاءهم،
فجُهد بلاؤهم:
فقطع الجراح بالسيوف يوم بارز الحسن بن علي ليغتاله بساباط،
وشُدخ قبيصة بالحجارة،
وقتل أربد بالوجء – يعني الضرب – بنعال السيوف – يعني بأعقابها –
هذا وإن في هذا الخبر نموذجاً من معية الله تعالى لاوليائه المتقين،
حيث استجاب الله تعالى دعوة سعد على من ظلموه،
فأصيبوا جميعاً بما دعا عليهم،
وإن في استجابة الله تعالى دعاء سعد وأمثاله
لوناً من العناية الإلهية بأولياء الله المتقين،
فكم خاف المبطلون من هذا السلاح الخفي
الذي لا يملكون بكل وسائلهم المادية مقاومته ولا الحدَ منه،
وكون هؤلاء الذين دعا عليهم سعد خُتم لهم بالخاتمة السيئة
دليل على تمكن الهوى والشر من نفوسهم
حتى أدى بهم ذلك إلى المصير السيء،
وقد دافع سعد عن نفسه فقال:
إني لأول رجل أهرق دماً من المشركين،
ولقد جمع لي رسول الله أبويه،
وما جمعهما لأحد قبلي
– يعني حينما قال له يوم أحد: إرم فداك أبي وأمي –
ولقد رأيتني خمس الإسلام،
وبنو أسد تزعم أني لا أحسن أن أصلي
وأن الصيد يلهيني،
وخرج محمد بن مسلمة به وبهم إلى عمر حتى قدموا عليه،
فأخبره الخبر،
فقال: يا سعد ويحك كيف تصلي؟
قال: أطيل الأُوليين وأحذف الأخريين،
فقال هكذا الظن بك،
ثم قال عمر رضي الله عنه: لولا الاحتياط لكان سبيلهم بيِّنا،
ثم قال: من خليفتك يا سعد على الكوفة؟
فقال: عبد الله بن عبد الله بن عتبان،
فأقره واستعمله،
وقول عمر رضي الله عنه:
لولا الاحتياط كان سبيلهم بينا
يعني قد اتضح أمرهم،
وأنهم ظالمون جاهلون،
وظهرت براءة سعد مما نسبوه إليه،
ولكن الاحتياط لأمر الأمة يقتضي درء الفتن وإماتتها وهي في مهدها
قبل أن تستفحل فتسبَّب الشقاق والفرقة وربما القتال،
وإذا كان المسؤول المدَّعى عليه بريئاً مما نُسب إليه،
فإن ذلك لا يضره بشيء،
وقد برئت ساحته مما نسب إليه من التهمة،
وقد كانوا يفهمون الولاية مغرماً لا مغنماً،
وتكليفاً يرجون به ثواب الله تعالى،
فالولاية على أمر من أمور المسلمين نوع من الأعمال الصالحة
لمن اتقى الله تعالى وأراد رضوانه والدار الآخرة،
فإذا تحول هذا العمل إلى مصدر للفتنة
فإن الحكمة تقتضي عدم الاستمرار فيه،
كما هو الحال في هذه الواقعة،
ولكل حادث حديث،
وهذا هو ما أقدم عليه عمر حينما أعفى سعداً من العمل،
وكلّف نائبه الذي هو موضع ثقة سعد.
هذا وقد استبقى عمر سعداً رضي الله عنهما في المدينة،
وأقر من استخلفه سعد على الكوفة بعده،
وصار سعد من مستشاري عمر في المدينة،
ثم جعله من الستة المرشحين للخلافة حين طُعِن،
ثم أوصى الخليفة من بعده بأن يستعمل سعداً
(فإني لم أعزله عن سوء، وقد خشيت أن يلحقه من ذلك).
2- *شكاوى ضد عمرو بن العاص والي مصر*:
كانت مراقبة عمر بن الخطاب رضي الله عنه لعمرو بن العاص صارمة وحازمة،
وكان الخليفة الفاروق يتدخل في شؤون الولاية المختلفة،
وحتى عندما اتخذ عمرو بن العاص منبراً كتب إليه:
أما بعد فقد بلغني أنك اتخذت منبراً ترقى به على رقاب المسلمين،
أو ما يكفيك أن تكون قائماً والمسلمون تحت عقبك،
فعزمت عليك إلا ما كسرته.
وكان عمرو بن العاص يخشى مراقبة عمر بن الخطاب،
ويعلم مدى حرصه على إقامة العدل بين الناس،
وعلى إقامة الحدود الشرعية،
فكان يبذل جهده حتى لا يصل إلى عمر من الأخبار إلا ما يسره،
ومن ذلك أن عبد الرحمن بن عمر بن الخطاب ورجلاً آخر شربا شراباً دون أن يعلما أنه مسكر فسكرا،
ثم إنهما جاءا إلى عمرو بن العاص يطلبان منه أن يقيم عليهما الحد،
فزجرهما عمرو وطردهما،
فقال له عبد الرحمن: إن لم تفعل أخبرت أبي،
قال عمرو: فعلمت أني إن لم أقم عليهما الحد غضب عمر وعزلني،
ثم إن عمرو جلدهما أمام الناس وحلق رأسيهما داخل بيته،
وكان الأصل العقاب بالحلق مع الجلد في وقت واحد أمام الناس،
فجاءه كتاب من عمر يعنفه على عدم حلقه أمام الناس،
وكان فيه:
تضرب عبد الرحمن في بيتك وتحلق رأسه في بيتك وقد عرفت أن هذا يخالفني،
إنما عبد الرحمن رجل من رعيتك تصنع به ما تصنع بغيره من المسلمين،
ولكن قلت هو ولد أمير المؤمنين
وقد عرفت أن لا هوادة لأحد من الناس عندي في حق يجب لله عليه.
وقد وُجِّهَتْ ضد عمرو بن العاص بعض الشكاوى أثناء ولايته،
بعضها من جنوده المسلمين،
وبعضها من أهل البلاد من الأقباط،
مما دعا عمر رضي الله عنه إلى استدعاء عمرو بن العاص عدة مرات،
لمعاتبته،
بل وأحياناً لمعاقبته على ما بدر منه،
ومن ذلك ما تقدم به أحد المصريين ضد ابن لعمرو بن العاص ضربه بالسوط،
مما جعل عمر بن الخطاب يستدعي عمرو وابنه
ثم يأمر المصري بالقصاص من ابن عمرو بن العاص ويقول له:
لو ضربت أباه عمرو لما حلنا بينك وبين ذلك،
والتفت عمر إلى عمرو بن العاص وقال قولته المشهورة:
*متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً*.
تنبيه: هناك من العلماء من ضعف الرواية التي تتحدث عن اقتصاص الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه من ابن (عمرو بن العاص رضي الله عنه) حين ضرب المصري..
انظر الرابط التالي: https://islamqa.info/ar/answers/279025/
وكذلك يدخل في هذا الباب ما تقدم به أحد الجنود
من أن عمرو بن العاص اتهمه بالنفاق،
وكتب معه عمر إلى عمرو بن العاص أمراً بأن يجلس عمرو أمام الناس،
فيجلده إذا ثبت صدق ما ادعاه بشهادة شهود،
وقد ثبت بالشهادة أن عمرو رماه بالنفاق،
فحاول بعض الناس أن يمنع الرجل من ضرب عمرو
وأن يدفع له الأرش مقابل الضرب،
ولكنه رفض ذلك،
وعندما قام على رأس عمرو ليضربه سأله: هل يمنعني أحد من ضربك؟
فقال عمرو: لا، فامض لما أمرت به،
قال: فإني قد عفوت عنك.
==
من كتاب *سيرة عمر بن الخطّاب رضي الله عنه* للدكتور عليّ محمد الصلّابي، المنشور رقم (129)
نشر يومي لسيرة الخليفة الراشدي الثاني الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه
للانضمام للمجموعة اختر أحد الروابط التالية:
https://chat.whatsapp.com/Ky1x1gFtZYM8KZDxjBNc6D
أو
https://chat.whatsapp.com/Kswux5421cyDSXV6Yw3NCi
أو
https://chat.whatsapp.com/C0ptr8jhQLJH4qJOObyeeZ
أو
https://chat.whatsapp.com/GduSL0NjsseFhjueD80tpX
أو
https://chat.whatsapp.com/GFImdww1zYT7MgsW14VNM8
أو
https://chat.whatsapp.com/IdWd3J8AwnP7KIpmOAiedK
أو
https://chat.whatsapp.com/JbnSq0m24tmDrrjrBWmSyd
أو
https://chat.whatsapp.com/DolQRI1SjemLQVPEY9mRx7
أو
https://chat.whatsapp.com/D4bNFgaa8GMEgMl1EHKPJf
أو
https://chat.whatsapp.com/DwoxUj75eln6W3B1mgnUE7
شارك هذه المجموعة أو شارك ما ينشر فيها
وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى.