سيرة عمر بن الخطاب رضي الله عنه
سيرة عمر بن الخطاب رضي الله عنه
June 5, 2025 at 07:49 PM
https://whatsapp.com/channel/0029VaIezKI6GcG8U9yaqJ1h قناتنا على تلغرام: https://t.me/omarsira صفحتنا على فيسبوك: https://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=pfbid02xmKPe28ys4nGJx3SWAHRDXL5XiHKR8WbNkaLXq17aWyvwpP3syZ13gDNAMnVMufvl&id=100093426769453&__cft__[0]=AZVC1EBnnPPB1LrZL68m7bE2sudxBgebI6CBY9muDypDx-KIhU8H85zLt3JCzQbzqb2PFyZepzlUEKwzxRAdXDhhEK0eF96c4150-r نتابع مع *خلافة الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه* نتابع مع *عزل الفاروق عمر لخالد بن الوليد رضي الله عنهما*: 3- *مجمل أسباب عزل الفاروق عمر بن الخطاب لخالد بن الوليد رضي الله عنهما وبعض الفوائد*: ومن خلال سيرة الفاروق رضي الله عنه يمكننا أن نجمل أسباب عزل خالد رضي الله عنه في الأمور التالية: = *حماية التوحيد*: ففي قول عمر رضي الله عنه: ولكن الناس فتنوا به، فخفت أن يوكلوا إليه ويبتلوا به، يظهر خشية عمر من فتنة الناس بخالد وظنهم أن النصر يسير في ركاب خالد؛ فيضعف اليقين بأن النصر من عند الله، سواء كان خالد على رأس الجيوش أم لا، وهذا الوازع يتفق مع حرص عمر على صبغ إدارته للدولة الصبغة العقائدية الخالصة، وبخاصة وهي تحارب أعداءها حرباً ضروساً متطاولة باسم العقيدة وقوتها، وقد يقود الافتتان بقائد كبير مثل خالد خالداً نفسه إلى الافتتان بالرعية، وأن يرى نفسه يوماً في مركز قوة لا يرتقي إليها أحد، وبخاصة أنه عبقري حرب ومنفق أموال، فيجر ذلك عليه وعلى الدولة أمر خُسْر، وهو إن كان احتمالا بعيداً في ظل ارتباط الناس بخليفتهم عمر وإعجابهم به، وفي ظل انضباط خالد العسكري وتقواه، فقد يحدث يوماً ما بعد عمر، ومع قائد كخالد، مما يستدعي التأصيل لها في ذلك العصر ومع أمثال هؤلاء الرجال، والخوف في هذا الأمر من القائد الكفء أعظم من الخوف من قائد صغير لم يُبْلِ أحسن البلاء ولم تتساير بذكره الأنباء. وقد أشار شاعر النيل حافظ إبراهيم رحمه الله إلى تخوف عمر فقال في عمريته في الديوان: وقيل خالفت يا فاروق صاحبنا فيه وقد كان أعطى القوس باريها فقال خفتُ افتتان المسلمين به وفتنة النفس أعيت من يداويها = *اختلاف النظر في صرف المال*: كان عمر يرى أن فترة تأليف القلوب، وإغراء ضعفاء العقيدة بالمال والعطاء، قد انتهت، وصار الإسلام في غير حاجة إلى هؤلاء، وأنه يجب أن يوكل الناس إلى إيمانهم وضمائرهم، حتى تؤدي التربية الإسلامية رسالتها في تخريج نماذج كاملة، لمدى تغلغل الإيمان في القلوب، بينما يرى خالد أن ممن معه من ذوي البأس والمجاهدين في ميدانه، من لم تخلص نيتهم لمحض ثواب الله، وأن أمثال هؤلاء في حاجة إلى من يقوي عزيمتهم، ويثير حماستهم من هذا المال، كما أن عمر كان يرى أن ضعفة المهاجرين أحق بالمال من غيرهم، فعندما اعتذر إلى الناس بالجابية من عزل خالد قال: أمرته أن يحبس هذا المال على ضعفة المهاجرين فأعطاه ذا البأس، ولا شك أن عمر وخالداً مجتهدان فيما ذهبا إليه، ولكن عمر أدرك أموراً لم يدركها خالد رضي الله عنهما. = *اختلاف منهج عمر عن منهج خالد في السياسة العامة*: فقد كان عمر يصر على أن يستأذن الولاة منه في كل صغيرة وكبيرة، بينما يرى خالد أن من حقه أن يُعطى الحرية كاملة، من غير الرجوع لأحد في الميدان الجهادي، وتطلق يده في كل التصرفات، إيماناً منه بأن الشاهد يرى ما لا يراه الغائب. ولعل من الأسباب أيضاً، إفساح المجال لطلائع جديدة من القيادات، حتى تتوفر في المسلمين نماذج كثيرة من أمثال خالد والمثنى وعمرو بن العاص، ثم ليدرك الناس أن النصر ليس رهناً برجل واحد، مهما كان هذا الرجل. = *موقف المجتمع الإسلامي من قرار العزل*: تلقى المجتمع الإسلامي قرار العزل بالتسليم لحق الخليفة في التولية والعزل، فلم يخرج أحد عن مقتضى النظام والطاعة والإقرار للخلافة بحقها في التولية والعزل، وقد روي أن عمر خرج في جوف الليل فلقي *عَلْقَمة بن عُلاثة الكلابي*، وكان عمر يشبه خالداً إلى حد عجيب، فحسبه علقمة خالداً، فقال: يا خالد عزلك هذا الرجل، لقد أبى إلا شحّاّ، حتى لقد جئت إليه وابن عم لي نسأله شيئاً، فأما إذا فعل فلن أسأله شيئاً، فقال له عمر يستدرجه ليعلم ما يخفيه: هيه! فما عندك؟ قال: هم قوم لهم علينا حق فنؤدي لهم حقهم، وأجرنا على الله، فلما أصبحوا قال عمر لخالد وعلقمة مشاهد لهما: ماذا قال لك علقمة منذ الليلة؟ قال خالد: والله ما قال شيئاً، قال عمر: وتحلف أيضاً؟ فاستثار ذلك علقمة وهو يظن أنه ما كلم البارحة إلا خالداً، فظل يقول: مَهْ يا خالد؛ فأجاز عمر علقمة وقضى حاجته، وقال: لأن يكون من ورائي على مثل رأيك، يعني حرصه على الطاعة لولي الأمر وإن خالفه، أحب إليّ من كذا وكذا، هذا وقد جاء اعتراض من *أبي عمرو بن حفص بن المغيرة* ابن عم خالد بن الوليد بالجابية، فعندما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه للناس: وإني أعتذر إليكم من خالد بن الوليد، إني أمرته أن يحبس هذا المال على ضعفة المهاجرين، فأعطاه ذا البأس، وذا الشرف، وذا اللسان، فنزعته وأمّرتُ أبا عبيدة بن الجراح. فقال أبو عمرو بن حفص بن المغيرة: والله ما أعذرتَ يا عمر بن الخطاب، لقد نزعت عاملاً استعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم، وغمدت سيفاً سله رسول الله صلى الله عليه وسلم، ووضعت لواء نصبه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولقد قطعت الرحم وحسدتَ ابن العم. فقال عمر بن الخطاب: إنك قريب القرابة، حديث السن، مُغضَب في ابن عمك. وهكذا اتسع صدر الفاروق لابن عم خالد بن الوليد، وهو يذب عن خالد، حتى وصل دفاعه إلى دعوى اتهامه للفاروق بالحسد، ومع ذلك ظل الفاروق حليماً. 4- *وفاة خالد بن الوليد وماذا قال عن الفاروق وهو على فراش الموت*: دخل أبو الدرداء على خالد في مرض موته، فقال له خالد: يا أبا الدرداء، لئن مات عمر، لترين أموراً تنكرها. فقال أبو الدرداء: وأنا والله أرى ذلك. فقال خالد: قد وجدت عليه في نفسي في أمور، لما تدبرتها في مرضي هذا وحضرني من الله حاضر عرفت أن عمر كان يريد الله بكل ما فعل، كنت وجدت عليه في نفسي حين بعث من يقاسمني مالي، حتى أخذ فرد نعل وأخذت فرد نعل، ولكنه فعل ذلك بغيري من أهل السابقة، وممن شهد بدراً، وكان يغلظ علي، وكانت غلظته على غيري نحواً من غلظته علي، وكنت أدل عليه بقرابته، فرأيته لا يبالي قريباً ولا لوم لائم في غير الله، فذلك الذي ذهب عني ما كنت أجد عليه، وكان يكثر علي عنده، وما كان ذلك إلا على النظر: فقد كنت في حرب ومكابدة وكنت شاهداً وكان غائباً، فكنت أعطي على ذلك، فخالفه ذلك من أمري. ولما حضرته الوفاة وأدرك ذلك، بكى وقال: ما من عمل أرجى عندي بعد لا إله إلا الله، من ليلة شديدة الجليد في سرية من المهاجرين، بتّها وأنا متترس والسماء تنهل عليَّ، وأنا أنتظر الصبح حتى أغير على الكفار، فعليكم بالجهاد، لقد شهدت كذا وكذا زحفا، وما في جسدي موضع شبر إلا وفيه ضربة بسيف، أو رمية بسهم، أو طعنة برمح، وها أنذا أموت على فراشي حتف أنفي كما يموت البعير، فلا نامت أعين الجبناء، لقد طلبت القتل في مظانه فلم يقدر لي إلا أن أموت على فراشي. وأوصى خالد أن يقوم عمر على وصيته، وقد جاء فيها: وقد جعلت وصيتي وتركتي وإنفاذ عهدي إلى عمر بن الخطاب، فبكى عمر رضي الله عنه، فقال له طلحة بن عبيد الله: إنك وإياه كما قال الشاعر: لا ألفينَّكَ بعدَ الموتِ تندبني وفي حياتيَ ما زوّدتني زادي فقد حزن عليه الفاروق حزناً شديداً، وبكته بنات عمه، فقيل لعمر أن ينهاهنَّ، فقال: دعهن يبكين على أبي سليمان ما لم يكن نقع أو لقلقة، على مثل أبي سليمان تبكي البواكي. وقال عنه: قد ثلم في الإسلام ثلمة لا ترتق، وليته بقي ما بقي في الحمى حجر، كان والله سداداً لنحور العدو، ميمون النقيبة. وعندما دخل على الفاروق *هشام بن البختري* في ناس من بني مخزوم، وكان هشام شاعراً، فقال له عمر: أنشدني ما قلت في خالد، فلما أنشده قال له: قصرت في الثناء على أبي سليمان رحمه الله، إن كان ليحب أن يذل الشرك وأهله، وإن كان الشامت به لمتعرضاً لمقت الله، ثم تمثل بقول الشاعر: فقل للذي يبغي خلاف الذي مضى تهيأ لأخرى مثلها فكأنْ قدِ فما عَيْشُ من قد عاش بعدي بنافعي ولا موتُ منْ قد مات بعدي بمُخلِدي ثم قال: رحم الله أبا سليمان، ما عند الله خير له مما كان فيه، ولقد مات فقيداً وعاش حميداً، ولقد رأيت الدهر ليس بقائل. هذا وقد توفي ودفن بحمص ببلاد الشام عام 21هـ، رحمه الله رحمة واسعة وأعلى ذكره في المصلحين. == من كتاب *سيرة عمر بن الخطّاب رضي الله عنه* للدكتور عليّ محمد الصلّابي، المنشور رقم (133) نشر يومي لسيرة الخليفة الراشدي الثاني الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه للانضمام للمجموعة اختر أحد الروابط التالية: https://chat.whatsapp.com/GFImdww1zYT7MgsW14VNM8 أو https://chat.whatsapp.com/IdWd3J8AwnP7KIpmOAiedK أو https://chat.whatsapp.com/JbnSq0m24tmDrrjrBWmSyd أو https://chat.whatsapp.com/DolQRI1SjemLQVPEY9mRx7 أو https://chat.whatsapp.com/D4bNFgaa8GMEgMl1EHKPJf أو https://chat.whatsapp.com/DwoxUj75eln6W3B1mgnUE7 أو https://chat.whatsapp.com/Ky1x1gFtZYM8KZDxjBNc6D أو https://chat.whatsapp.com/Kswux5421cyDSXV6Yw3NCi أو https://chat.whatsapp.com/C0ptr8jhQLJH4qJOObyeeZ أو https://chat.whatsapp.com/GduSL0NjsseFhjueD80tpX شارك هذه المجموعة أو شارك ما ينشر فيها وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى.

Comments