
سيرة عمر بن الخطاب رضي الله عنه
June 11, 2025 at 08:46 PM
https://whatsapp.com/channel/0029VaIezKI6GcG8U9yaqJ1h
قناتنا على تلغرام https://t.me/omarsira
صفحتنا على فيسبوك:
https://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=pfbid02xmKPe28ys4nGJx3SWAHRDXL5XiHKR8WbNkaLXq17aWyvwpP3syZ13gDNAMnVMufvl&id=100093426769453&__cft__[0]=AZVC1EBnnPPB1LrZL68m7bE2sudxBgebI6CBY9muDypDx-KIhU8H85zLt3JCzQbzqb2PFyZepzlUEKwzxRAdXDhhEK0eF96c4150-r
نتابع مع *خلافة الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه*
نتابع مع *فتوحات العراق والمشرق في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه*
*معركة القادسية*:
لما علم الفاروق أن الفرس يعدون العدة
ويتجمعون لاستئصال القوة القليلة من المسلمين المتبقية في العراق،
*أمر بالتجنيد الإجباري*،
ذلك أن الحالة تقتضي ذلك؛
ولذلك أمر المثنى أن ينظر فيما حوله من القبائل
ممن يصلح للقتال ويقدر عليه
فيأتي به طائعاً أو غير طائع،
وهذا هو التجنيد الإجباري الذي رآه عمر
وكان أول من عمل به في الإسلام،
وبهذا يسقط ما قاله محمد فرج: صاحب كتاب (العسكرية الإسلامية) من أن التجنيد الإجباري ظهر في الدولة الأموية،
فها هو عمر الفاروق قد أمر به ونفذ الأمر،
فما وصل كتاب أمير المؤمنين للمثنى بن حارثة الشيباني
إلا وبدأ بتنفيذ ما فيه على الفور،
وطبق الخطة التي رسمها له في تحركاته،
وأرسل الفاروق إلى عماله
أن لا يدعوا أحداً له سلاح أو فرس أو نجدة أو رأي إلا أرسلوه إليه،
يأمرهم بالتجنيد الإجباري
ويطلب منهم أن يرسلوا المجندين الجدد إليه ليرسلهم إلى العراق،
لقد تغير الموقف في بلاد فارس مع مجيء يزدجرد للحكم،
فقد أصبح موقف الفرس كالتالي:
= استقرار داخلي تمثل في تنصيب يزدجرد واجتماعهم عليه،
واطمأنت فارس
واستوثق وتبارى الرؤساء في طاعته ومعونته.
= تجنيد عام شمل كل ما استطاع الفرس أن يجندوه،
وتوزيع الفرق في كل أنحاء الأرض التي فتحها المسلمون.
= وأخيراً إثارة السكان وتأليبهم على المسلمين،
حتى نقضوا عهدهم وكفروا بذمتهم وثاروا بهم.
*وتغير موقف المسلمين وأصبح كالتالي*:
= الانسحاب:
خروج المثنى والقواد الآخرين على حاميتهم
من الأرض التي فتحوها من بين ظهراني العجم.
= التراجع:
والتفرق في المياه التي تلي الأعاجم
على حدود الأرض العربية والأرض الفارسية،
وقد نزل المثنى في ذي قار،
ونزل الناس الطَّف؟
فشكلوا في العراق مسالح
ينظر بعضهم إلى بعض
ويغيث بعضهم بعضاً عند الحاجة.
= مقابلة التجنيد الإجباري عند الفرس بالتجنيد الإجباري لدى المسلمين.
*تأمير سعد بن أبي وقاص على العراق*:
وهذه المرحلة الثالثة في فتوحات العراق
تبدأ بتأمير سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه على الجهاد في العراق سنة 14هـ،
فقد استهلت هذه السنة الرابعة عشر
وعمر رضي الله عنه يحث الناس ويحرضهم على جهاد الفرس،
وركب رضي الله عنه أول يوم من المحرم في هذه السنة في الجيوش من المدينة،
فنزل على ماء يقال له *صِرَار*،
فعسكر به عازماً على غزو العراق بنفسه،
واستخلف على المدينة علياً بن أبي طالب،
واستصحب معه عثمان بن عفان وسادات الصحابة،
ثم عقد مجلساً لاستشارة الصحابة فيما عزم عليه ونودي الصلاة جامعة،
وقد أرسل إلى علي فقدم من المدينة،
ثم استشارهم،
فكلهم وافقوه على الذهاب إلى العراق،
إلا عبد الرحمن بن عوف فإنه قال له:
إني أخشى إن كُسِرتَ أن تَضْعف المسلمون في سائر أقطار الأرض،
وإني أرى أن تبعث رجلاً وترجع أنت إلى المدينة،
فاستصوب عمر والناس عند ذلك رأي ابن عوف.
فقال عمر: فمن ترى أن نبعث إلى العراق؟
فقال: قد وجدته،
قال: ومن هو؟
قال: الأسد في براثنه، *سعد بن مالك الزهري* (سعد بن أبي وقاص)،
فاستجاد قوله
وأرسل إلى سعد،
فأمّره على العراق.
1- *وصية من عمر بن الخطاب لسعد بن أبي وقاص رضي الله عنهما*:
لما قدم سعد إلى المدينة
أمّره عمر رضي الله عنهما على حرب العراق وقال له:
يا سعد بني وُهَيب،
لا يغرنّك من الله أن قيل خال رسول الله صلى الله عليه وسلم،
وصاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
فإن الله عز وجل لا يمحو السيئ بالسيئ،
ولكنه يمحو السيئ بالحسن،
فإن الله تعالى ليس بينه وبين أحد نسب إلا طاعته،
فالناس شريفهم ووضيعهم في ذات الله سواء،
الله ربهم،
وهم عباده،
يتفاضلون بالعافية،
ويدركون ما عنده بالطاعة،
فانظر الأمر الذي رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ بُعث إلى أن فارقنا فالزمْه فإنه الأمر،
هذه عظتي إياك،
إن تركتها ورغبت عنها كنت من الخاسرين.
وإنها لموعظة بليغة من خليفة راشد عظيم،
فقد أدرك عمر رضي الله عنه جانب الضعف الذي يمكن أن يؤتى سعد من قبله،
وهو أن يُدلي بقرابته من النبي صلى الله عليه وسلم
فيحمله ذلك على شيء من الترفّع على المسلمين،
بالمبدأ الإسلامي العام الذي يعتبر مقياساً لكرامة المسلم في هذه الحياة،
حيث قال:
الله ربهم وهم عباده،
يتفاضلون بالعافية ويدركون ما عنده بالطاعة.
فقوله: يتفاضلون بالعافية، يعني بالشفاء من أمراض النفوس،
فكأنه يقول يتفاضلون بالبعد عن المعاصي والإقبال على طاعة الله تعالى
وهذه هي التقوى التي جعلها الله سبحانه ميزاناً للكرامة بقوله:
( *إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ* ) (الحجرات،آية:13)،
وهو ميزان عادل رحيم،
بإمكان كل مسلم بلوغه إذا جَدَّ في طلب رضوان الله تعالى والسعادة الأخروية،
ثم ذكره عمر في آخر الموعظة بلزوم الأمر الذي كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
وهذا يشمل الالتزام بالدين كله وتطبيقه على الناس.
2- *وصية أخرى*:
ثم إن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب أوصى سعد بن أبي وقاص رضي الله عنهما مرة أخرى لما أراد أن يبعثه بقوله:
إني قد وليتك حرب العراق فاحفظ وصيتي،
فإنك تقدم على أمر شديد كريه لا يُخلِّص منه إلا الحق،
فعوِّد نفسك ومن معك الخير، واستفتح به،
واعلم أن لكل عادة عتاداً،
فعتاد الخير الصبر،
فالصبر على ما أصابك أو نابك تجتمع لك خشية الله،
واعلم أن خشية الله تجتمع في أمرين:
في طاعته واجتناب معصيته،
وإنما أطاعه من أطاعه ببغض الدنيا وحب الآخرة،
وعصاه من عصاه بحب الدنيا وبغض الآخرة،
وللقلوب حقائق ينشؤها الله إنشاءً،
منها السر ومنها العلانية،
فأما العلانية فأن يكون حامده وذامّه في الحق سواء،
وأما السر فيُعرف بظهور الحكمة من قلبه على لسانه، وبمحبة الناس،
فلا تزهد في التحبب،
فإن النبييين قد سألوا محبتهم،
وإن الله إذا أحب عبداً حبَّبه،
وإذا أبغض عبداً بغَّضه،
فاعتبر منزلتك عند الله تعالى بمنزلتك عند الناس،
ممن يشرع معك في أمرك.
وفي هذا النص عبر نافعة منها:
= إن لزوم الحق يخلِّص المسلم من الشدائد،
وذلك أن من لزم الحق كان مع الله تعالى،
ومن كان مع الله تعالى كان الله معه جل وعلا بنصره وتأييده،
وإن هذا الشعور ليعطي المسلم دفعات قوية
نحو مضاعفة العمل ومواجهة الصعاب والمآزق،
إضافة إلى الطمأنينة النفسية التي يتمتع بها من لزم الحق قولاً وعملاً،
بخلاف من حاد عن طريق الحق،
فإنه يشعر بالقلق والآلام المتعددة
التي منها تأنيب الضمير والخوف من محاسبة الناس
والدخول في مجاهيل المستقبل التي تترتب على الانحراف.
= وذكر عمر رضي الله عنه أن عُدة الخير الصبر،
وذلك أن طريق الخير ليس مفروشاً بالخمائل،
بل هو طريق شاق شائك،
يتطلب عبوره جهاداً طويلاً،
فلابد لسالكه من الاعتداد بالصبر
وإلا انقطع في أثناء الطريق.
= وذكر أن خشية الله تعالى تكون في طاعته واجتناب معصيته،
ثم بين الدافع الأكبر الذي يدفع إلى طاعته،
ألا وهو بغض الدنيا وحب الآخرة،
والدافع الأكبر الذي يدفع إلى معصيته،
وهو حب الدنيا وبغض الآخرة.
= ثم ذكر أن للقلوب حقائق منها العلانية،
ومثّل لها بالمعاملة مع الناس بالحق في حالَي الغضب والرضى،
وأن لا يحمل الإنسان ثناء الناس عليه على مداراتهم في النكول عن تطبيق الحق،
ولا يحمله ذمهم إياه على ظلمهم ومجانبة الحق معهم.
= وذكر من حقائق القلوب السرّ،
وجعل علامته ظهور الحكمة من قلب المسلم على لسانه،
وأن يكون محبوباً بين إخوانه المسلمين،
فإن محبة الله تعالى لعبده مترتبة على محبة المسلمين له،
لأن الله تعالى إذا أحب عبداً حببه لعباده،
فإذا كان سعد بن أبي وقاص المشهود له بالجنة بحاجة إلى هذه الوصية،
فكيف بنا وأمثالنا ونحن ينقصنا الكثير من فهم الإسلام وتطبيقه.
==
من كتاب *سيرة عمر بن الخطّاب رضي الله عنه* للدكتور عليّ محمد الصلّابي، المنشور رقم (139)
نشر يومي لسيرة الخليفة الراشدي الثاني الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه
للانضمام للمجموعة اختر أحد الروابط التالية:
https://chat.whatsapp.com/Ky1x1gFtZYM8KZDxjBNc6D
أو
https://chat.whatsapp.com/Kswux5421cyDSXV6Yw3NCi
أو
https://chat.whatsapp.com/C0ptr8jhQLJH4qJOObyeeZ
أو
https://chat.whatsapp.com/GduSL0NjsseFhjueD80tpX
أو
https://chat.whatsapp.com/GFImdww1zYT7MgsW14VNM8
أو
https://chat.whatsapp.com/IdWd3J8AwnP7KIpmOAiedK
أو
https://chat.whatsapp.com/JbnSq0m24tmDrrjrBWmSyd
أو
https://chat.whatsapp.com/DolQRI1SjemLQVPEY9mRx7
أو
https://chat.whatsapp.com/D4bNFgaa8GMEgMl1EHKPJf
أو
https://chat.whatsapp.com/DwoxUj75eln6W3B1mgnUE7
شارك هذه المجموعة أو شارك ما ينشر فيها
وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى.