
📓 التأصيل العلمي📓
May 24, 2025 at 05:17 AM
• *﴿رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ﴾*
◂ ﴿وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا﴾ الذي وقتناه له لإنزال الكتاب ﴿وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ﴾ بما كلمه من وحيه وأمره ونهيه، *تشوق إلى رؤية الله، ونزعت نفسه لذلك، حبا لربه ومودة لرؤيته.*
• فـ ﴿قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ﴾ الله ﴿لَنْ تَرَانِي﴾ أي: *لن تقدر الآن على رؤيتي،* فإن الله -تبارك وتعالى- أنشأ الخلق في هذه الدار على نشأة لا يقدرون بها، ولا يثبتون لرؤية الله، *وليس في هذا دليل على أنهم لا يرونه في الجنة،*
*فإنه قد دلت النصوص القرآنية والأحاديث النبوية على أن أهل الجنة يرون ربهم -تبارك وتعالى- ويتمتعون بالنظر إلى وجهه الكريم، وأنه ينشئهم نشأة كاملة، يقدرون معها على رؤية الله تعالى،*
◂ ولهذا رتب الله الرؤية في هذه الآية على ثبوت الجبل، فقال -مقنعًا لموسى في عدم إجابته للرؤية- ﴿وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ﴾ إذا تجلى الله له ﴿فَسَوْفَ تَرَانِي﴾.
• ﴿فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ﴾ الأصم الغليظ ﴿جَعَلَهُ دَكًّا﴾ أي: انهال مثل الرمل، انزعاجًا من رؤية الله وعدم ثبوته لها ﴿وَخَرَّ مُوسَى﴾ حين رأى ما رأى ﴿صَعِقًا﴾ *فتبين له حينئذ أنه إذا لم يثبت الجبل لرؤية الله، فموسى أولى أن لا يثبت لذلك، واستغفر ربه لما صدر منه من السؤال،* الذي لم يوافق موضعًا و[لذلك] ﴿قَالَ سُبْحَانَكَ﴾ أي: *تنزيهًا لك، وتعظيمًا عما لا يليق بجلالك* ﴿تُبْتُ إِلَيْكَ﴾ *من جميع الذنوب، وسوء الأدب معك* ﴿وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ﴾ أي: جدد -عليه الصلاة والسلام- إيمانه، بما كمل الله له مما كان يجهله قبل ذلك، فلما منعه الله من رؤيته -بعدما ما كان متشوقا إليها- أعطاه خيرًا كثيرًا".
📘 [تفسير سورة الأعراف للسعدي (١٤٣)].
#فوائد_إثرائية
•┈•✿•┈••┈•✿•┈•
📓 التأصيل العلمي 📓
https://t.me/altaseelalelmi