كانت امرأة تسير برفقة زوجها، فمرّا بجوار رجل عجوز مبتلى بمرض يجعله يرتعش ويتمايل أثناء سيره. وبينما هما يمران بالقرب منه، انزلقت قدم العجوز وسقط في حفرة مليئة بمياه عكرة، فتناثرت المياه على فستان المرأة، فصرخت في وجهه قائلة: "ألا ترى أيها الحيوان!" عندها، رفع الزوج يده وصفع العجوز بقوة حتى أسقطه أرضًا، ثم نظرا إليه باحتقار. نهض العجوز ونظر إلى الزوج، فرآه قوي البنية، مفتول العضلات، فعلم أنه لا يستطيع رد الضربة، فتمتم بكلمات لم يسمعها أحد، وبقي واقفًا في مكانه، بينما دخل الزوجان إلى منزل قريب من المكان. وأثناء صعود الزوج درجات السلم، انزلقت قدمه وسقط على رأسه من أعلى الدرج حتى ارتطم بالأرض ومات في الحال. فصرخت الزوجة قائلة: "لقد قتلته أيها العجوز!"، وهرعت إلى أقاربها، فاجتمع الناس على الرجل العجوز واقتادوه إلى القاضي. قالت الزوجة للقاضي: "هذا الرجل ساحر، لقد تمتم بكلمات غامضة، فسقط زوجي ميتًا بعدها مباشرة!" فنظر القاضي إلى العجوز وسأله: "ما الذي حدث؟" فقال العجوز: "يا سيدي، سقطت قدمي في حفرة مملوءة بالماء لأنني مريض وأعاني من ارتعاش في جسدي، فتسخت ثياب المرأة، فضربني زوجها ضربة موجعة على مؤخرة رأسي. فقمت لأردها، لكنني وجدته أقوى مني، فقلت في نفسي: (يا رب، لقد أراني قوته فيّ، فأرني قوتك فيه). وما هي إلا لحظات حتى سقط ميتًا ورأسه في الحفرة." فالتفت القاضي إلى المرأة وقال: "لم يقتل العجوز زوجك، بل غار حبيبك عليكِ فصفعه، وغار حبيبُه عليه فقتله." فكونوا دائمًا متوجهين إلى الله في وجه من ظلمكم، فهو أعدل الحاكمين، وهو السميع المجيب. سبحان الله العظيم.