الـمِـيـزَان
الـمِـيـزَان
June 11, 2025 at 07:53 AM
#الميزان [في المفرق بين الدم والعقل…] في سوريا اليوم، اشتعلت نار فتنة جديدة… ولكنها ليست بين ثائر ومجرم، ولا بين ظالم ومظلوم، بل بين الجرح النازف والعقل الراجح، بين لهب الغضب وضرورات المرحلة. ثار الحديث عن العدالة الانتقالية، واشتدّ الجدل حول مدّ اليد – ولو مؤقتًا – لبعض من تلطّخت أيديهم بدماء الأبرياء، في سبيل تحقيق السِّلم الأهلي… فرأينا من أبناء الثورة من صرخ: كيف نغفر قبل أن نحاكم؟! ورأينا من أهل القيادة من قال: لنقوم الدولة أولًا، ثم نقيم العدالة. ونحن هنا لا لنرجّح كفةً على أخرى، بل لنُبصّر الجميع بالحقيقة الكبرى: إن هذا الاحتكاك بين الصوت الشعبي الثائر، والعقلية السياسية الحاكمة، ليس خللًا… بل علامة صحة. الدولة ترى من زاويتها، ومعها المعطيات، وترى ما لا يراه الناس… والثائر يرى بدمه، وذاكرته، وصور أحبته الذين مضوا، ويرفض أن تمرّ الجريمة بلا حساب. لكن لننظر إلى الصورة الكاملة: إن بناء السِّلم الأهلي يتطلّب أحيانًا تقديم "الواقعية" على "العاطفة"، ومد اليد – بحذر – إلى بعض من كانوا أعداء الأمس، لا تكريمًا لهم، بل توظيفًا لهم مرحليًا في بناء وطن مزّقته الحروب. ثم تأتي مرحلة العدالة الانتقالية، فتُعاد الأمور إلى نصابها، وتُستعاد الحقوق لأهلها. فالعدالة ليست نقيض السِّلم… بل ثمرته. والسِّلم ليس صفحًا عن الجريمة… بل ترتيب أولويات طريقنا إلى الدولة. نقول لأهل الثورة: اضغطوا، طالبوا، لا تتنازلوا عن دمائكم، ولكن لا تفقدوا الثقة بالدولة التي تبني من تحت الركام. ونقول لأهل القيادة: لا تكتفوا بالحسابات… اكسبوا قلوب الناس، قدّموا لهم ما يزرع الثقة في دولتكم، وأسمعوهم صوتًا يُشبههم. عند هذا التلاقي… يتحقّق السِّلم، وتُبنى الدولة، وتُقام العدالة… ولو بعد حين. https://whatsapp.com/channel/0029VajJRR70rGiR6ZTGFv1n

Comments