||• ❞ العُلَمَاءُ وَرَثَةُ الْأَنْبِيَاءِ ❝ •||
||• ❞ العُلَمَاءُ وَرَثَةُ الْأَنْبِيَاءِ ❝ •||
June 12, 2025 at 01:39 AM
يَقُولُ صَدِيقُهُ الرَّاحِلُ خَالِدِ الكَنْدِي رَحِمَهُ اللَّهُ: فِي يَوْمِ مِنَ الأَيَّامِ، كُنتُ جَالِسًا مَعَ صَلَاح - رَحِمَهُ اللَّهُ وَغَفَرَ لَهُ - إِذْ بِهِ يُفَاجِئنِي بِنَوْبَةِ بُكَاءِ مُبَاغِتَةِ، فَصَمَتُ، لَمْ أَرِدْ أَنْ أُقَاطِعَ نَشِيجَ قَلْبِهِ ، ظَنَنْتُهُ يَتَذَكَّرُ أَحِبَّةٌ رَحَلُوا، أَوْ أَيَّامًا مَضَتْ، فَتَرَكْتُهُ يَبْكِي؛ عَسَاهُ يَجِدُ فِي الدَّمْعِ رَاحَةً لِقَلْبِهِ، لَكِنَّ نَحِيبَهُ اشْتَدَّ، وَصَوْتَهُ ارْتَفَعَ حَتَّى أَفْزَعَنِي فَسَأَلْتُهُ: مَا بِكَ يَا صَلَاح. فَأَجَابَنِي بِصَوْتٍ مُتَهَدِّجٍ: دَخَلْتُ عَلَى أَحَدِ الإِخْوَةِ مِمَّنْ يُبْدِعُونَ فِي تَصْمِيمِ المَقَاطِعِ الدَّعَوِيَّةِ، وَكُنْتُ أَرْجُو مِنْهُ أَنْ يُعَلِّمَنِي بَعْضَ الأُمُورِ الفَنِّيَّةِ، فَقُلْتُ لَهُ - عَبْرَ الرِّسَائِلِ - : «مَعَكَ صَلَاحِ العَدَنِي، المُشْرِفُ عَلَى قَنَاةِ أُسُودِ السُّنَّةِ، أَرْجُو أَنْ تُرْسِلَ لِي أَسْمَاءَ المَشَايِخِ مُزَخْرَفَةً، وَتُعَلِّمَنِي شيْئًا مِنْ فَنَّكَ». فَجَاءَنِي رَدُّ بَارِدٌ جَامِدٌ: «أَنْتَ مَجْهُول! لَا نَعْرِفُ مَنْ أَنْتَ، وَلَا حَالَكَ، وَلَسْتَ طالِبَ عِلْمٍ فِي أَيِّ مَرْكَزِ! وَلَا يَعْرِفُكَ أَحَدٌ مِنَ المَشَايِخِ». يَوْمَهَا خَرَجْتُ مُنْكَسِرًا، أَمْشِي وَخُيُوطُ قَلْبِي تَنْسَلُ مِنْ بَيْنِ أَضْلَاعِي، وَدُمُوعِي تسَابِقُ خُطَايَ. رَفَعْتُ كَفِّي إِلَى السَّمَاءِ، وَبَكَيْتُ كَمَا لَمْ أَبْكِ مِنْ قَبْلُ، وَقُلْتُ: «يَا رَبِّ ... أَنَا مَجْهُولٌ فِي الْأَرْضِ، وَلَكِنَّكَ أَنْتَ مَنْ يَعْرِفُنِي. يَا رَبِّ ... إِنْ خَفِيتُ عَنْ خَلْقِكَ، فَمَا خَفِيتُ عَنْكَ. أَنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي أُحِبُّكَ، وَأُحِبُّ مَشَايِخِي، وَأُحِبُّ السُّنَّةَ وَأَهْلَهَا، وَلَكِنَّ الطُّرُقَ أُغْلِقَتْ، وَلَمْ يُقَدَّرْ لِي طَلَبُ العِلْمِ فِي المَرَاكِزِ. فَكُنْ لِي، يَا رَبِّ، وَوَفِّقْنِي، وَخُذْ بِيَدِي، فَإِنِّي لَا أَرْجُو إِلَّا وَجْهَكَ». وَكَانَ يَدْعُو بِكَلِمَاتٍ تَقْشَعِرُّ لَهَا الجُلُودُ، وَتَرِقُ لَهَا الحِجَارَةُ، وَتَكَادُ تَنْخَلِعُ لَهَا القلوب. 📎 القطر الندي في قصة صلاح العدني وخالد الكندي للشيخ فيصل الحاشدي.... https://t.me/Ulama_pewaris_Para_Nabi

Comments